أبوتشت ترفض التكرار

يبدو أنها أيام سحر صدقي الأخيرة تحت القبة، المحامية والحقوقية رضوى الدربي الأمين المساعد للجنة القانونية والدستورية بحزب مستقبل وطن باتت تحتل مساحات كبيرة يومًا بعد يوم في الملعب السياسي بمركز أبو تشت من جهة ومن جهة اخرى في حزب مستقبل وطن الذي تتقلد فيه أيضًا سحر صدقي عضوية الهيئة العليا إلى جانب تقلدها أمانة المرأة في الأمانة الفرعية لمستقبل وطن بقنا.
هذه المساحة التي تتزايد رقعتها لصالح |الدربي” كانت تتربع عليها “صدقي” باطمئنان لفترات طويلة مضت، لكن قدوم “الدربي” من أعلى درجات السلم الحزبي في مستقبل وطن بوصفها الأمين المساعد للجنة القانونية والدستورية بالأمانة المركزية للحزب بالقاهرة، بات يهدد البنيان السياسي لصدقي، ويهدد فرص استمرارها تحت القبة في برلمان 2020.
سحر صدقي، جاءت على كوتة المرأة في برلمان 2015، ممثلة لمركز أبو تشت بمحافظة قنا، ورضوى الدربي بموقعها الآن في حزب مستقبل وطن، وكونها من ” أبو تشت” نفس المنطقة الجغرافية لسحر صدقي، وفي ظل توجه عام في دوائر القرار والدوائر الحزبية والشعبية في البلاد بإزاحة أكثر من 90% من أعضاء برلمان 2015 الحالي عن مقاعدهم تحت القبة، واستبدالها بوجوه جديدة، وفي ظل عادة قديمة في دائرة أبو تشت، اعتمدت فيها الحالة الشعبية بهذا المركز فلسفة الفرصة الواحدة للنائب واستبداله بآخر، وفي ظل إصرار شعبي عام في “أبوتشت” يرفض التكرار، فإنه بات في حكم المقطوع به إزاحة “صدقي” من المشهد البرلماني لصالح “الدربي” التي تتفوق على “صدقي” في اللباقة والإلمام بالموضوع في القضايا التي تتصدى لها.

لكن احتكاك سحر صدقي بالجماهير على الأرض، واقترابها من البسطاء والتصاقها معهم في حياتهم اليومية قد يكون له بُعد آخر في قلب عناصر هذه المعادلة، الأيام القادمة ستكشف الكثير في هذا الصراع المكتوم بين “صدقي” و “الدربي” حول إزاحة أي منهما للأخرى عن حلبة المصارعة السياسية للفوز بمقعد المرأة عن مركز أبو تشت في شمال قنا.
للإنتخابات حسابات أخرى.. لكن الحساب يجمع
مازلنا في مركز أبو تشت باعتباراته السابقة، حيث يحاول اللواء جمال عبد العال عضو مجلس النواب عن مركز أبو تشت الاحتفاظ بمقعده تحت القبة بضراوة، لكن تجربته الماضية في العملية الانتخابية والتي أتت به إلى قبة البرلمان، متسلحًا بخطاب انتخابي توجه به إلى تجمع عائلات الهوارة يؤكد فيه رفضه للقبائلية والتحزب الجهوي، إلا أنه سرعان ما عدل عن هذا الخطاب في جولة الإعادة عندما لعب بورقة العرب في الصراع الانتخابي بعد وصوله المربع الذهبي، إذ أنه استخدم ورقة الانفتاح على الهوارة بعيدًا عن التحزب القبائلي للحصول على أصواتهم في الجولة الأولى، وفي جولة الإعادة استبدلها بورقة القبائلية لحسم الصراع لصالحه، وهي سياسة منبوذة تنقل فيها بين خطابين يتعارض أحدهما مع الآخر، لكنها السياسة التي تقترن بالنجاسة في كثيرٍ من أمورها كما قال الشيخ الشعراوي عليه رحمه الله.

إلى ما سبق في خصوص اللواء جمال عبدالعال فإن 3 بطون الهوارة ( القليعات- الوشاشات- السماعنة) يتوعدونه في الانتخابات القادمة في ظل خطاب شعبي متنامي في الشارع بمركز أبو تشت من أنه لم يقدم خدمة بارزة في سجله الخدمي اللهم إلا بعض الخدمات المتناثرة التي تذوب في الغالب مع مضي الوقت، الأمر الذي تسعى معه دائرة أنصاره إلى استبداله بابن عمه حسام عيسى للحفاظ على المقعد، فيما تسعى تجمعات شعبية نشطة إلى استبداله بالمستشار أبو النجا المحرزي القيادي السابق في نقابة المحامين وعضو مجلس الشعب في نظام مبارك.

يقول المراقبون أن “المحرزى” يستخدم مكر الثعالب في اللعب بهدوء لاقتناص المقعد بعيدًا عن ضجيج الصراعات السياسية بين مجتمع المتصارعين، وهي سياسة مكنت “المحرزي” في السابق من اقتناص موقع قيادي بمجلس نقابة المحامين في عصرها الذهبي، كما مكنته أيضًا من اقتناص مقعد أبو تشت تحت القبة، ثم وبوثبة خاطفة ومثيرة جدًا تمكن من خطف منصب كبير تحت القبة باختياره نائبًا لزعيم الأغلبية في مجلس الشعب آنذاك، المراقبون يقولون أن “المحرزى” له من اسمه نصيب في احراز الأهداف بشكل خاطف بمجرد أن يلتقط الفرصة، ويبدو أنه يلعب على ذلك.

في الإطار أعلاه فإن اللواء عصام بركات عضو مجلس الشعب الحالي بما عُرف عنه من أدب ورقي في الحديث، قد اكتفى بنشاطه على فيس بوك لكنه لم يتحرك بالشكل المطلوب على الأرض الأمر الذي تشير معه الإتجاهات إلى أن قريته “السليمات” قد تدفع بمرشح آخر من ذات القرية من أبناء عمومته في سبيل معادلات متقاطعة ومعقدة يحاولون فيها الحفاظ على المقعد
هوارة القليعات.. حلم استعادة المقعد القديم

منذ أن نشأت الحياة النيابية في مصر وللقليعات بشمال قنا مقعد دائم تحت القبة، غير أنه في برلمان 2015 خسروا هذا المقعد لأول مرة منذ عقود على يد المغفور له المرحوم عادل أبو الليل الذي خسر مقعد القبيلة في انتخابات برلمان 2015 أثناء جولة الإعادة لحساب اللواء عصام بركات واللواء جمال عبدالعال، ومع تبدل الأحوال وإتيان الرياح بما لا تشتهي سفينتا “بركات” و “عبدالعال” يبرز على مسرح قبيلة القليعات اسم الكاتب الصحفي هاني أبو زيد عضو نقابة الصحفيين ونائب رئيس المنتدى المصري المغربي، هاني أبو زيد اسم مثير للقلق منذ فترة.
ويبدو أنه في ظل خلط الدوائر فإنه قد ينافس على مقعد النواب أو مقعد الشيوخ، على النظام الفردي أو ضمن القائمة، الأمر الذي يزيد من حالة الغموض في دوائر الشمال، فالمعلومات تشير إلى أن “أبوزيد” يتمتع بنفوذ وعلاقات ضخمة بدوائر القرار في القاهرة، ذلك النفوذ وتلك العلاقات جعلته مطروحًا بقوة لاستعادة مقعد القبيلة التي يتمدد تواجدها في أربعة انحاء مركزي فرشوط وأبو تشت.الإعلامي هاني أبو زيد
لورقة العنيدة .. فتحي قنديل

تشير أغلب التقديرات إلى أن فتحي قنديل بن قبيلة النجمية وعضو النواب الحالي ينافس بقوة على مقعده، ورغم أنه مهدد كغيره من النواب الحاليين بخسارة مقعده في ظل توجه شعبي وحزبي ترصده وتعمل عليه دوائر القرار إلا أن تفاعله الدائم على الأرض بطول وعرض مراكز الشمال، من “أبو تشت” وحتى “دشنا” قد يحجز له مكانًا في نسبة الـ 5% من النواب الحاليين الذين يتوقع لهم أن تحتفظوا بمقاعدهم تحت القبة في برلمان 2020، حتى أن أصوات في مركز أبو تشت تنادي بترشيحه على مقعد المركز رغم انه من نجع حمادي في الأساس.
يأتي ذلك في ظل تقديرات قد تدفع باللواء نبيل بخيت ابن النجمية أيضًا الى الترشح على مقعد الشيوخ، وهو توازن قد يكون في صالح الإثنين “بخيت” و “قنديل” إلا إذا اختلفت حسابات الأول مع ظهور التقسيم النهائي لدوائر النواب والشيوخ، وإلى حين يتأكد ذلك، سيظل “بخيت” شوكة في حلق “قنديل” والعكس صحيح.
عبد العزيز ورحاب.. صراع على تركة الغول
النائب النبيل.. محمد عبد العزيز الغول في الشرقي بهجورة وأمام أداء غير تقليدي لنائب غير تقليدي، إلا أنه وهو كذلك قد لا يصل إلى البرلمان القادم إذا ما استطاعت رحاب الغًول قيد اسمها في سجل القائمة المغلقة ضمن كوتة المرأة عن محافظة قنا في مجلس النواب، وهو أمر ستجد معه دوائر القرار ومعها الدوائر الشعبية مِن الصعوبة بمكان أن يحصل اثنين مِن عائلة واحدة على مقعدين تحت القبة في ذات الوقت.

دوائر القرار والدوائر الشعبية قد تدفع برحاب الغول وتكون قد ضربت عصفوران بحجرٍ واحد، أخلت مقعد الشرقي بهجورة لآخر لا يعرف من هو في ظل حالة التزاحم على القائمة، وشغلت مقعد المرأة بشخصية مثالية إلى حد كبير في ظل حالة النضوب التي تعانيها محافظة قنا في مجتمع المرأة السياسية، الأمر الذي لن يستسلم معه الغول الصغير بسهوله وقد يتجه حياله الى الترشح على النظام الفردي الذي سيزيد من سخونة المنافسة في مركز نجع حمادي
أبو سحلي.. المجد القديم على المحك
في الإطار أعلاه يتساءل الشارع السياسي بدوائر شمال قنا عن مدى قدرة المحامي حمزة أبو سحلي على الاحتفاظ بمقعده في ظل ضم مركزي نجع حمادي وفرشوط في دائرة واحدة مع النظام الجديد، الأمر الذي ستصبح معه العائلة العريقة في أزمة حقيقية وغير قادرة إلى حد كبير على الإحتفاظ بمقعدها إذا ما تم هذا الضم الذي يتوقع له أن يتم بشكل كبير.
وحش الشمال خالد خلف الله
يبقى اللواء قاسم حسين محافظ المنيا السابق، والذي كان قبل أن يتم اختياره محافظًا للمنيا ينتوي الترشح في برلمان 2020، شوكة شديدة الصلابة في حلق وحش نجع حمادي ودوائر الشمال اللواء خالد خلف الله زعيم الهمامية الكبير.

اللواء قاسم حسين تقلد من المناصب أرفعها حتى أصبح مساعدًا لوزير الداخلية، قبل أن يخرج إلى المعاش ليختاره الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظًا للمنيا، إلى ذلك فإن شخصية بهذا الثقل السياسي والتاريخ الخدمي الرسمي في قلب الدولة المصرية لو عاد إلى فكرته السابقة وترشح على أيٍ من مقاعد المجلسين فإنه سيقلب الموازين في قنا على عمومها وفي نجع حمادي على وجه الخصوص، وهي خطوه سيكون ضجيجها السياسي كافيًا لأن تختفي معه أصداء خدمات اللواء خالد خلف الله النائب الخدمي الأبرز في محافظة قنا بشمالها وجنوبها إذا ما قرر “حسين” خوض غمار المنافسة معه على مقعد مجلس النواب، إذ لا يتقبل الشارع السياسي بشكل قاطع في قنا ان تحصل قبيلة بذاتها على أكثر من مقعد، خاصة وأن همامية الشاورية بشبابهم وشيوخهم يلتفون بحب حول قاسم حسين، فهو إضافة إلى ما يتمتع به من كاريزما وتاريخ مازال حاضرًا في الأذهان، له سجل كبير من الخدمات الصعبة التي لم تكن أبدًا لأسباب انتخابية، وفي ظل أصوات متنامية في الهمامية تقول انه قد حان الوقت لأن يستريح اللواء خالد خلف الله، يبرز قاسم حسين كرقم عنيف في معادلة الصراع إذا ما قرر خوض غمار المنافسة على مقاعد مجلس النواب.

مأزق الزعيم بن الزعيم
إلى ما سبق يبقى اسم هشام الشعيني دائمًا هو الرقم الصعب في أي انتخابات بشمال قنا، زعيم ورث الزعامة عن والده محمد عبد النبي الشعيني عضو مجلس الشعب من سنه ١٩٥٦ حتى عام ١٩٨٧ وقد نجح الشعيني الأكبر في الانتخابات من داخل المعتقل السياسي عام ١٩٥٦ حتى أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر حينما وصله هذا الخبر طلب حضوره إليه لمقابلته والسلام عليه وتهنئته بهذا الفوز المثير بمقعد البرلمان من داخل المعتقل.
هذه الزعامة ما تزال حاضرة في أذهان الشارع السياسي بشمال قنا لكن عودة سيد المنوفي إلى الملعب السياسي من جديد وتواجده بقوة بين العائلات، حتى أنه من شده وجوده بينهم يقال انه مقيم بشكل شبه كامل في مركز الشرطة كوسيط خير في المشكلات بين الأفراد أو العائلات وبعضهم البعض من جهة أو بينهم وبين الدولة من جهة أخرى، هذه العودة تقض مضجع الشعيني الذي إذا ما نجح في قيد اسمه في القائمة سيكون في انتظاره على المقعد الفردي منافس شديد الشراسة والتأثير في أوساط الناخبين، إذ يقول المراقبون أن سيد المنوفي يكاد يكون الوحيد القادر على منافسة هشام الشعيني على الأرض واقتناص المقعد منه، في ظل تباين في موقف هشام الشعيني لدى دوائر القرار والدوائر الشعبية بين مؤيد لاستمراره تحت القبة في برلمان 2020 أو انتهاء دوره البرلماني والاكتفاء بنشاطه في اتحاد القبائل والعائلات المصرية.