بعد تواتر الأنباء بفتح باب الترشيح لانتخابات الشيوخ خلال الأيام أو الساعات القليلة القادمة، تلقت الشارع القنائي عشرات الرسائل يطلب أصحابها إعداد تقرير عن أهم الأسماء المطروحة لاقتناص مقاعد قنا الثلاثة في قائمة الأحزاب الموحدة لهذه الانتخابات.
إعداد: وحدة الرصد والتحليل
كلفت منصة الشارع القنائي اثنين مِن أهم خبرائها في الاستقصاء والتحليل، لجمع البيانات والمعلومات حول أهم الأسماء المطروحة ومعايير الاختيار ومبرراته التي تدعم شخص على آخر في هذه القائمة.
قبل أيام كان الدكتور يس تاج الدين قد حسم موقفه مِن الترشح على هذه القائمة عن حزب الوفد لواحد من مقاعد قنا الثلاثة، إذ كشف بشكل قاطع لأكثر من شخص عن عدم وجود نية لديه على الإطلاق لخوض هذه الانتخابات سواء على القائمة أو الفردي، خاصة وأنه يرفض بشكل مبدئي أيضًا فكرة التبرع مقابل قيد اسمه في القائمة، قال أن تاريخه واسمه لا يسمح له بأن يلعب هذه اللعبة، لتبقى حصة قنا في هذه القائمة بعد حسم “تاج الدين” مفتوحة بشكل واسع للتوقعات حول أهم الأسماء التي يعتقد لها أن تنجح في اقتناص واحد من هذه المقاعد الثلاثة.
بعد فتح منصتنا لهذه الملف جاءت أولى المفاجآت في ظهور اسم الدكتور عباس منصور رئيس جامعة جنوب الوادي السابق، باعتباره واحدًا من أهم الأسماء القريبة جدًا مِن اقتناص أحد المقاعد الثلاثة الذين خصصهم قانون مجلس الشيوخ لمحافظة قنا في هذه القائمة.
يحظى “منصور” بدعم واضح مِن المجلس الأعلى للجامعات، باعتباره شخصية عامة جنوبية لها اعتبارها المهني والأكاديمي، فضلًا عن الاعتبار السياسي بوصف أنه كان حتى وقت قريب رقم واضح في الحياة الحزبية بقنا، عندما كان رئيسًا لأمانتها الفرعية في حزب مستقبل وطن، قبل أن يستقيل من موقعه القيادي فيها، ربما تمهيدًا لهذا الترشح الذي ما كان له أن يتم وهو رئيسًا للأمانة الفرعية بالحزب الذي يحظر على أمناء المحافظات المنافسة الانتخابية.
يُعد اختيار “منصور” ضابط للمعادلة الجيوسياسية في الحياة النيابية بقنا، باعتباره ممثل منطقة الوسط في المقاعد الثلاثة، فيما تكتمل عناصر هذه المعادلة باختيار مقعد للشمال وآخر للجنوب، بحسب التقديرات الخاصة عند دوائر القرار.
إلى ما سبق وفي شمال قنا يأتي اسم الكاتب الصحفي هاني أبوزيد ليشكل رقمًا مهمًا في هذه المعادلة، إذ يشكل اختياره تسوية لمجموعة مِن التوازنات الجيوسياسية والقبائلي سياسية، فيمثل اختيار “أبو زيد” تسوية مرضية لتجمع عائلات قبيلة القليعات، المتمددة في مراكز أبو تشت، وفرشوط، ونجع حمادي تواترت معلومات لـ”الشارع القنائي” عن علاقة قوية لأبوزيد بمراكز القرار في القاهرة، فضلًا عن علاقته بوزير داخلية سابق، ما قد يدعم عملية اختياره، فضلًا عن علاقات دولية تربطه بشخصيات لها وزنها في الكويت أمثال مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، وأمراء في العائلة الحاكمة في الكويت والمغرب.
وإذ يحاول الكاتب الصحفي هاني أبوزيد قيد اسمه في هذه القائمة، يأتي صحفي آخر هو اسامة الهواري، مراسل جريدة الأهرام بقنا، مجتهدًا هو أيضًا في محاولة قيد اسمه بذات القائمة على واحد من هذه المقاعد الثلاثة، استنادًا إلى اعتباره قيادة في الأمانة الفرعية لحزب مستقبل وطن بقنا.
على أن كون “أسامة” من ذات الانتماء القبائلي لأبوزيد- كلاهما هواري- وكونهما أيضًا “أسامة” و “أبوزيد” من شمال قنا، قد يقلل من فرص الهواري أسامة، لصالح الهواري “أبوزيد” الذي يعتقد قطاع كبير في تجمع عائلات قبيلة القليعات أن “أبو زيد” هو الوحيد تقريبًا القادر على جلب أصوات إضافية له من خارج هوارة القليعات بالإضافة إلى أصواته منها.
إلى ما سبق يواجه الهواري أسامة مأزق آخر غير مأزقه مع هاني أبوزيد، وهو عدم وجود ظهير شعبي واضح له في مسقط رأسه دشنا، وإن كان يحظى بظهير سياسي كبير في أمانة حزب مستقبل وطن بقنا باعتباره قياديًا فيها، ذلك أن أصوات شعبية في هوارة البلابيش مدعومة من نائب البرلمان السابق أحمد مختار تدفع بواحد من هوارة أولاد يحيى في دشنا هو حسين الوكيل، نائب الأربعين يومًا في برلمان 2010 الذي سقط بسقوط مبارك، كمرشح محتمل على المقاعد الثلاثة، وإن كانت فرصة “الوكيل” ضعيفة أيضا مثله مثل “أسامة”.
إذ مازالت الذهنية المجتمعية في الشارع الدشناوي تحتفظ بصورة راسخة لـ”الوكيل” كان يظهر فيها بشكل متكرر مع المستريح بطل عمليات القرصنة الشهيرة على أموال القنائيين، فالوكيل وإن لم يتورط في هذه القرصنة، لكن مسئوليته السياسية بظهوره المتكرر مع “المستريح” وقتها، تجعل فرصته في حصد أحد المقاعد الثلاثة في هذه القائمة شبه معدومة تمامًا كما أسامة الهواري فدوائر القرار لديها حس دقيق في رصد مناطق القوة والضعف للأسماء التي يمكن طرحها للاختيار في هذا الإتجاه.
في الإطار أعلاه يطل اسم عمرو طارق السباعي القيادي في أمانة حزب مستقبل وطن بقنا، نجل البرلماني الراحل طارق السباعي صاحب القبول الشعبي الاستثنائي في تاريخ دشنا، الذي يحتفظ له الشارع الدشناوي بالزعامة التي ظهر عليها البرلماني الراحل طارق السباعي، وهزت الحياة البرلمانية وقتها في قلب البهو الفرعوني عندما مر أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني من أمام طارق السباعي وكان الأخير يضع إحدى قدميه على الأخرى، فانتظر “عز” من “السباعي” أن يعتدل في جلسته، لكنه لم يفعل، بل بادله نظرة الاستهجان باستهجان أكبر، فصارت أزمة كبيرة بين أمين التنظيم في الحزب الوطني وبين زعيم هوارة أولاد يحيي بقنا، والذي استمر على موقفه المناهض لأحمد عز طوال مدة عضويته.
هذا الإرث الشعبي للبرلماني الراحل طارق السباعي بدشنا ، يصب في الحجر السياسي لنجله عمرو، الذي يحظى كذلك بقبول واسع بين هوارة أولاد يحيي وهوارة البلابيش وقبائل العرب على حدٍ سواء، وهو إرث مستقر لآل السباعي يقول فيه الكاتب الصحفي الكبير محمد عبد اللطيف أن قبائل العرب بمركز الوقف في قنا لم تجتمع في تاريخها على شخص مثلما اجتمعت على “السباعي” الأب، وإلى ذلك كله بالطبع تتبدد أو تكاد تكون قد تبددت بالفعل أية فرصة لأسامة الهواري على واحد من المقاعد الثلاثة في قائمة الشيوخ الموحدة.
جنوبيًا.. يتردد اسم القيادي السابق في جهاز الأمن الوطني مساعد وزير الداخلية الأسبق لجنوب الصعيد اللواء عبد الباسط دنقل كواحد من الأسماء المطروحة لاقتناص مقعد من هذه المقاعد الثلاثة في القائمة المغلقة لانتخابات الشيوخ، لكن استمرار مساعي عبد الفتاح دنقل في الترشح على انتخابات الفردي قد يربك هذه الفرصة، إذ يتحتم الإتفاق بينهما على من يتصدى للعمل البرلماني من الشخصيتين “عبدالباسط” و “عبدالفتاح” في الفترة القادمة.