شريف الوكيل يغوص بكم في فلسفة الحكيم وإبداع يحيي العلمي
كانت دميمة هذه المرأة…لم تعرف ربيع العمر…لكنها كانت تعرف خريفه وشتاءه…لم يورق لها أمل…ولكن دموعها هطلت كالمطر والفرح تساقط فى قلبها كأوراق الشجر…وبرد الحرمان من متع الجسد قد ضرب من حولها نطاقٱ، إنها جزيرة الكآبة فى محيط الكون ، هكذا تعيش…وهكذا ستموت…لم يضم خصرها رجل…ولم تعرف شفتاها غير الصلوات لسماء لاتسمع واللعنات على قدر لايرحم…وفى ذات ليلة عصفت فبها الرياح الهوج، وزمجرت الزوابع الثائرة لاخارج حجرتها، بل داخل نفسها صاحت صيحة إهتزت لها أركان كيانها القبيح :
– أيها الشيطان…لم يبق إلا أنت..!..
إفتتاحية توفيق الحكيم فى قصته {إمرأة غلبت الشيطان} من مجموعته القصصية (أرنى الله) والتى حولها المخرج يحيى العلمى إلى فيلم سينمائى قام ببطولته مجموعة من النجوم اللامعة نعمت مختار وعادل ادهم ونور الشريف وشمس البارودى وسهير البارونى وعبد الوارث عسر ونبيل الهجرسى ومحمد شوقى وحياة قنديل …وتحكى القصة عن شفيقة التى تعمل خادمة يتعامل معها الناس بقسوة شديدة لكونها” دميمة” وكل من يعرفها يسخر منها ويتندر عليها، لكنها تقع في غرام أحد الشباب والذى يعمل صحفيا لكنه لا يشعر بحبها له ، حيث أنه على علاقة غرامية بإحدى الممثلات، تشعر الخادمة بهذاا التجاهل من قبل الشاب لتحيا على أمل أن يشعر بها، او تلفت نظره لحسن معاملتها والتودد له، ولكن بلا جدوى ، حتى تستسلم لهواجسها، وتسلم نفسها للشيطان فى لحظة يأس وقنوط من عدالة السماء، ليحاصرها إبليس فى لحظة ضعفها وإنكسارها، ليعقد معها إتفاقٱ شيطانيٱ بأن تعطيه روحها كى يتصرف فيها كيفما شاء، مقابل أن تتحول إلى سيدة مجتمع جميلة وغنية، شريطة أن يكون هذا الإتفاق لفترة عشر سنوات، تصبح بعدها ملكًا له (للشيطان)، وبالفعل تتحول شفيقة الخادمة الدميمة، إلى مليونيرة جميلة، بل رائعة الجمال، وتبدأ في الانتقام من الماضي في صور الذين عاملوها بقسوة، لكنها تتجاوز الجميع فيما عدا الصحفى محمود الذي تحبه حبًا كبيرًا. وتبدأ في ملاحقته، لكنها تنهار تمامًا عندما ينتحر هذا الصحفى، فتقرر الرجوع إلى الله للتوبة والحج، يحاول الشيطان ان يثنيها عن ماتفكر فيه، ويذكرها بالعهد الذي قطعته على نفسها معه لكنها تستطيع أن تقاومه وتراوغه ، حتى تمكنت من إنتصارها عليه، بقوة إيمانها عقب عودتها من الحج.
كما ذكرنا لاحقا القصة بنظرتها الفلسفية الفاوستية، ألفها الكاتب والمفكر “توفيق الحكيم” ابو الواقعية و الفلسفة الرمزية…كما يعد كاتبنا الفيلسوف أحد رواد الرواية العربية والكتابة المسرحية القلائل فى العصر الحديث،وأيضا من أهم العلامات البارزة فى حياتنا الأدبية والفكرية والثقافية وأحد المؤسسين لفن الكتابة المسرحية ورائدا للمسرح الذهنى فى مصر والعالم العربى وقد امتد تأثيره لأجيال كثيرة متعاقبة من الأدباء والمبدعين .
وكتب سيناريو الفيلم بجانب إخراجه يحيى العلمي الذى بدأ عمله في السينما والتلفزيون في بداية الستينيات، ضمن مجموعة من المخرجين المتميزين منهم : محمد فاضل وإسماعيل عبد الحافظ نجوم الجيل الثاني من مخرجي التلفزيون المصري في بداياته الأولى، إستكمالا لمشوار الجيل الأول من المخرجين الراحلين مثل : نور الدمرداش وحمادة عبد الوهاب ويوسف مرزوق. أخرج العلمي في حياته الفنية ثلاثين فيلما تقريبا أبرزها “خائفة من شيء ما” و”طائر الليل الحزين” و”تزوير في أوراق رسمية”. من أهم أعماله في التلفزيون مسلسل “رأفت الهجان” بطولة محمود عبد العزيز وقد تطرق فيها لحياة رجل المخابرات المصري المعروف عنه أنه تم زرعه في إسرائيل وكان له دور هام في حرب اكتوبر ١٩٧٣ وكذلك مسلسل “لا” للكاتب مصطفى أمين ولطه حسين مسلسل الأيام .
وعلى الرغم من أن الدراما المصرية مقتبسة عن مسرحية “فاوست” للفيلسوف الالماني جوته، الذى تعمق في دراسة الدين الإسلامي والأدبين العربي والفارسي، وولع بقراءة القرآن وغاص في تفاسيرة…فكانت تلك الدراما التى
تحمل بين طياتها صراع قائم منذ الازل وللابد بين ابليس وبني آدم.. ينتصر فيه الشيطان مرة وينهزم وترتعد فرائصه عندما يعلن ابن ادم توبته وعودته لربه، فيتوب الله عليه.. ورغم اختلاف قصة الحكيم لكن الفكرة كانت واحدة فقد قدمتها السينما المصرية على مر السنين فى عدة أفلام منها على سبيل المثال {سفير جهنم} من تأليف وإخراج وبطولة يوسف وهبى، ثم فيلم {موعد مع إبليس} بطولة محمود المليجي وزكى رستم من إخراج كامل التلمساني، كما قدمها التليفزيون أيضا فى تمثيليات متسلسلة نذكر منها {ونوس} بطولة يحيى الفخراني.
.هذا بالإضافة إلى أعمال درامية كثيرة إستلهمت روح “فاوست” فى المسرح والسينما والتليفزيون، وبعض الدراما الإذاعية، وفى كتاب (سينما الشيطان) للدكتور ناجى فوزى تتضح ملامح الصراع بين الخير على شاشات السينما والشيطان، يقول : فى الحقيقة أن أساطين التحليل النفسي كثيرًا ما اشتغلوا باحثين عن سر جاذبية الشيطان في الأدب والفن، وفي مقدمة هؤلاء عالم التحليل ومبدعه سيجموند فرويد الذي أفرد للأمر كتابًا، أو جزءًا من كتاب، درس فيه حكاية واقعية تتحدث عن عهد ــ يشبه عقد فاوست مع الشيطان في مسرحية جوته الشهيرة ــ قام خطيًا بين رسام والشيطان، يكاد يشبه عقد رواية «صورة دوريان جراي» لأوسكار وايلد.
فلم ينكر فرويد وجود الشيطان لكنه بدلاً من أن يبحث عن سره في الميثولوجيا أو في العالم الخارجي، راح يفتش عنه وعن ماهيته وأدواره في الحياة الداخلية للإنسان. أما السينما فإنها بسبب كونها صورة ــ عمدت إلى جعله كائنًا مجسدًا، أحيانًا ذا شكل إنساني -وسيم حسن- ولكن في أحيان أخرى ذا شكل حيواني مرعب أو شكل هلامي غير محدد.
كما فى فيلم اليوم فقد تمثل الشيطان فى صورة رجل رشيق ووسيم”عادل أدهم” ذلك العبقري في أدائه للشخصيات… والمدهش في أداء أدوار الشر…فرغم أنها أدوار شريرة، إلا أن المشاهد يحبها منه، ويحب ظهوره على الشاشة فيها،صاحب أداء يشدك، يجذبك… فتخضع لسطوته بلا مقاومة… متميز في اختياراته الفنية، بارع في تجسيدها، حتى أنه لا أحد يقدر على أدائها غيره تقريبٱ… إنه (برنس) السينما العربية، الذي يستحق عن جدارة جميع الألقاب التي أطلقت عليه.
قد يتسائل أحد لما تم البدء بالحديث عن البرنس..؟ رغم وجود نجوم كبار معه…ربما يرجع ذلك لقيامه بدور لايستطيع غيره تقديمه بهذ الأداء المتميز ويعد محور اساسى فى الفيلم مع بطلته نعمت مختار .
فهو «البرنس»، «الفتوة»… «الشرير خفيف الظل»… «العبقري»، ونجم أدوار الأنماط البشرية و«صاحب الألف وجه»…وقد قدم دوره بثبات يحسد عليه فيشعرنا كما لو أنه بالفعل شيطانٱ، بنظرات عينيه وتحركاتها وتعبيرات الوجه الجامدة فى خلفيتها الإبتسامة الخبيثة، مع نبرات صوته التى ترتفع فى ترهيب مغضب، وتنخفض فى ترغيب مدلل.
وقد إستطاعت الإضاءة التناغم مع كل ذلك ببراعة…بسبب أدائه الصادق ووجهه الأشقر وأدواته الفنية المختلفة، التي أعجبت كل المخرجين الذين تعاملوا معه في الوسط الفني…أجاد عادل أدهم إنتقاء أدواره، كما نجح في أعماله الفنية الأخرى وانطلق نحو العالمية، حيث عمل في أكثر من فيلم إيطالي وتعامل مع كبار فناني أوروبا، وأصبح الفنان عادل أدهم معروفا في الخارج مثل الفنان العالمي عمر الشريف… وكان هذا الدور من أصعب الأدوار التي قدمها في السينما، لانه كان عليه ان يجسد دور {الشيطان}، وهي شخصية هلامية صعبة فى أبعادها الدرامية وأيضا طريقة حديثها مع الآخرين، ويقال أنه إستعان بالفنان القدير “عبدالوارث عسر” في فهم هذا الدور.
والطريف أنه قبل شهرته الفنية، رفضه الفنان أنور وجدي في بداياته قبل دخوله الوسط الفني، وقال له: “أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة”، واتجه إلى الرقص ثم بدأ أولى خطواته الفنية الحقيقة من خلال فيلم “ليلى بنت الفقراء” عام ١٩٤٥ حيث ظهر في دور صغير جدا كراقص، ثم بدأت تتوالى عليه الأعمال الفنية.
شارك في أربعة أفلام ضمن قائمة أفضل مئةفيلم فى تاريخ السينما المصرية، تخطت أفلامه المائة.
يأتينا الدور النسائى المهم جدٱ فى الفيلم وهى شفيقة”نعمت مختار” بطلة الفيلم ومنتجته، بدأت حياتها الفنية كراقصة، وقد وصفتها السيدة أم كلثوم في إحدى المناسبات بـ«سيمفونية الرقص الشرقي»، كما كان الفنان فريد الأطرش، يصطحبها معه أثناء إقامته لجميع حفلاته الغنائية، أثبتت أنها فنانة متعددة المواهب فهي راقصة ومطربة وممثلة ومنتجة, عملت في بداية حياتها راقصة, ثم انتقلت إلى السينما، استطاعت أن تنحي الرقص جانبا وتتفرغ للتمثيل, حيث جسدت بعض الأدوار الصغيرة إلى أن أنتجت فيلم «المرأة التي غلبت الشيطان» وقامت ببطولته، ورغم نجاح وتميز التجربة قررت اعتزال الفن والتفرغ لحياتها الخاصة لأسرتها ولأبنها الوحيد .
لكن قبل اعتزالها الفن نهائيًا قالت مختار في أحد تصريحاتها الإعلامية: «لم اندم على أني احترفت الرقص في بداية حياتي ولكني اعتبر اللحظة التي ابتعدت فيها عن الرقص هى ميلادي الحقيقي في هذه الدنيا فأنا لا اندم ولا أتنصل من أنني كنت راقصة بل على العكس يشرفني أنني بدأت راقصة بعدما أغلقت في وجهي كل الأبواب، وليس غريبًا أن أقول هذا، ولكني رقصت رغم أنفي بحثا عن لقمة العيش، ومن حق الجميع أن يعرفوا مدى الشقاء والمعاناة التي كنا نعيشها كفنانين في تلك الفترة الأليمة لنصبح فيما بعد أسماء لامعة يحسدنا البعض على الشهرة ويتصورون أن نجاحنا جاء على طبق من فضة»…تقدر حصيلة نعمت مختار الفنية حوالى ستة وأربعين فيلمٱ، وأربعة مسلسلات، وقد تعامل معها الكثير من المخرجين تعامل سطحي معتمد فقط علي (جمالها) ، مما جعل البعض يجد أن ذلك كان ظلم لموهبتها القوية.
لعبت نعمت مختار دور “سنية” في فيلم “ثرثرة فوق النيل” والتى قدمته أمام مجموعة من عتاولة السينما المصرية وقتها، حيث يعد دورها في هذا الفيلم من أدوارها المميزة والذي كشف عن جزء كبير من موهبتها التمثيلية وليست الشكلية فقط، وكانت جملتها المشهورة عنها (رجب حوش صاحبك عنى) والتى نسبها بعض من لايملكون المعلومة الكافية، إلى {هيفاء وهبى} بالخطأ، ويأتى بعد هذا فيلم “حمام الملاطيلى”، والذي يعد بمثابة أبرز وأهم أدوارها بالسينما..كانت تمثل بعفويتها وذكائها وموهبتها، فأسند لها كبار المخرجين أدوارا متميزة عملتها ونجحت فيها بتفوق.
شاركت في العديد من الأفلام منها “قرية العشاق، الانسة حنفي، الفارس الأسود، إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة، صحيفة سوابق، كفاية يا عين، بين القصرين (فى دور زنوبة العالمة)، لن أبكي أبدا، ابن حميدو، مجرم في إجازة، حب ودلع ” وغيرها الكثير من الأعمال الجيدة، فكانت مع كل فيلم تتألق أكثر وتزيد مساحة مشاركتها في أعمالها ويتقدم اسمها في ترتيب الأسماء على الشاشة، ويذكر أنها أدت دورا وطنيا حقيقيا، عندما أستغاث بها أحد الضباط المعروفين من رجال ثورة يوليو ١٩٥٢، اثناء العدوان الثلاثى على مصر، وخبئته في بيتها، تاركة له المنزل لتعيش ببيت أمها خدمة للثورة والنظام ، اعتزلت نعمت مختار الفن تماما بعد فيلم اليوم والتى ادت فيها دورها للشخصيتين بأمتياز وتفوق، على جميع المشاركين بالفيلم .
كان دور نور الشريف دورا عاديٱ، للصحفى المتطلع، يحب الممثلة الشابة الجميلة”ايمان وجدى” وتقدم هذه الشخصية شمس البارودى أيضا فى دور عادى، لكنها كانت تعتمد كثيرا على جمالها وفتنتها السينمائية، وقد عودتنا عليهما فى معظم أعمالها، فكان معظم المخرجين التى عملت معهم، يسندون لها أدوار الإغراء، بإستثناء الممثل والمخرج (حسن يوسف) زوجها، نظرا لأنها تنحدر من أصل سورى فكانت في بدايتها فى الستينات تستخدم اسمها الحقيقي (شمس الملوك)، لكن سرعان ما غيرت اسم شهرتها ليكون (شمس البارودي) على اسم عائلتها…ومن الأفلام التي شاركت فيها: (حمام الملاطيلي، المتعة والعذاب، هى والشياطين).
وكان اخر افلامها فيلم اتنين على الطريق مع عادل امام وعادل أدهم ومن إخراج حسن يوسف. وصرحت شمس انها قررت اعتزال الفن قبل الإنتهاء من مكساج الفيلم.
وكان المكياج لفيلم اليوم دورا مهماً وأساسيٱ وخاصة مع شخصية شفيقة، فقد أجاد الماكيير {محمود سماحة} فى صنع مكياج النجمة نعمت مختار، بحيث تظهر بهذه الصورة الدميمة المشوهة، ليمنح أو ليقنع المشاهد بصدق تصرفها فى الإستعانة بالشيطان لتحقيق حلمها، حتى لوكان قصيرا، أو غير مبررٱ، وله عواقب وخيمة…تماما كنجاحه فى عمل مكياج الشيطان الداهية عادل ادهم، وقد كان تنقله بكل الصور التى ظهر فيها، ايحاء بصدق العمل ومهارته.
وكما عودنا الموسيقار “فؤاد الظاهرى” بموسيقاه الرائعة والمعبرة ببراعة مع مجريات الأحداث ،فكان تصميمه للموسيقى التصويرية عملا جيدا، يستحق الإشادة… مستعينا بالمطرب عبد العزيز محمود لخبرته الكبيرة بعمل التابلوهات والإسكتشات الراقصة، فى تصميم اللحن الذى رقصت عليه بطلة الفيلم.
ويبقى لنا بعض الحديث عن فلسفة الكاتب توفيق الحكيم، من خلال البحث عن معنى الحياة للشخصية الرئيسية فى القصة”شفيقة”،يمكن الكشف عنها بطرق ثلاثة ،وقد سبق ذكرها فى سياق الدردشة عن موضوع الفيلم… الأولى من خلال الحرية فى الإرادة، وهذه تبدو من أن المرأة تريد متع الدنيا، مثل الجمال والمال…والثانية من خلال الرغبة فى المضى فى هذا الأمر برضاء المرأة، فمن أجل الحصول على تلك المتع الدنيوية، توافق على إدخال نفسها بنفسها إلى جهنم…والطريق الثالث هو معنى الحياة..! ففى هذه النقطة كان إحتياجها الروحى الذى لم تشعر به من قبل، لأن من هذا الإحتياج الروحى تصبح لحياتها معنى .
ومن هذا كله إكتشفت المرأة ، المعنى الحقيقى للحياة، من خلال العبادة التى تعلى القيم الروحية، والتى كانت تعانى من فقدانها من قبل، حيث وجدت معنى حياتهاالحقيقى .
.وكما تبدو النظرة الفلسفية لتوفيق الحكيم “أن المرأة هى شخصية منفردة، تعيش حالة من الفوضى والعزلة الشديدة، وقد وقعت فى تجربة روحية تنقذها من الوحدة، التى كانت تعيشها، لتجد ضوء للحياة مرة أخرى.
بمعنى أن الشخص الذى يفتقر إلى معنى الحياة، كأنه يعيش حالة من حالات الإنفصام
فمن يعيش دون غرض أو غاية، ويعيش حياة فارغة، أولم يعد يرى معنى فى حياته، فهى مجرد عدم لامعنى له، ولاعاطفة فيها فمثل هذا النوع من الناس يعيشون فى فراغ وجودى…ومن البديهى أن إتجاه الحكيم لإستلهام الأسطورةوالتاريخ والقرآن الكريم، لم ينشأ من فراغ، ولأنه كان سليم فى طريقه بديهيٱ بطبيعة الإنسان المصرى، وتركيبته الروحية، والتى تقوم على مناطق ثابتة لاتتغير أبدا مهما كانت المغريات، فهذه الهوية الروحية الدينية والفنية الإبداعيةالصبورة عند الإنسان المصرى المؤمن بالله وبقدراته، هى واحدة من أهم مفاتيح الحياة .
وهنا نصل إلى عامل مهم فى الحياة، وهو أن الإنسان حقيقة قادر على إيجاد معنى الحياة من خلال تجاوز الذات .