اتهم الكاتب التركي ذو الفقار دوغان، الرئيس رجب طيب أردوغان، باتخاذ مواقف سياسية “متلونة” في عدد من الملفات خلال الفترة الأخيرة، معتبرا أن التحول الذى حدث فى موقف تركيا خلال قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد، لم يكن أمرا مفاجئا.
وأضاف “دوغان” فى مقال نشره موقع “أحوال تركية”، اليوم، أنه بينما تساءل الجميع في “قمة مدريد” عما إذا كانت تركيا ستقاوم حق النقض المعلن ضد عضوية السويد وفنلندا في الحلف، لم يفاجئ الرئيس أردوغان أحداً بموقفه المنعطف الذي كان يُظهره كثيرًا خلال الفترة الأخيرة.
وقبل أسبوع فقط، استقبل أردوغان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي اتهمه من قبل علنا بأنه “قاتل جمال خاشقجي”، بـ 21 طلقة مدفعية، واحتضنه قائلا “أخي”!
ووفق الكاتب، فقد قام أردوغان بمنعطف مماثل قبل بضعة أشهر بالنسبة لدولة الإمارات، التي يتهمها بأنها الداعم والممول لمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا عام 2016. وبالمثل، تسارعت عملية رفع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إلى مستوى السفراء، والتي تم قطعها منذ سنوات.
وأكد الكاتب أن أردوغان، الذي قال في 29 مايو إن “السويد هي مركز حاضنة المنظمات الإرهابية، ولا يمكن لفنلندا والسويد الانضمام إلى حلف الناتو طالما كنت مسؤولاً”، لم ينتظر 3-4 سنوات هذه المرة، مثل انتظاره الأمير محمد بن سلمان أو الولايات المتحدة. في 28 يونيو، بعد شهر واحد من التهديد باستخدام حق النقض، وقع التوقيع الذي يدعم ويوافق على عضوية البلدين!
وعندما استخدم أردوغان حق النقض ضد البلدين، كان قادة الدول الأعضاء في الناتو في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقولون إنهم ليسوا قلقين من سحب حق النقض، وإن البلدين سيصبحان أعضاء بالإجماع في الناتو. وهو ما حدث بالفعل.
وتابع الكاتب أنه بعد الموافقة على عضوية السويد وفنلندا في “الناتو”، أصبح موقف روسيا تجاه تركيا مهمًا. قد تكون هناك تغييرات في العلاقات مع روسيا، في سوريا وليبيا، في البحر الأسود. وقد ينأى بوتين بنفسه عن تركيا بفرض قيود ضمنية على العلاقات الاقتصادية. يمكن أن يسبب صعوبات في الطاقة والسياحة والصادرات.
والأهم من ذلك، بحسب الكاتب، أن عقوبات إس-400 وإف-35 وقضية “بنك خلق” ومسألة إف-16 لا تزال مسائل عالقة مع الولايات المتحدة، رغم التهديد باستخدام حق النقض، وهو ما يؤكد أن خطة المساومة لم تنجح هذه المرة مع واشنطن.