♦️شريف عامر يتباهى بـ”مهنية” زائفة.. وهذه هي انتهاكاته بشهادة هيئة البث البريطانية
♦️مرة بـ”المحلل الشرعي” ومرة بـ”الزواج المحرم”.. لماذا تُصرّ القناة على طعن المصريين في سمعتهم أمام المشاهد العربي؟!
شاهدتُ حلقة المذيع شريف عامر في برنامجه: “يحدث في مصر”، المُذاع على فضائيةMBC ، وهو يستعرض “مهنيته” الزائفة بأنه لم يرتكب أدنى خطأ مهنى في الحلقة التي أهان فيها ضيفه “الشيخ” مبروك عطية فئة كبيرة من الشعب المصري، في طعنه: “ثلاثة أرباع المصريين” بأنهم: ” جاءوا من زيجات محرمة”.
وهي العبارة التي وردت على لسان”عطية” ودفعت نقابة الإعلاميين إلى إصدار قرارها بإحالة المذيع للتحقيق، وما تبع ذلك من تحذير مبطن في بيان للقناة السعودية ضد هيئات وجهات رسمية مصرية لم تسمّها أن تقترب منها أو من مذيعيها أو منتسبيها، وقالت فيه نصًّا أنها: ” تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ ما تراه مناسباً وفقاً للقانون تجاه أي هيئة أو جهة تتجاوز في حقها أو حق أحد من إعلامييها أو منسوبيها أو ممثليها..”
👈 وبعيدًا عن.. العبارات التي استعرض فيها شريف عامر “عضلاته” بأنه تعلم الصحافة من أساتذة كبار، وذكر منهم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، دون أن ينتبه بأن “الأبنودي” كان شاعرًا كبيرًا، ولم يكن صحفيًا.
👈وبعيدًا عن.. الخطأ الذي ورد على لسانه في استشهاده بنص قرآني: ” كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ ..” الآية 216 من سورة البقرة، عندما وضع لها “إذا” من عنده، فقال: ” إذا كتب عليكم القتال..”، في رعونة غريبة وإصرار مريب و مكابرة واضحة على المضيْ في غيّه.
👆 ذلك أن تلك النقاط لا تدخل في جوهر ما نحن في سبيله الآن من نقاش حول “إهانة القناة للشعب المصري” وفق ما ورد بتصريح نقابة الإعلاميين.
♦️إلى ما سبق.. يجدر بي بصفتي- أولًا: مصري غيور على صورته أمام المشاهد العربي، و-ثانيًا: بصفتي من المشتغلين بالمهنة.. أن أوجه نظر المذيع وهو ييتباهى بـ”قدرات مهنية” قال أنه يفخر بها وانه اكتسبها في تاريخه على يد أساتذة كبار، أن أوجّه نظره إلى الأخطاء المهنية التي سقط فيها هو وقناته التي قال عنها أيضًا إنها – أي القناة – : ” أكبر منه و أقدر على أن تتعامل وفق ما تراه” مع ما في ذلك من تلميحات، سبق وأن سقطت فيها القناة نفسها عندما هددت في بيانها هيئات وجهات مصرية لم تسمّها إن هي اقتربت منها.
👈وامعانًا في الحيادية، فإني هنا لن استند إلى القانون رقم 180 لسنة 2018 المنظم للإعلام في مصر أو الأكواد والمعايير التي وردت في اللوائح المكملة له، مع أن هذا القانون يجب أن يكون هو الأصل في فك ذلك الاشتباك بين قناة أجنبية تعمل في السوق المصرية متهمة بإهانة الشعب المصري، وبين هيئات وجهات ومؤسسات الدولة المصرية التي تٌنظّم عمل تلك القناة وغيرها من القنوات المصرية والأجنبية العاملة في البلاد.
انما أستند إلى أكواد ومعايير البث عند واحدة من أعرق مؤسسات البث التليفزيوني في العالم، إن لم تكن هي الأعرق على الإطلاق.. وذلك لإشارة مذيع القناة بأنه يضبط سلوكه المهني بالقواعد العالمية في المهنة، في إشارة إلى قدراته المهنية “العالية”، سأستند هنا إلى أكواد البث الخاصّة بهيئة “Ofcom” التي تنظم عمل البث التليفزيوني في بريطانيا.
ففي المبحث الرابع من قانون البث في هيئة “Ofcom” البريطانية، وهي مؤسسة توازي في سلطاتها سلطات المجلس الأعلى للإعلام عندنا في مصر، ورد نطاق مسؤولية المذيعين فيما يتعلق بمحتوى البرامج الدينية، بالكود “4/1″” أنه: ” يجب التأكد من أن المذيعين يمارسون الدرجة المناسبة من المسؤولية فيما يتعلق بمحتوى البرامج الدينية”، وهنا فإنني أحيل المذيع والقناة إلى ما قاله مبروك عطية من أن: “ثلاثة أرباع المصريين جاءوا من زيجات محرمة” فأسأل المذيع والقناة:
♦️ألم تكن من المسئولية هنا أمام هذا الرأي الديني الشاذ الذي أثار غضب المصريين، أن تطلب القناة ويطلب المذيع على الفور من غرفة الإعداد أن تتصل بمختصين في دار الإفتاء المصرية، أو مشيخة الأزهر، أو وزارة الأوقاف، وهي الجهات المختصّة رسميًا بسلامة الخطاب الديني يفنّدون كلام مبروك عطية الذي مسّ كرامة المصريين بأن ثلاثة أرباعهم: “جاءوا من زيجات محرمة” ؟ّ! أم أنه لا إحساس بالمسئولية إذا تعلق الأمر بصورة المصريين أمام المشاهد العربي؟
♦️ألا يُعد عدم استعانة المذيع والقناة بمن يرد على كلام “عطية” انتهاكًا لمبدأ الإحساس بالمسئولية خاصة و أن شريف عامر نفسه أحس بهول كلام “عطية” وعلّق عليه قائلًا: “معلش أنا متحفظ .. دي جملة خطر”؟!
فإذا كنت تؤمن بأن الجملة خطر فلماذا تركته يسترسل في تأكيدها من دون أن تستعين ويستعين فريق اعدادك بمن يرد على “عطية” هذا الكلام من جهات الاختصاص المعتبرة؟! أم أن الهدف هو إظهار المصريين بأنهم شعب “بن حرام” أمام الشعوب العربية الأخرى؟
ألا يجدر بالمذيع أمام هذا الخطر أن يستعين وتستعين القناة على الفور بمن يرد على”عطية” كلامه الخطير بأن تطلب رجال دين آخرين في المؤسسات الدينية الرسمية بالدولة يفنّدون إهانته للمصريين؟!
خاصة وأن “عطية” نفسه قال أن كلامه هذا لن يقوله الخطباء في المساجد، ما يشي بأن “عطية” نفسه يريد أن يثبت للمشاهد العربي – باتفاق أو بدون اتفاق مع القناة.. الله اعلم- أن الشيوخ في المساجد المصرية لا يقولون الحقيقة؟
وهنا فإنني أحيل المذيع والقناة معًا إلى الكود رقم “4/4” من أكواد بث البرامج الدينية بهيئة “Ofcom” البريطانية:-
♦️ ” يجب ألا تسعى البرامج الدينية إلى الترويج للآراء أو المعتقدات الدينية خلسة”
👆👆 وهي الخلسة التي تجلّت بوضوح عندما لم تقم القناة أو المذيع، بمن يُفنّد هذا الرأي الصادم لمبروك عطية على الفور، أو على الأقل قبل إنتهاء البرنامج، بأن تطلب من شيوخ آخرين بالمؤسسات الدينية الرسمية بالبلاد التعليق على كلام “عطية” حتى لا تسقط القناة في براثن الترويج خلسة لمعتقدات دينية بعينها.
👈👈 وهنا فإنني أوجه القناة التي هددت بأنها ” تحتفظ بحقها القانوني في اتخاذ ما تراه مناسباً وفقاً للقانون تجاه أي هيئة أو جهة تتجاوز في حقها أو حق أحد من إعلامييها أو منسوبيها أو ممثليها..” إلى الكود رقم “6/4” من أكواد بث البرامج الدينية بهيئة “Ofcom” البريطانية: 👇👇
♦️ ” يجب على البرامج الدينية ألا تسْتَغِل بشكل غير لائق أي حساسيات لدى الجمهور”
👆👆 وهو الكود الذي تم انتهاكه بشكل صارخ من مذيع وقناة MBC في هذه الواقعة ووقائع أخرى مشابهة، باللعب على أمور حساسة لدى المصريين،
من ذلك أنهم “جاءوا من زيجات محرّمة” وقبلها: بإظهار مختل على أنه “محلل شرعي” تمكّن من عقد أكثر من 33 عقد زواج لمصريين ومصريات، ما يشي بأن المصريين لا يكترثون كثيرًا في حياتهم بالمحددات الشرعية للزواج والطلاق، مع ما في ذلك من طعن في سمعة المصريين، وصورتهم أمام المشاهد العربي.. دون أن تجتهد القناة في التأكد من صحه ما ادعاه “المحلل” الذي أثبتت التحقيقات فيما بعد أنه “غاوي شهرة” وأنه لا صحة لما ادعاه مع شريف عامر بالبرنامج.
لكأن المذيع والقناة التي تبث محتواها للجمهور العربي من مصر، لم يكترثا بما لحق بالمصريين من أذى في صورتهم أمام المشاهد العربي
سمعة المصريين عندهم ليست من الأهمية بمكان مثلما سمعة أي شعب عربي آخر
فهل يقدر المذيع أو تقدر القناة أن تفعل ذلك مع الشعب السعودي أو أي شعب عربي آخر؟
ثم.. وبدلًا من أن يعتذر المذيع أو تعتذر القناة راحت تكيل التهديدات لكل من يحاول الإقتراب منها.. هيئةً كانت.. أو أي جهة بالبلاد، مع أنها بالأساس-أي القناة- وسيلة أجنبية يجب أن تخضع في عملها للقوانين والأكواد ومعايير البث المصرية.
إلى ما سبق.. فهل أدرك المذيع شريف عامر حجم الجرم الذي اقترفه هو وقناته “الكبيرة” في حق المصريين، و حجم الجرم الذي اقترفه في حق المهنة التي يقول إنه وصل فيها إلى أعلى الدرجات..؟!
ثم وفي النهاية:
لماذا كل هذا الصمت المريب من المجلس الأعلى للإعلام في هذه القضية؟!
فإذا لم يقم المجلس الأعلى للإعلام بدوره في ضبط المشهد الإعلامي مستخدمًا الصلاحيات التي كفلها له القانون وتبدأ من الإنذار إلى الغلق مرورًا بتوقيع الغرامات فما الجدوى إذن من وجوده؟
وإذا لم يدافع هذا المجلس عن سمعة المصريين وصورتهم التي يتم انتهاكها أمام العالم عبر الشاشات التي تقع تحت سلطاته فمن يمكن أن يدافع؟
عبده مغربي