كشفت مصادر مطلعة على شئون جماعات الإسلام السياسي لـ “البلاغ”، أن محمد صلاح زيدان، المعروف باسم “سيف العدل المصري”، هو أبرز قيادي مرشح لخلافة أيمن الظواهري كزعيم لتنظيم “القاعدة”، عقب الإعلان عن مقتل الظواهري اليوم.
وأضافت المصادر أن محمد صلاح الدين زيدان، ولد عام 1960 بمحافظة المنوفية في مصر، وبدأت توجهاته للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عقب اتهامه بالمشاركة في محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق حسن أبو باشا، واعتباره مطلوب أمنيا في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، واتهامه في قضية “إعادة إحياء تنظيم الجهاد”.
وبعد إخلاء سبيله، لعدم وجود أدلة كافية ضده، تمكن من الهروب إلى السعودية عام 1989، قبل أن يرافق مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن إلى السودان عام 1992.
وبدأ سيف العدل المصري، حياته في تنظيم “القاعدة” الإرهابي عام 1989، عقب تأسيس التنظيم بفترة وجيزة، ولعب دورا فعالا في بناء القدرات العملياتية للتنظيم. وعمل في بداية التحاقه بالتنظيم كمدرب في معسكرات تدريب القاعدة في أفغانستان، وتعليم المسلحين كيفية تنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات.
تدرّج “سيف العدل” في التسلسل الهرمي لتنظيم “القاعدة”، إذ شغل منصب رئيس للجنة الأمنية للتنظيم، منتصف التسعينيات، ولعب دورا مهما في إنشاء البنية التحتية للقاعدة في القرن الإفريقي، وخاصة الصومال.
ويقيم “سيف العدل” حاليا في إيران، حيث بدأت علاقته بالإيرانيين في التسعينيات، بعدما التقى أسامة بن لادن في السودان، مع ممثل رفيع المستوى عن النظام الإيراني وطلب منه تدريب أتباعه على استخدام المتفجرات.
ووافق الإيرانيون على تدريب عناصر من “القاعدة” في لبنان على يد عماد مغنية، أحد أبرز القادة العسكريين في “حزب الله” اللبناني، واختير سيف العدل لهذا التدريب بصفته أحد كبار الخبراء العسكريين في القاعدة، وتلقى تدريباته في معسكر تابع لحزب الله في سهل البقاع شرق لبنان، وأسفر هذا الاتصال بين الطرفين عن دور حيوي آخر لسيف العدل؛ إذ تم تكليفه بإدارة ملف علاقات التنظيم مع إيران.
ورصدت وكالتا المخابرات الأمريكية والبريطانية، مكافآت مالية بمقدار 7.5 مليون جنيه استرليني، و10 مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات عن المعروف بـ “سيف العدل” عقب مشاركته في تفجيرات السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998، والتي خلفت 224 قتيلا.
ويوصف “سيف العدل” بأنه “أحد أكثر عناصر تنظيم القاعدة فاعلية وواحدًا من القادة المتبقين من حقبة ما قبل 11 سبتمبر، ما يمكنه من تولي زمام القيادة من زعيم القاعدة”.