العلاقة بين مصر وإسرائيل دائما ما تتسم بالغموض نظرا لحساسيتها وكونها ملفاً شائكا والحديث فيها لابد من أن يتسم بالدقة، وتصريحات الشخصيات الإسرائيلية دوما ما يكون لها التأثير الكبير في نفوس المصريين والعرب بسبب قضيتهم الرئيسية وهى القضية الفلسطينية، وفي ظل زحم التصريحات والحرب النفسية ظهرت شخصية مثيرة للجدل تعتمد على استعطاف وجذب المصريين هو “أفيخاي أدرعاي” المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي فهو لا يترك مناسبة صغيرة ولا كبيرة إلا وتحدث فيها إلى المصريين من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وآخرها وفاة الفنان فاروق الفيشاوي، ومن قبلها الحديث عن نتائج الثانوية العامة وأعطى مثال بالفنان أحمد حلمي الذي فشل في الثانوية العامة وبرع في التمثيل.
ويواجه “أدرعاي” نسبة كبيرة من الشتائم والانتقادات اللاذعة من المصريين في كل منشور يقوم بكتابته، “البلاغ” تستعرض بعض آراء الشباب ومتخصصين في علم الاجتماع السياسي …
صحفي: قناة الجزيرة سببًا في شهرته
يقول عبد الخالق بدران صحفي شاب في بداية الثلاثينات، أن “أدرعي” يستخدم أسلوب في منتهى الذكاء، فلو اعتمد على الأسلوب الإعلامي الرسمي، لما اهتم به أحد، ولكن الاحتلال الإسرائيلي قدمه للوطن العربي من أجل تدعيم فكرة التطبيع خصوصا أنه من أصول عربية.
وأضاف” بدران”: بدأ متحدث جيش الاحتلال عمله بمغازلة العرب وخاصة المصريين بأن أظهر أنه يسمع أم كلثوم ويتناول الطعام المصري، ويشيد بأي شخصية ناجحة في الرياضة والفن من أجل خلق حالة حوار حتى وإن كان يحمل الكره والحقد تجاه تلك الشخصيات فهو يخلق حالة من الجدل والنقاش بدلا من التجاهل، وبذلك يتحول الخلاف على القضية المحورية للأمة إلى اختلاف في وجهات النظر .
واختتم “بدران”، والذي سهل دور المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي هو فتح قناة الجزيرة أبوابها له واستقبلته في حلقات متعددة مما جعله يخاطب جمهور كبير من العرب عبر تلك القناة، فـ”أفيخاي” يعتمد أسلوبه على الإستفزاز والمنطق المضلل وحالة الجدل وهذه الحالة جعلته أشهر شخصية في إسرائيل على مستوى العالم العربي .
فيما قالت أسماء علي تعمل بإحدى شركات الإنتاج الإعلامي، أن اهتمام المتحدث باسم جيش الإحتلال الإسرائيلي يدل بشكل قاطع على أنه يحارب عدوه ويستخدم وسيلة الاستفزاز النفسي وإثارة حالة من الجدل لينشغل الناس بكلامه عن أفعال جيشه.
وتقول “علي”، مستحيل أن يكون صديق سلم مهما وقعنا من معاهدات فهو عدو في السلم والحرب، وأحذر من الانسياق وراء حديثه المنمق لأنه ممنهج ويعلم جيدا ما الذي يفعله ويعلم مداخل الشعب المصري ويستمتع باستفزازه وردود أفعالنا العنيفة على منشوراته ليظهر بمظهر المسالم الهادئ والمحب للآخرين وخير دليل ماحدث مع اليهود الأثيوبيين فكيف يكون الإسرائيليون محبوين للعرب وهم أشد عنصرية مع طوائفهم؟.

فيما قال سعد الدين إبراهيم -أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ومدير مركز ابن خلدون-، أن الإسرائيلين لديهم ولع بكل شيئ مصري كما أنهم يخصصون يوما تذيع فيه الإذاعة العبرية فيلم أبيض وأسود مصري ويتابعه عدد كبير منهم.
وأضاف، أن أفيخاي أدرعاي مهتم جدا بالأدب المصري وأدب نجيب محفوظ ويوسف إدريس وهناك مراجع كثيرة في الجامعات الإسرائيلية وأقسام للأدب المصري، كما أن الكثير من الإسرائيلين يعتبرون مصر هو الخصم المنافس في المنطقة ولا يعتبرونا عدو لهم لأن المفاهيم هنا تختلف، هو يرى مصر خصم في منافسة وليس عدو يكرهه، وطريقة التفكير كانت تحدي كبير لهم خصوصا بعد حرب أكتوبر 1973 وهذه بعض الملاحظات على اهتمام “أفيخاي” بالمناسبات المصرية.
وصرح سعد الدين إبراهيم، أن هناك وفد إسرائيلي أكاديمي سيزور مركز ابن خلدون في أكتوبر المقبل.

فيما قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الإجتماع السياسي، أن مايكتبه أفيخاي أدرعاي واهتمامه بالمناسبات المصرية لايدل على كراهية أو استفزاز بل أرى أننا في حالة سلام منذ أكثر من 40 عاما.
وأكد صادق، أن إسرائيل صنعت عدة أفلام عن علاقتهم بمصر وأظهرت فيها مصر بشكل طيب مثل فيلم “زيارة الفرقة الموسيقية” الممنوع عرضه في مصر ويتناول الفيلم الإسرائيلي، زيارة لفرقة موسيقية مصرية عسكرية رسمية لإسرائيل، في بداية تسعينات القرن الماضي، فيما نحن دائما ما نظهر الجانب الإسرائيلي بشكل سلبي وآخرهم فيلم الممر وقبلها رأفت الهجان والسقوط إلى الهاوية.
وتساءل “صادق”: لماذا نعرض فيلم في الوقت الراهن عن الحرب ونحن في حالة سلام؟، فيما يؤكد الاسرائيليون على حالة السلام ؟.
وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسي إلى أن أي حرب هى عسكرية وسياسية وثقافية وتنتهي برمتها وتبدأ حالة حالة سلام شامل، فمازال الشعب المصري متخوف من أي مصطلح يتعلق بالإسرائيلين لأنه محافظ على الحاجز النفسي والواقع عكس ذلك فالتجارة مستمرة بيننا وكل أشكال التعاون موجودة .
أهم الوقائع التى أقحم “أدرعاي” نفسه فيها

نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، تغريدة تحدث خلالها عن أصل عائلته ومعلنا عن قبوله تحد جديد انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا.
وأعلن أدرعي في تغريدة على موقع “تويتر” أنه قبل “تحدي الشبيه” الذي انتشر وأعاد نشر صورة تناقلها رواد الفيسبوك، تقارن من حيث الشبه بينه وبين باكينام الشرقاوي، مساعدة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وقال رغم إنه عراقي الأصل، أي أن أحد والديه من يهود العراق، ولكنه استعان بالمثل الشعبي “يخلق من الشبه أربعين” باعتبار أن الشرقاوي من مصر.
استخدام صورة محمد صلاح لزيادة متابعيه
طريقة أفيخاى أدرعى المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلى، تقليدية فى محاولات التواصل مع العالم العربى، فقبل معظم رسائله يستخدم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لمحاولة استقطاب متابعين مسلمين وعرب، وهذه الطريقة لم تجمع الكثير من المتابعين، بل تلقى انتقادا وسخرية فى كل مرة.
استخدم أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى، صورة محمد صلاح خلال رحلة الصيد، ليوجه رسالة إلى سكان غزة من الصياديين الذين يتضررون من قرارات الاحتلال الجائرة فى حقهم، والتى كان آخرها تقليص مساحة الصيد فى بحر قطاع غزة، وانخفضت مساحة الصيد من 15 ميلا إلى 10 أميال مما يزيد من صعوبة العمل فى البحر بالنسبة للصيادين.
وبعدها قام أدرعي إعادة نشر صورة صلاح، مرفقاً إياها بتعليق تضمّن نصّاً قرآنياً، قال فيه: “وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، صيد الأسماك في قطاع غزة هو أحد أهم المجالات الاقتصادية التي يعتمد عليها الصيادون للرزق، وأي سمك في العالم أطيب من سمك غزة؟! لكن للأسف وبسبب مواصلة إطلاق البالونات الحارقة من غزة اضطرت إسرائيل لتقليص مسافة الصيد ليضر الإرهاب المنطلق من غزة بسكان القطاع أولاً وأخيراً”.
