تلقى منذ قليل أحد أكبر وكلاء السيارات في مصر طلبًا باستيراد سيارة جراند شيروكي(Special order) ذات مواصفات خاصة غير موجودة في مصر لتنضم إلى اسطول سيارات أسامة هيكل، الذي يتكون مِن أحدث الموديلات وأفخمها، لأشهر العلامات التجارية العالمية “مرسيدس بنز”و ” بي إم دبليو” موديل 2020.
يذكر أن هذا النوع مِن السيارات جراند شيروكي(Special order) يتم استيراد قطع غيارها بطلب خاص مِن الشركة المنتجة لعدم توافر طرازات شبيهة له في مصر، كما أن تكلفة صيانتها السنوية تتعدى ثمن عربية مِن تلك التي يستخدمها زملاءه مِن الوزراء في ذات الحكومة.
إلى ما سبق يضم اسطول سيارات الزميل اسامة هيكل وزير الدولة للاعلام عدد مِن أفخم السيارات المرسيدس الأخرى المملوكة لمدينة الانتاج الاعلامي التي يرأس الوزير نفسه مجلس إدارتها، والذي هو في ذات الوقت العضو المنتدب للشركة المالكة لمدينة الانتاج الإعلامي، والذي يحتفل أيضًا بعد عدة أيام بمرور 10 سنوات على توليه هذه المناصب.
إننا في حاجة إلى طبيب نفسي يشرح لنا هذه الظاهرة الغريبة المتفردة التي تحدث لأول مرة في مصر، وزير مسئول عن الاعلام ويدير شركة ضخمة مملوكة للدولة وهو في ذات الوقت العضو المنتدب لها، إضافة إلى عضويته في مجالس ادارات شركات كبرى مملوكة أيضاً للدولة، هذا غير البيزنس الخاص به والذي يحتاج كذلك الى تفرغ كامل وتام.
هذه الظاهرة مِن التكويش على المناصب والسلطات يقابلها رغبة متوحشة عند الوزير في التكويش أيضًا على أفخم السيارات، وقبل ساعات تولدت لديه رغبة أخرى أكثر توحشًا في التكويش على المكاتب الفخمة، بارساله قوة مِن أمن مدينة الإنتاج الإعلامي وأمن الوزارة للاستيلاء على عدد مِن القاعات والمكاتب إضافة إلى المكتب المجاور لمكتب استاذ أساتذته الكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام، لينضم هذا المكتب إلى أربعة مكاتب أخرى أكثر فخامة مخصصة أيضًا للوزير، الأول في مقر الوزارة بقصر جاردن سيتي الشهير، والثاني مكتب ملحق به استراحة فخيمة مملوكة أيضًا للدولة على بعد أمتار قليلة مِن القصر اشتراها بخمسة ملايين جنيه مِن أموال الدولة، علاوة على مكتبين أخرين له داخل مدينة الانتاج الاعلامي.
الأدهى مما سبق كله أن وزارة المالية خصصت له في الميزانية الجديدة مبلغ 12 مليون جنيه مخصص بحسب الاوراق أيضًا لاستكمال شراء باقي اسطول سيارات الوزارة.
هذه الرغبة المتوحشة مِن التكويش تكلف الدولة عشرات الملايين مِن الجنيهات للانفاق على الموظفين والسكرتارية والسائقين الذين يقومون على إدارة هذه المكاتب والسيارات والمناصب.