يحتفل اليوم الرئيس التونسي قيس سعيد بعيد ميلاده الثالث والستين، فقد ولد في 22 فبراير 1958، وهو رئيس الجمهورية التونسية السابع، وسياسي وأستاذ جامعي تونسي، مختص في القانون الدستوري.
اشتهر بمداخلاته الأكاديمية المميزة للفصل في الإشكاليات القانونية المتعلقة بكتابة الدستور التونسي بعد الثورة.
ترشح قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية 2019، وانتقل على إثرها ليخوض الدور الثاني للانتخابات إلى جانب نبيل القروي فيما عرف في تونس “بالزلزال الانتخابي”.
الجدير بالذكر أن وصول قيس إلى الدور الثاني يعد إنجازاً استثنائياً لدخوله غمار الانتخابات بتمويل ذاتي بسيط، رافضاً المنحة المقدمة من الدولة للقيام بالحملة الانتخابية بحجة أنه مال الشعب، فيما استند في حملته إلى مجموعة من المتطوعين الشباب من حوله.
وفاز قيس سعيد بالأغلبية الساحقة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي دارت بتاريخ 13 أكتوبر 2019، وبدأت فترته الرئاسية رسميًّا في 23 أكتوبر 2019.
هو قيس ابن منصف سعيد من بني خيار (الرأس الطيب)، كان عمه هشام سعيد أول جراح للأطفال في تونس، والمعروف في جميع أنحاء العالم بفصل التوائم السيامية في السبعينيات.
عمل قيس سعيّد أستاذا بجامعة تونس، وشغل منصب الأمين العام للجمعية التونسية للقانون الدستوري بين عامي 1990 و1995، وكان نائبا لرئيس المنظمة منذ عام 1995، كما شغل منصب رئيس قسم القانون في جامعة سوسة، وكان خبيرا قانونيا في جامعة الدول العربية والمعهد العربي لحقوق الإنسان، وكان سعيد أيضًا عضوًا في لجنة الخبراء التي دعيت لتقديم تعليقاتها على مشروع الدستور التونسي في عام 2014.
أما مؤهلاته العلمية، فشهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس 1985، ودبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري تونس 1986، ودبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو إيطاليا 2001.
وعن مسيرته المهنية، فقد كان مدرسا بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1986-1999، مدرس بكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس منذ 1999، ومدير قسم القانون العام بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية بسوسة 1994-1999، وعضو فريق خبراء الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المكلف بإعداد مشروع لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية 1989-1990.
الترشح للانتخابات الرئاسية
في 15 سبتمبر 2019، وفقًا لنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، والتي ترشح لها سعيد كمرشح مستقل حقق بشكل غير متوقع أفضل نتيجة، وأتى في المركز الأول (18.8 ٪)، يليه مباشرة نبيل القروي بنسبة (15.7 ٪) ممثلا حزب قلب تونس المنشأ حديثا قبيل الانتخابات بفترة قصيرة، لينتقلا معا إلى الجولة الثانية. بحلول هذا الوقت، كان سعيد قد اكتسب شهرة كسياسي غير عادي، فلقد رفض الأموال المخصصة لتمويل حملته من قبل الدولة، على الرغم من أنه كان لديه الحق القانوني لنيلها، وجمع وديعة ضمان قدرها 10000 دينار (حوالي 3000 يورو) للتسجيل في القائمة النهائية للمرشحين وذلك باللجوء للاستدانة من أفراد عائلته.
يعد قيس سعيد من العائلة السياسية الثورية في تونس بما أن شعار حملته كان “الشعب يريد” واستطاع بهذه الحملة البسيطة أن يكسب صوت ما يقرب 700,000 ناخب تونسي، وقد فسر بعض الشراح نجاحه بأنها خيبة أمل المجتمع في الطبقة السياسية التقليدية للبلد وتفضيلها لوجوه جديدة قد تحقق ما لم يستطع من سبقهم أن يحققها.
وكما كان متوقعاً فقد فاز قيس سعيد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي دارت يوم 13 أكتوبر 2019 بعد تحقيقه أغلبية أصوات الناخبين التونسيين، وخاصة من فئة الشباب الذي حضر بقوة في مكاتب الاقتراع.
وقيس سعيد متزوج من إشراف شبيل، وهي قاضية ومستشارة بمحكمة الاستئناف ووكيل رئيس المحكمة الابتدائية بتونس، وله منها ولد وبنتان.
وقد حصل على عدة جوائز، منها القلادة الكبرى للنقيب الأكبر لوسام الجمهورية الخاصة برئيس الجمهورية (تونس، 2019)، ووسام الاستحقاق الوطني الجزائري برتبة الأثير (الجزائر، 2 فبراير 2020).