في صباح هذا اليوم الهادئ، كان صاحب هذه السطور، يسلك طريقه المألوف إلى مقر عمله بمنتهى السكينة والتأمل. لكن طابعًا استثنائيًا بدا في هذا الطريق أذهب الوضع المالوف، فأمام أسوار أكاديمية الشرطة، تجمّع عدد كبير من الأكابر، وهم يتطلعون إلى إحرازِ هدفٍ “عظيم”. على الأقل بالنسبة لهم.
هناك، على طول الرصيف، تجمعت سيارات فارهة من مختلف الأنواع والأشكال، تألقت ببريق معادنها وألوانها المتباينة كالجواهر في “فاترينة” أشهر محلات الألماس. إنهم أهالي الطلاب، الذين احتشدوا بفارغ الصبر للاطمئنان على مصائر أبنائهم، وهم ينتظرون بقلق ورجاء النتائج الختامية لاختبارات الالتحاق بكلية الشرطة.
وبين هذا الحشد المتنوع، كانت وجوه مختلفة تتلون بأشكال الطموح. هناك من يتلمس طريقه نحو السلطة بعدما امتلأت جعبته بالأموال، وقد تكونت لديه أمال طموحة تتجاوز حدود الثراء المادي، إلى المزيد من النفوذ، وهناك من بينهم من يتاجر بهم أنه يمتلك “الواسطة” التي تحقق لهم هذه الأهداف، يدفعون له بقلب طيب طمعًا في خرق العدالة، لأنهم يريدون أبنائهم ضباطًا “يحرسون العدالة”.. أوضاع مقلوبة.
أعضاء البرلمان في بلادنا حتى يصبحوا أعضاء فيه يدفعون الملايين! لماذا؟ لكي يتمكنوا من الرقابة على المال العام، يقدمون الرشى لـ”يمنعون الرشى”.. أوضاع مقلوبة.
فبينما تلتقي الأحلام بالتحديات، والأطماع تتأبط الطموح، يرسم هؤلاء الأفراد مستقبلاً ملوناً يتخلله التطلع نحو حياة طيبة في الدنيا، لا سعيًا إلى حياة طيبة في الآخرة.. إن من يحقق السلطة والثروة سيمتلك مفاتيح الحياة بأكملها.. ألا ساء ما يظنونْ.
على الجانب الآخر من هذا البلد المزدحم-القاهرة- وعلى بُعد أميال لا تُحصى باتجاه الجنوب، في تلك المدينة الأثرية الشهيرة التي تنام في أحضان التاريخ بالصعيد، يبدأ شاب في ريعان شبابه يومه الجديد بكل حماسٍ وإصرار. ففي نفس هذه الساعات الباكرة من الصباح، يرش هذا الشاب الأرض أمام محله الصغير برذاذ الماء العذب، إشارة لبدء يومه العملي الجديد، بحثًا عن قوت يومه ولقمةِ عيشٍ حلال.
رغم بُعد هذا المكان عن المشهد السابق أمام أكاديمية الشرطة، بما يبدو أنهما مشهدان يعيشان في عوالم مختلفة تمامًا. وأنه لا توجد أية روابط ظاهرة بينهما.. لكن علاقة وطيدة ستظهر أمامك وأنت تقلب بين ناظريك بقية هذه السطور.
ففي نفس هذا العالم وفي مشهد ثالث، تظهر أمّ ريفية في قمة شبابها، تجلس في سيارة فارهة برفقة أطفالها الثلاثة وزوجها القهوجي السابق الذي يجلس إلى جانبها في المقعد الأمامي. في طريق عودتهم من شاليه فاخر على ساحل البحر المتوسط كانوا يقضون فيه عطلتهم الصيفية. المشهد داخل السيارة يكشف عن أسرة جعلتها الحياة تذوق نكهة الرغد بعد مرارة العيش الشاق. إذ يمكن أن يلمح المرء من وجوه الزوج والزوجة وابتساماتهم، أنهم قد وجدوا ملذات الحياة بعد طول انتظار، ما تزال ملامحهم تحتفظ بتراكيب الشقاء، ومن الواضح أن القهوجي الذي بدا نشازًا في السيارة الفارهة كان مثالًا للانتقال من حياة بسيطة في الريف إلى أسلوب حياة مترف -شاليهات وسيارات فارهة وفيلات ومدارس أجنبية للأولاد- لكنّه مع ذلك ما يزال ولاعتبارات أمنية يمسك في يده هاتفًا خلويًا رخيصا.
ينتقل الكادر إلى مشهد من الماضي تحفظه الذاكرة، وتظهر فيه صورة “القهوجي” الجالس الآن في المقعد الأمامي للسيارة، عندما كان يستيقظ في الصباح الباكر بحثًا عن لقمة عيش في نفس هذا المحل البسيط الذي ظهر فيه بالمشهد السابق ذلك الشاب يرشّ الأرض بالماء أمام محله هذا الصباح. الملامح متشابهة، والمكان أيضًا، إنهما شقيقان يفصل بينهما سنوات قليلة ومسافات بعيدة، هذا بات ليلته في ذلك الحي المتوسط في المدينة الأثرية، بينما الشقيق وزوجته واولادها باتوها في فيلا يملكونها على الشاطئ في الساحل الشمالي.
توهان في توهان هي الدنيًا، فمعظم الذين يقفون في الشارع عند أكاديمية الشرطة بحثًا لأولادهم عن سلطة هم أشخاص يشبهون في تكوينهم النفسي ذلك القهوجي، “السلطة والمال يحققان الأمان” في بلد يُقدّر قيمة الناس بما في جيوبهم من أموال أو بما يملكون من سّلطة وجاه.
البحث عن المال انسى ذلك القهوجي أحد أهم بنود السعادة في الحياة الدنيا، أنساه برَّهٌ بوالدته التي لم يزرها منذ يوم 8 اكتوبر 2019، وهو اليوم الذي توفى فيه والده الذي كان يعيش في الحي البسيط بالمدينة الأثريّة، وكان يعيش فيها معه ذلك القهوجي قبل أن تتبدّل أحوال الإبن عندما انضم للعمل في قسم المبيعات بشركة أسمنت قنا، وانتقاله للعيش في القاهرة. نسيّ القهوجي أهله وأمّه، وحتى جنازة والده، لم يحضرها إلا بعدما وصل النعش إلى المسجد، إذ تأخرت صلاة الجنازة حتى يصل من المطار، وعند وصوله خلع حذائه على بباب المسجد ودخل فصلى كالغريب بين القوم صلاة الجنازة على أبيه الذي أيضًا لم يكن قد رأه قبل سنوات، حضر مراسم الدفن بالمقابر دون أن يسلّم على شقيقه، بينهما ما صنع الحداد، عاد في نفس اليوم على طائرة المساء.
منذ ذلك الحين لم يزر “القهوجي” أمّه، ولم يدخل البلدة من تاريخه. وعندما جاعت روحه إلى الحنين.. لجأ إلى احتضان أولاده و ودّ زوجته، يخطب سعادته في إسعادهم، فيذهب بهم إلى الساحل الشمالي.. قاطع الإتجاه نحو الجنوب.
هذا القهوجي لا تعرف ما إذا كنت تحزن منه أم تحزن عليه إشفاقًا مما جناه على نفسه من شقاء.. شقاء لم تمحه الثروة.. رغم ما يقولون عنه بأن ثروته قد تخطّت المليار جنيه، معظمها في صورة عقارات داخل مصر وخارجها، ومع هذا الثراء تجده يحرص على الظهور في حلّته البسيطة –تحديدًا داخل شركة مصر للأسمنت- حتى لا يفتضح أمره، فيسأل القوم أو تسأل الأجهزة الرقابية : من اين لك هذا؟ مع أن هذا السؤال لم يعد موجودًا إلا في الأفلام.. أفلام الأبيض والأسود بالتحديد. ما يتجاوز الأربع سنوات، لم يشعر القهوجي بالحنين إلى أمه التي تحنّ إليه، لم يلامس حنانها وجدانه، لم يدر.. كم شغفها حزنًا غيابه.
بخِلَ على أمّه بالزيارة، فصار يهاتفها بين حينٍ و حينْ من ذلك الهاتف البائس في يديه، يعتقد أن مثل هذه الهواتف تعجز الأجهزة الأمنية والرقابية عن رصد ما يتم عبرها من اتصالات، أو صفقات..!! مسكين. وماذا تنتظر من مسكين تشكّل كلّ وعيّه بالتكنولوجيا في مجرد محل صغير لبيع القهوة والشايْ عندما كان صبيًا هناك، في ذلك السوق، وقتما هجر العمل مع والده وراح يعمل في بيع القهوة والشايْ، وهي مهنة شريفة لا شكّ.
بقى ينتقم من أخيه، ويرفض بأن يكون هذا الأخير أقرب إلى قلب إمّه منه، ظلام الروح جعله يطمع في كل شئ، يريد الاستيلاء على كل شئ بدون تعب، حتى مشاعر أمّه التي لم يبذل الكثير في وصلها وغاب عنها لأكثر من 4 سنوات يريدها لنفسه اكثر من شقيقه، 4 سنوات لم يزر فيها بيت أمّه ومع ذلك يريدها أن تؤثره على شقيقه البسيط في الحنان والحبّ. جشعٌ وطمعٌ في كل شيئْ، على أنّ الجشع الذي نجح في أن يكتنز بموجبه الثروة بلا تعب، كان كالحرمان الذي منع فيه نفسه عن أمّه، فكان سببًا لأن تتعلق بّه أكثر من أخيه، ليس تمييزّا في الحبّ، ولا لأنه أكثر ودّا لها منه، لكنه الحرمان، جعل قلبها يتلهف عليه ومشاعرها تحن أكثر إليه.. صفقات الزمن المقلوب. وصلت حتى إلى العلاقات الإنسانية، قدِّم القليل تحصل على الكثير، قليلٌ من الأعمال يجني كثيرًا من الأموال، وكثيرٌ من الإهمال يجني مزيدًا من الإقبال. يعتقد أنّه بما يغدقه على اُمّه من أموال هو السبب في شوقها أكثر إليه، بينما أصل السبب؛ أنّ الحرمّان مجلبة للحنان. إنّه الزمن المقلوب، ومن مقالب الزمن التي ربّما لم يفهمها القهوجي، أن هذه المعادلة بمعطياتها ونتائجها المعكوسة، ستعود فتنطبق عليه، أن مزيدًّا من الإقبال؛ سيجازى فيه بكثير من الحرمان، الإقبال المفرط على أولاده والتطرف في التودد إليهم سيقابلونه بالهروب منه، وسيحجبون أنفسهم عنه، شئ بشئ.
هي الدنيا.. في العمل وعند أبواب أكاديمية الشرطة، وفي البيوت، في السعي نحو السلطة ونحو المال ونحو النفوذ.. الأوضاع كلّها مقلوبة، اعمل أكثر تكسب أقل، اعمل أقل تكسب أكثر، ودّ قليل يقابله حب كثير، وحب كثير يقابلة ود قليل، الحرمان جزاءه الحنان، والحضور مجلبة للنفور، وجبروت الراعي لم يكن إلا لضعف الرعيّة.. أوضاع مقلوبة.
لكن رئيس مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت قنا؛ اللواء عبدالفتاح حرحور.. قد انتبه يبدو إلى ما كان من خلفه يدور، تأكد الرجل بأن الأوضاع من خلفه مقلوبة، فقام بإجراءات تصحيحية متأخرة، أهمها الإعلان التنظيمي في 30 اغسطس ويتضمن إعادة الهيكلة بالقطاع التجاري للمجموعة، مجموعة مصر للأسمنت التي يترأس مجلس إدارتها، أصدر قراره بسحب الصلاحيات من سلّة قديمة.. ووضعها في سلّة جديدة، السلّة الجديدة كانت في ترقية مايكل جميل زكي لمدير إدارة خدمة العملاء والشحن للمجموعة وذلك بإضافة مهام ومسئوليات جديدة له تشمل الإشراف على الأقسام التالية:
- قسم مكاتب البيع للمجموعة
- قسم خدمات البيع للمجموعة
- قسم خدمات التصدير للمجموعة
- قسم ميزان الأسمنت للمجموعة
- قسم الشحن الشحن لمصنع أسمنت قنا ومصنع أسمنت المنيا
وتكون تبعيته للسيد المهندس العضو المنتدب مباشرة، على أن الإعلان على هيئته تلك، كان كمن يغسل الماء بالماء.. المشكلة ليست في تغيير الأفراد، المشكلة يا سيادة اللواء في السياسيات.

إلى متىى سيصبح قطاع المبيعات في شركة أسمنت المنيا هو الباب الخلفي للثراء السريع ؟!
سألني أحدهم عن هؤلاء القائمين علي إدارة المال العام في شركة مصر للأسمنت قنا: كيف يتصرفون في المال العام هكذا وكانه مال خاص بهم ورثوه عن آبائهم؟ قلتُ: كيف؟ قال: ألا تلاحظ القرارات والإجراءات التي يتخذونها وتخدم فقط مصالحهم الخاصة، طلبتُ التوضيح أكثر فقال: ” إن أزمة هذه المجموعة ليستْ في رئيس مجلس الإدارة، فالجميع يشهدون له بالطهارة، إنّما في ممثلي المال العام بمجلس الإدارة.. هل تلاحظ طريقة تعيينهم في عضوية مجلس إدارة شركة مصر للاسمنت المنيا؟! الشركة التي تستحوذ عليها شركة مصر للأسمنت قنا؟! قلت: “ما زلتُ لا أفهم، قال:” إنها حيلة في غاية الدهاء والذكاء؛ “يا ولاد اللعيبة”: قالها هكذا، ومع ذلك لم أفهم منه شئ. أضاف: “إنّ ممثلي المال العام- المالك الأصيل للمجموعة- عندما قامت الجهات التي يمثلونها بتعينهم ككمثلين لها في عضوية مجلس إدارة شركة مصر للاسمنت قنا، قامت بتعيينهم فيها فقط،
وهنا يتحايل القائمون علي إدارة شركة مصر للأسمنت قنا فيقومون بتعيينهم من جديد كأعضاء مجلس إدارة في شركة مصر للأسمنت المنيا، المملوكة في غالبيتها لشركة مصر للاسمنت قنا، ويعينونهم كذلك في لجان فرعية تابعة لشركة مصر للاسمنت قنا، لماذا؟ حتى يحصلون على مميزات أكثر وبدلات أعلى .

تعالى وشاهد معي هذه اللعبة الحلوة التي يتم فيها تخفيض قيمة بدل حضور الجلسات عن بدل الانتقال بأكثر من واحد على 10، يعني لو بدل الحضور ألف جنيه، يكون بدل الإنتقال 9 آلاف، لماذا؟، لأن بدل الحضور- الألف جنيه- يتم توريده للجهة التي يمثلونها، أمّا بدل الانتقال –الـ 9 آلاف جنيه- فيحصلون عليها لأنفسهم.
هل تعلم أن أعضاء مجلس إدارة مصر للأسمنت قنا؛ هم أنفسهم أعضاء مجلس إدارة شركتها التابعة؛ مصر للأسمنت المنيا، وأيضًا هم أنفسهم أعضاء مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت الخرسانة وهم كذلك أعضاء مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت الصيانة.. إلا في تغييرات طفيفة تتضمن التوزيع العادل فيما بينهم للبدلات والمميزات والمكافآت؟ قلت: بالطبع لا أعلم كما أنني لا أفهم، قال: سأشرح لك.
إنّ أعضاء مجلس الإدارة في شركة مصر للأسمنت المنيا عندما يقررون لأنفسهم بدلات ومكافآت فإنهم يقررونها بأموال باهظة، عن تلك التي يقررونها لأنفسهم في الشركة الأم، ذلك لأن الشركة الأم هي من تخضع للمراجعة الرسمية للأجهزة الرقابية-الجهاز المركزي للمحاسبات وهيئة الرقابة الإدارية- بعكس شركة المنيا التي لا تخضع لتلك المراجعة الرسمية من الجهات الرقابية.. لثغرة تنظيمية غير وجيهة.

كذلك ويتم تعيين ممثلي المال العام الذين هم اعضاء في مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت قنا، في لجان أخرى تابعة لشركة مصر للأسمنت المنيا.. ببدلات انتقال باهظة يحصلون عليها قانونًا لأنفسهم وبدلات حضور زهيدة يقومون بتوريدها للجهة التي يمثلونها.
تعالوا نفهم أكثر.. إن تعيين ممثلي المال العام ( ممثلي المساهمين) في عضوية مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت قنا (المجموعة) هم أنفسهم من يتم تعيينهم ممثلين للشركة الأم ( المجموعة) في عضوية مجلس إدارة شركة مصر للأسمنت المنيا.. لماذا؟ لكي يحصلوا على أموال أكثر في شكل مكافآت وبدلات يتقاضونها لأنفسهم، فأصبحوا يتعاملون مع المال العام الأمناء عليه وكأنه عزبة خاصة، يأخذون منها ما يريدون،وكلّه بالقانون؛ ” هو مش بالقانون قوي يعني، بس بيتغاضوا طالما كلهم بيتراضوا”، و قلنا من قبل إنّ مندوبي الأجهزة الرقابية في الشركة لا يتم ترضيتهم أبدًا وإطلاقًا.. كما يشيع البعض.
ومع ذلك فإننا في جريدة البلاغ لا نصدّق على الإطلاق أنهم قد تكونت فيما بينهم – ممثلي الجهات – وبين القائمين علي إدارة الشركة؛ مصالح مشتركة ومنافع مشتركة- رغم أنّ جهات رقابية أخرى تحقق في ذلك الآن- وأيضًا فإننا لا نوافق على المزاعم التي تشير إلى أنّ الموافقه علي كافة المكافأت لممثلي الجهات؛ من بدلات ومكافات؛ سنوية وشهرية.. يكون مقابل الموافقه علي مكافات وبدلات مجلس الإدارة والعضو المنتدب.. فهي ليست عزبة بالمعنى الصريح للكلمة، ولا يجب أن تكون.

تعالوا نطالع الأسماء لنعرف كيف تجري الأمور بالمجموعة، أولًا- المعينون لإدارة الشركة وهم:
- السيد عبد الفتاح سالم حرحور رئيس مجلس الإدارة عن ذوي الخبرة
- السيد طارق طلعت عبدالفتاح العضو المنتدب للشركة وهو كذلك عن ذوي الخبرة
- السيد حسن عبدالعزيز حسن عضو مجلس الإدارة أيضًا عن ذوي الخبرة
ممثلو المال العام
- داليا عبدالله محمد الباز عضو مجلس الإدارة شركة الأهلي كابيتال 21.30%
- أحمد نبيل السعيد عضو مجلس الإدارة شركة الأهلي كابيتال 21.30%
- محمد سامي سعد محمد عضو مجلس الإدارة عن الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء 14.98%
- ميادة أحمد رفعت عضو مجلس الإدارة عن الشركة المصرية للمشروعات الاستثمارية 10.7%
- محمد أدهم عبد الحكيم حسن عضو مجلس الإدارة عن شركة الاستثمار الكويتيه 9.88%
- جمال صلاح خليل فرج عضو مجلس الإدارة عن بنك الاستثمار القومي 9.57%
- خالد مختار عبدالباقي جعفر عضو مجلس الإدارة عن شركة مصر لتأمينات الحياه 9.37%

يقول قائل إنّ ممثلي المال العام يحصلون علي مميزات طائلة لأنفسهم دون اعتبار للجهه التي يمثلونها وأنهم:-
- يتقاضون مميزات ومكافآت وبدلات وأرباح ومكافات سواء تم تحقيق أرباح أو خسائر
- المميزات والمكافآت والبدلات والأرباح التي يحصلون عليها إنما يحصلون عليها سواء تحققت أرباح أو خسائر.. فتؤخذ مرتان؛ مرّة من شركة أسمنت قنا ومرّة من شركة أسمنت المنيا
- رئيس مجلس الإداره والعضو المنتدب يتقاضيان مميزات ومكافآت وبدلات وحصص من الأرباح من 4 شركات
- إن أعضاء مجلس الإداره – ممثلي المال العام – لا يشاركون في أي عمل تنفيذي هم في الأصل يعملون في جهات عملهم التي يمثلونها ويتقاضون رواتبهم منها، ومع ذلك يحصلون على أموال أخرى طائلة من المجموعة
- إنّ ممثلي المال العام يحضرون كل مجلس للتوقيع بعدها يقبضون البدلات بعد دقائق قليلة، ويحصلون على ما لذ وطاب من المأكولات والمشروبات في أفخم الفنادق، والنتيجة أنهم يصرفون لأنفسهم أرباح وبدلات ومكافآت إضافية وخلافه.
- رغم صرف الأرباح لأعضاء مجلس الإداره في الشركتين إلا أنهم لم يكتفو بذلك بل قررو لأنفسهم – دون العاملين الكادحين – مكافات إضافيه تحت مسميات مختلفه يتقاضون عنها مبالغ شهرية تزيد عن المقرر والمألوف
- المكافآت والمزايا الباهظة تصرف من شركة المنيا لكونها بعيده عن أعين الأجهزه الرقابية – الجهاز المركزي للمحاسبات والرقابه الإدارية، ويستغلون في ذلك ثغرة تنظيمية .
- العاملون الكادحون لهم الله في الشركتين فلا يصرف لهم سوي الأرباح فقط دون أي شيء أخر-بدلات وخلافها- وتصرف لهم من شركة واحدة-لا من 4 شركات كما الوضع في شلًة مجلس الإدارة- و يحصلون عليها بنسبة من الراتب الأساسي بزياده 7% فقط، أما أصحاب الحظوة المقربون للعضو المنتدب وللسيد فتحي عارف فإنهم يصرفون الأرباح علي الأساسي بعد زيادته بنسب تتعدي 60% سنويا.

جريدة البلاغ أبلغت مصادرها بأنها لا تطمئن إلى البنود الثمانية السابقة، وهي تحتاج إلى ما يثبتها، وأنها تنتظر رد اللواء حرحور الذي تؤكد كافة المصادر أن تاريخه العسكري يحتّم عليه التحقيق في ذلك، كما وأن يده النظيفة تأبى إلا أن تضرب بيد من حديد على كل ما يشاع في شأن المال العام بالشركة من تبديد.. كذلك و الجهات الرقابية مدعوّة للتحقيق في ذلك القول السابق.
وعلى ما سبق حول ما دار ويدور في اجتماعات الجمعية العامة لشركة أسمنت قنا-الشركة الأم- تقول المصادر إنه لا يتم فيها صرف مكافآت إضافية لمجلس الإدارة بل ويتم فقط الاكتفاء بنصيب أعضاء مجلس الإدارة والعاملين من الأرباح.. لأن الجهاز المركزي يراقب بدّقة بل يكون له ممثلين يحضرون عنه رسميًا في اجتمعات الجمعية العمومية
تعالوا نشاهد ما حدث في الجمعية العمومية لعام 2022
ففي الجمعية العامة لشركة مصر للأسمنت قنا المنعقده بتاريخ 30 / 3 / 2022 تم الاكتفاء ببصرف مكافآة لمجلس الإدارة عبارة عن نسبة مجلس الإدارة في الأرباح وهي مبلغ اجمالي وقدره ( 4,417,174) جنيه ، أربعة ملايين ونصف تقريبًا وهي فقط لأعضاء مجلس الإدارة دون الموظفين أو العاملين أو الكادحين في صحراء قفط والمنيا.
– بواقع مبلغ لكل عضو من الأعضاء الـعشرة قيمته 441,717 جنيه خالصة الضرائب، ولم يتم صرف أية مبالغ إضافية كمكافآت لأعضاء مجلس الإدارة في شركة قنا لخضوعها لرقابة الأجهزة الرقابية.
أمّا في شركة أسمنت المنيا التي لا تخضع لمراجع الأجهزة الرقابة فإنهم يصرفون لأنفسهم منها بالراحة، ومن ذلك:-
– صرف تسعة آلاف جنيه لكل عضو كبدل انتقال عن حضور جلسات مجلس الإدارة واللجان والجمعيات كبدل انتقال يحصل عليها لنفسه، ويصرف ألف جنيه واحد فقط كبدل حضور يورد للجهة التي يمثلها
– العاملين لعدد (499) عامل يصرف لهم جميعا علي الراتب الاساسي 8,907,972 جنيه.

و تعالوا نشاهد أيضًا الجمعية العامة لشركة أسمنت قنا المنعقدة بتاريخ 30 / 3 / 2023، وما تم فيها من قرارات:
– صرف الأرباح لأعضاء مجلس الإدارة باجمالي مبلغ وقدره 2,904,256 جنيه خالصة الضرائب بواقع مبلغ وقدره 290,425 جنيه لكل عضو
– صرف مكافأة لكافة أعضاء مجلس الإدارة بمبلغ وقدره 2,000.000 جنيه بواقع 200,000 جنيه لكل عضو خالصة الضرائب
– صرف 12000 جنيه لكل عضو كبدل انتقال عن حضور جلسات مجلس الإدارة واللجان والجمعيات عن عام 2023 كبدل انتقال و2000 جنيه بدل حضور لكل جلسه أو لجنة يورد للجهة التي يمثلونها وبدون حد أقصي للجلسات خالصة الضرائب.
ملحوظة: لم تستطع المصادر عمل إحصائية بعدد الجلسات واللجان التي تمت طوال السنة ليمكن حصر ما حصل عليه أعضاء مجلس الإدارة من مبالغ.
– تعديل مخصصات رئيس مجلس الإدارة لتكون 40 ألف جنيه شهريًا اعتبارًا من يناير 2023
– العاملون لعدد (496) عامل يصرف لهم جميعا علي الراتب الأساسي 7,226,951 جنيه

أما في جمعية المنيا المنعقدة في 21 / 3 / 2022 و بعد عشرة أيام فقط تفصلها عن جمعية أسمنت قنا فقد تم صرف مكافات وأرباح وبدلات لمجلس الإدارة كالتالي:-
- نصيب العاملين في الأرباح ولعدد (269) يكون فقط على الأجر الأساسي بملغ وقدره 6,673,201 جنيه
- أما الـ (11) عضو من أعضاء مجلس الإدارة فإنه يصرف لهم – بالاضافه الي ما تم صرفه لهم من شركة قنا- المبالغ التالية:-
في عام 2022
1- صرف الأرباح لمجلس الإدارة (وهم نفسهم أعضاء مجلس ادارة شركة قنا ) باجمالي مبلغ وقدره (5,405,613 ) جنيه مصري بواقع مبلغ لكل عضو من الـ 11 عضوًا قدره 491,419 جنيه نصيبه من الأرباح.
2- صرف مبلغ 420 ألف جنيه لرئيس مجلس الإدارة خالصة الضرائب كمكافأة تميز وتتحملها شركة المنيا (رغم صرف نصيبه من الأرباح بمبلغ 491,419 ) و ( رغم صرف نصيبه في الأرباح من شركة قنا بملغ وقدره 441,717 جنيه خالصة الضرائب).
3- صرف مبلغ 420 ألف جنيه لطارق طلعت خالصة الضرائب وتتحملها شركة المنيا كمكافأة حضور اللجان
4- صرف مبلغ 420 ألف جنيه خالصة الضرائب لكل عضو من أعضاء مجلس الإدارة كمصروفات انتقال إضافيه عن أعمال اللجان المنبثقه ( رغم أنه يصرف لهم بدل انتقال عن كل جلسه 9000 جنيه في الشركتين بواقع لجنتين علي الأقل شهريا )
4- صرف 9000 جنيه لكل عضو كبدل انتقال عن حضور جلسات مجلس الإدارة واللجان والجمعيات عن عام 2023 كبدل انتقال و1000 جنيه بدل حضور يورد للجهة التي يمثلونها

أما في جمعية المنيا المنعقدة في 21 / 3 / 2023 فقد تم صرف مكافآت وأرباح وبدلات لمجلس الإدارة علي النحو التالي:-
6- صرف نصيب كل عضو من الأعضاء من الأرباح
7- صرف مبلغ 525 ألف جنيه لرئيس مجلس الإدارة خالصة الضرائب كمكافأه تميز وتتحملها شركة المنيا ( يحدث ذلك رغم صرف نصيبه من الأرباح من شركة قنا والمنيا)
8- صرف مبلغ 525 الف جنيه لطارق طلعت خالصة الضرائب وتتحملها المنيا مكافاه حضور اللجان
9- صرف مبلغ 525 الف جنيه خالصة الضرائب لأعضاء مجلس الإدارة كمصروفات انتقال إضافية عن أعمال اللجان المنبثقه (رغم ما يصرف لهم عن كل جلسة 12000 جنيه في حضور للجان في الشركتين بواقع لجنتين علي الاقل شهريا )
10- صرف 12000 جنيه لكل عضو كبدل انتقال عن حضور جلسات مجلس الإدارة واللجان والجمعيات عن عام 2023 كبدل انتقال و2000 جنيه بدل حضور لكل جلسة أو لجنة يورد للجهة وبدون حد أقصي للجلسات خالصة الضرائب.

أما العضو المنتدب فله النصيب الأكبر من الكعكه في الشركتين فقد صرف له بالفعل عن عام 2022 الاتي:-
1- مبلغ 441, 717 جنيه خالصة الضرائب نصيبه من الأرباح في شركة قنا .
2- مبلغ 491, 419 نصيبه من الأرباح في شركة المنيا .
3- مبلغ 420 ألف جنيه خالصة الضرائب مكافأة حضور اللجان
4- مبلغ 1,575,000 جنيه من المنيا تمثل 15 شهر من آخر راتب عن عام 2021.
5- مبلغ 1,575,000 جنيه من شركة مصر للأسمنت قنا تمثل 15 شهر من اخر راتب عن عام 2021
6- زيادة مرتبه بواقع 10% عن العام السابق في شركة المنيا بواقع 120 الف سنويا علي راتب 2021 .
7- زيادة مرتبه بواقع 10% عن العام السابق في شركة قنا بواقع 120 الف سنويا علي راتب 2021
8- بالاضافة الي ما يحصل عليه من مميزات كمكافات وبدلات في شركتي الخرسانة وقنا للصيانة.

وفي عام 2023 حصل العضو المنتدب علي المميزات التالية:-
1- نصيبه من الأرباح في شركة قنا بمبلغ وقدره 290,425 جنيه
2- نصيبه من الأرباح في شركة المنيا
3- مبلغ وقدره 200 الف جنيه نصيبه من مكافأة مجلس الإدارة لشركة قنا .
4- مبلغ 525 ألف جنيه خالصة الضرائب مكافأة حضور اللجان
5- مبلغ 1,440,000 جنيه من المنيا مكافأة تميز تمثل 12 شهر من آخر راتب عن عام2022.
6- مبلغ 1,440,000 جنيه من قنا مكافاة تميز تمثل 12 شهر من آخر راتب عن عام 2022 .
7- زيادة مرتبه بواقع 25% عن العام السابق في شركة المنيا
8- زيادة مرتبه بواقع 25% عن العام السابق في شركة قنا.
9- بالإضافه الي ما يحصل عليه من مميزات كمكآفات وبدلات في شركتي الخرسانة وقنا للصيانة.
وهنا نأتي للسؤال الأهم: كيف تصدر قرارات الجمعية بمنح المكافآت لأعضاء مجلس الإدارة؟ ولماذا لا يتم صرفها من شركة مصر للاسمنت قنا وتصرف من اسمنت المنيا؟! و من هم المساهمون الذين وافقوا على مكافات مجلس الإدارة في شركة أسمنت المنيا؟
تصدر القرارات بالأغلبية ومن تملك الأغلبية في شركة المنيا هي شركة مصر للاسمنت قنا التي تساهم بنسبة 60% من ملكية شركة المنيا

- ومن هو الموظف الصغير الذي يمثل شركة مصرللأسمنت قنا في حضور الجمعية العمومية لأسمنت المنيا؟
ليست نكتة.. فإن من يمثل الأغلبية –الـ60%- مجرّد موظف صغير يعمل في شركة أسمنت قنا، بتفويض من شركة مصر للأسمنت قنا. التوفيض موقع من رئيس مجلس الإدارة (حرحور) والموظف يعمل تحت رقابة وإشراف العضو المنتدب طارق طلعت.
إلى ذلك فإن من يزعم بأن شركة المنيا أصبحت هي الباب الخلفي المستتر للمميزات بزعم أنها ببساطة غير خاضعة لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات ولا يحضر اجتماعاتها ممثلين عن الجهاز في الجمعية، هو قول يحتاج إلى تدقيق من اللواء حرحور وبالطبع من الجهات الرقابية
“.. لكن الناس تحملوا البغي في جَلد، ولاذوا بالصبر، واستمسكوا بالأمل، وكانوا كلما أضرَّ بهم العسف قالوا: لا بُدَّ للظلم من آخِر، ولليل من نهار، ولنرين في حارتنا مصرع الطغيان ومشرق النور والعجائب.. “
من رواية أولاد حارتنا – نجيب محفوظ