يعتقد شيطان العصر، الإعلامي المزعوم، خبير قضايا الرشوة والفساد الذي أفلت من العقاب في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة أنه قد نجح في طمس معالم الجريمة التي قتل فيها المستشار القانوني للجامعة التي يعمل هذا الشيطان الآن مستشارَا إعلاميًا لها بعد أن قيدت النيابة العامة الحادث في سجلاتها.. قضاء وقدر.
كتب : عبده مغربي
برغم أنه ظل 3 سنوات يُعالج عند طبيبي نفسي بعد خروجه من السجن لتخليصه من الآثار النفسية التي سببتها له زنزانة الحبس الإنفرادي عندما عرف من زملاءه المساجين أن زنزانته هذه كانت تستخدم كمشرحة لتجهيز جثامين المحكومين بالإعدام بعد تنفيذ العقوبة بحقهم، إلا أن ذلك كله لم يكن واعظًا له بعد خروجه من السجن في أن يتخذ الطريق القويم في حياته الجديدة كفارة لما اقترفه قبلها من ذنوب.
ظل بعد خروجه من السجن يسمع أصوات غريبة في أي مكان ينام فيه، وربما يفسر ذلك لماذا أصبح لديه أكثر من غرفة في أكثر من فندق وأكثر من شقة وأكثر من فيلا وأكثر من شاليه، إلا أنه وبعد فترة من العلاج عند هذا الطبيب مات قلبه فلم يعد هناك ما يخيفه، لا مسئول، ولا جهاز رقابي، ولا حتى أصبح مشغولًا بسمعته، فلم يعد لديه ما يخاف عليه، سمعته تلطخت في أربعة أرجاء البلاد، وصورته أصبحت حديث الأروقة والدواوين الرسمية والشعبية، حتى أن ما كان يخجل منه بخصوص سمعته سابقا أصبح يتباهي به الآن، فتلك هي بضاعته لتحقيق النفوذ والثروة.

كان هذا الشيطان.. الإعلامي المزعوم، خُلاصة إبليس كما وصفه المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة الأسبق قد عرض على المستشار القانوني لإحدى الجامعات المستقلة أن يعترف بأنه هو الذي اقترح موضوع الرشوة من وراء ظهر رئيس الجامعة، “.. متقلقش، انت تعترف، وانا الرقابة الإدارية في جيبي.. حطلعك منها زي الشعرة من العجين، دي لعتبي”
القتيل لم يثق في كلام الإعلامي المزعوم، رفض العرض، قال”.. عليّ وعلى أعدائي، لن أتحملها بمفردي، فكرة الرشوة أصلاً أصلًا هي فكرة رئيس الجامعة نفسه مش فكرتي خالص”.
كان المستشار القانوني للجامعة “حسن” السمعة، ورأى أن التسجيلات التي تخصه في القضية لا ترتقي لأن يصبح متهمًا فيها، لكن الإعلامي المزيف أخبره بانه لن يمر شهر أغسطس2019 قبل أن يتم القبض عليه، وأن هذه المعلومات وصلته من مصدر مهم صديقه في الرقابة الإدارية.
في الجلسة التي سبقت عرض هذا الشيطان على مستشار الجامعة القانوني بأن يعترف على نفسه بعيدًا عن رئيس الجامعة، قال رئيس تحرير البوم الواقع لرئيس الجامعة، “.. أنا يا سيدي جبت لك أهو أكبر خبير في النوع ده من القضايا..” وقدم له الشيطان، الذي جاء إلى الإجتماع ومعه كافة أوراق القضية، وطرح الشيطان على رئيس الجامعة الطريق الأمثل للخروج منها كخروج الشعرة من العجين، وأخبره بأن”.. خلال ساعات أو ربما أيام سيتم القبض على مستشارك القانوني، ولازم نتحرك بسرعة..”، ومن تلك اللحظة أصبح رئيس الجامعة مثل الخاتم في اصبع الشيطان ورئيس تحرير البوم الواقع.
كانت الرقابة الإدارية قد ألقت القبض على عضو اليسار في إحدى دوائر أكتوبر القضائية التي تنظر قضية الترخيص لمنشأة طبية رفضت وزارتا الصحة والتعليم العالي منحها الترخيص، فهذه المنشأة لم تستوف الإجراءات اللازمة، برغم أنها تمارس نشاطها منذ سنوات في وضح النهار وبدون ترخيص من دون حسيب أو رقيب من وزارة التعليم العالي أو من وزارة الصحة، ولما فشل رئيس الجامعة التي تتبعها هذه المنشأة في الحصول على التراخيص أقام دعواه، وفي أثناء نظر هذه الدعوى ونظرًا للتأجيل في نطق الحكم والذي تكرر أكثر من مرة تواصل سائق القاضي عضو اليسار في هذه الدائرة مع المحامي وكيل رئيس الجامعة، مع المستشار القانوني للجامعة، مع رئيس الجامعة حول الكيفية التي يتم بها صدور حكم لصالح الجامعة، وقد تم الإتفاق على مبلغ مليون ونصف المليون جنيه، وشقة في اكتوبر، لكن الرقابة الإدارية سبقت الجميع، وقبضت على القاضي والفريق المباشر في الرشوة، وأثناء التحقيقات كان يتم القبض على عنصر تلو العنصر.
ولما لم تنجح محاولات الشيطان مع المستشار القانوني في أن يعترف على نفسه استنادًا إلى التوكيل الصادر له من رئيس الجامعة، أشار الشيطان على المستشار القانوني في أن يختفي له يومين في الساحل الشمالي، ورتب له إقامة هناك، ثم أرسل في عقبه فتاة مغربية تتبعته وألقت بشباكها عليه، كانت مهمتها مسح كافة المكالمات المسجلة بين المستشار القانوني ورئيس الجامعة، ومن ضمنها محادثات الـ”واتساب”، ويبدو أنها فشلت في المهمة، فتم تنفيذ الخطة ب، وبموجبها وبعد اسبوع من إقامته أو هروبه إلى الساحل الشمالي تم استدعاءه للحضور إلى القاهرة، وعلى طريق العلمين تعرضت السيارة إلى حادث مأساوي انتهي بمقتل الرجل، الذي تقطعت بموته كل الخيوط التي تربط بين رئيس الجامعة والقضية.
ففي الوقت الذي كان المستشار القانوني أمام باب الشاليه في الساحل الشمالي يستعد لركوب سيارته في رحلة العودة إلى القاهرة كان استديو قناة 26 يوليو يتم تجهيزه لإستضافة رئيس الجامعة للحديث عن إنجازات جامعته على الهواء مباشرة بهدف إبعاد أي شبهة يمكن أن تلحق به ويمكن أن تورطه في هذا الحادث المروّع.
في نفس التوقيت الذي تتم فيه ترتيبات خروج رئيس الجامعة على الهواء كانت هناك ترتيبات أخرى لخروج روح المستشار القانوني من جسده في حادث غامض على طريق العلمين، بعد رحلة عطاء للجامعة ورئيسها امتدت لأكثر من 15 عام.
بعد الحادث بأيام تم استدعاء رئيس الجامعة للمثول أمام جهات التحقيق التي تباشر قضية الرشوة، فقال أن المستشار القانوني عليه رحمة الله قد اتخذ هذا الإجراء- رشوة القاضي- من تلقاء نفسه دون الرجوع إليه.
وعاد الى بيته.