في تحليله الوضع في ليبيا انفرد رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سمير غطاس برؤية مفادها أن، “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نجح في أن يوعز لواشنطن أنه يوجد في ليبيا من أجل مواجهة النفوذ الروسي”.
واستبعد غطاس “أن يقبل السراج المبادرة المصرية”، وقد كان “الرد على الأرض” من خلال محاولة “اختراق مدينة سرت”، والوصول إلى “قاعدة الجفرة، وهي قاعدة ذات أهمية كبرى”.
ويضيف غطاس، في تصريحهه لـ اندبندنت عربية أن “السراج لا يملك قراره، ولا يستطيع أن يتخذ قراراً مستقلاً، إذ إنه مقيد من جهة بحلفائه من الإخوان المسلمين داخل طرابلس، ومن جهة أخرى بالقرار التركي، بل قرار أردوغان شخصياً”.
ويستكمل، رئيس منتدي دراسات الشرق الأوسط “أردوغان لم يأتِ إلى ليبيا ليخرج منها. فلديه مشروع يطلقون عليه العثمانية الجديدة. وفي كل بلد دخلها لم يخرج، فهو في العراق منذ عام 1982، ولديه 19 قاعدة في دهوك وأربيل، ودخل الصومال وله قاعدة كبرى ولم يخرج منها، ودخل قطر ولديه قاعدة طارق بن زياد، ويستعد لإقامة قاعدة جديدة، ويحاول الآن إقامة قواعد في اليمن”.
ويوضح رئيس منتدى الشرق الأوسط وعضو مجلس النواب المصري، “أردوغان دخل ليس فقط من أجل توسيع رقعة مشروعه، لكن بالأساس لأسباب اقتصادية، إذ ينقّب عن الغاز، ويقطع الطريق على الدول المجاورة، اليونان ومصر وقبرص وحتى إسرائيل، عن تصدير الغاز إلى أوروبا، إذ أقام خطاً مانعاً في البحر المتوسط، ومن يريد المرور إلى أوروبا عليه أن يمر من خلاله، بالتالي ليس من المتوقع أن يتراجع، خصوصاً أنه استطاع إنشاء تحالفات سمحت له بالمناورة، فعلاقته بروسيا لا تسمح لموسكو بمعاقبته، وفي الوقت نفسه أوعز لأميركا أنه يواجه النفوذ الروسي في ليبيا”.