محمد سعد خطاب ينشر لكم ما لا يمكن ان تنشره الصحف عن انحرافات صاحب جريدة المصري اليوم
كان يجلس متكئا على أريكة فرنسية عتيقة فى بهو قصره الحصين فى منطقة منيل شيحة صباح السبت الماضى، وهو يصدر التعليمات اليومية عبر الهاتف إلى مدير صحيفته، ضاحكا ومفعما بالتحدى والتهكم كعادته، أثناء قيامه بتلقين خادمه الصحفى بعض عناوين اليوم التالي، مباهيا بأنه الرجل الوحيد فى مصر الذى تراجعت النيابة العامة عن قرارها بحبسه 15 يومًا ليخرج بعد ساعات من القرار على قدميه يرفع سيف المكايدة فى وجه الجميع، دون أن يجرؤ أحد على المساس به.
لم يكد ينهى المكالمة حتى قفز واقفا على قدميه فعلا- هذه المرة- من هول الصدمة، وهو يستمع إلى أصوات كالرعد راحت تقترب من شرفته، كأنها «القضا المستعجل»، وإذ به أمام جرافات «الدولة القوية» التى حضرت – دون اعتبار لنفوذه المزعوم- لتكسر كبرياءه على حين غرة، وتنفذ عملية إزالة تعديات واسعة على أرض الدولة، فى محيط القصر، قبل أن يتقدم قائد الحملة من صاحب القصر صلاح دياب ويسلمه قرار إحالته إلى النيابة العسكرية.
إنها بداية مثيرة لنهاية أكثر إثارة لسيرة واحد من أكبر مراكز التربح والصعود غير المفهوم لحيتان البزنس فى مصر، أمثال معتز الألفى ومحمد ابو العينين وآخرين، ممن جمعتهم أيضا علاقة جوار مع دياب فى جزيرة منيل شيحة وبينهم وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، الذين استولوا على الجزيرة كلها فى قلب النيل، فضلا عن آلاف الأفدنة بل والجزر الأخرى فى طول البلاد وعرضها، جعلت منهم أصحاب مليارات فجأة.

حدث هذا حرفيا، ففى إحدى المرات فوجئ دياب وهو يجلس مع الاعلامي حمادة عز الدين فى منزله بالزمالك، على دعوة عشاء حضرها عدد مِن رجال الأعمال وبعض الفنانات، بدخول حمد بن سحيم صهر أمير قطر تميم، وبصحبته وكيل شركة كارتير العالمية وتاجر الألماس القطرى عادل علي بن على فى زيارة مفاجئة لحمادة عز الدين الإعلامي الشهير بتقديم نشرات الأخبار باللغة الإنجليزية، حاملين هدايا قيمة تعدت قيمتها 6 ملايين جنيه، ما أثار لعاب دياب الذى بذل جهده للترحيب بالضيوف الأثرياء، والإلحاح على صديقه الإعلامي أن يقنعهما بزيارته مجددًا فى منزله طمعا فى تكرار هذه الهدايا القيمة مع وعد بأخذ نصيبه منها، وبالفعل أرسل بن سحيم طائرة خاصة إلى الدوحة لإحضار هداياه هو وصديقه تاجر الألماس الشهير “عادل علي” قبيل زيارتهم لدياب الذي كانت توليه المخابرات القطرية اهتمام شديد بوصفه صاحب جريدة مؤثرة في مصر.

لم يكن لأى اسم معنى فى حياة دياب فى تلك الأوقات إلا بقدر ما يجنى وراءه من ربح، حتى أن رجل الأعمال فهد الشبكشى قال له ذات مرة خلال سهرة بينهما أن على عبد العزيز قد تم اختياره رئيسًا للشركة القابضة للسياحة.. متنساس تبارك له» فرد عليه صلاح قائلا «وده حناخد منه ايه عشان نبارك له»..؟!
كان دياب فى ذلك الوقت أشبه ما يكون ب»النفق» يغرف من أراضي مصر وأموال البنوك المصرية بلا حساب مستندا إلى جدار حماية هو «جيمى بيه» كما كانوا ينادونه وقتها أو جمال مبارك، الذى أنقذه ذات مرة من غضب “أ- ب ” رئيس بنك مصري شهير، حين دخل فجأة إلى أحد فنادق شرم الشيخ خلال حفلات الكريسماس فوجد دياب هائمًا بين زجاجات الويسكي، وإذ برئيس البنك ينفجر غيظا ويميل على دياب قائلا «سد ديونك الأول بدل ما تصرفها في الهلس»، فما كان من دياب إلا أن صفعة على وجه، صفعة ألجمت الرجل، الذى استشاط غضبا وما إن عاد إلى القاهرة حتى راح يقدم ملف الديون المتعثرة لدياب إلى النيابة العامة، لكن تدخل «جيمي» فى اللحظة الأخيرة حال دون وصول الملف إل وجهته.
احتل دياب رأس قائمة ممن يتربحون فى كل شيء، حتى أنه وباعترافه لصديق يمتلك 12 شقة فندقية فى فورسيزون الجيزة وأقل منها بقليل فى فورسيزون جاردن سيتى يستغلها فى التأجير لكبار السياح العرب ما يدر عليه سنويا ملايين الدولارات، دون أن يدفع مليما للدولة.
وكان دياب قد رفض في 2014 دفع سداد شيكات مستحقة عليه لمطار القاهرة عن حصوله على أكثر من 20 الف متر بصيغة حق الإنتفاع مقابل جنيه واحد للمتر في صفقة مشبوهة حصل عليها من الفريق أحمد شفيق بعد تأسيسه المصري اليوم.