اش كل من سلافين بيليتش وزوران ماميتش طفولة متباينة مطلع السبعينيات الميلادية بعدما أبصرا النور في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، عندما أصبحت كرواتيا جمهورية اشتراكية برئاسة اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو، وبعد عقود كان الثنائي جنباً إلى جنب مع بعضهما في المنتخب الكرواتي، وبقيا قريبين حتى بعد تحولهما إلى عالم التدريب.
وسيتواجه المدربان يوم الخميس وهما يسعيان للحصول على النقاط لأهداف مختلفة، حيث ينشد بيليتش نقاط المباراة لإبعاد فريقه اتحاد جدة عن الهبوط، فيما سيحاول زوران توسيع فارق الصدارة عن النصر والابتعاد بالهلال في جدول الترتيب.
ولد بيليتش في سبليت الوقعة في الجزء الجنوبي من كرواتيا، أواخر الستينات، شهدت مدينته آنذاك اهتماما قويا في الرياضة حيث تم تشييد ملعب “بوليود” لاستضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كما عاش نادي هايدوك سبليت آنذاك فترة ذهبية حينها. وكانت تزدهر سبليت آنذاك إذ اعتبرت حينها أكبر ميناء للركاب والجيش في يوغسلافيا، كما اشتهرت بصناعتها السفن.

وكانت العاصمة الكرواتية زغرب في مطلع السبعينيات، في الفترة التي ولد فيها زوران ماميتش، تعيش فترة تطور على أصعدة كثيرة، بين افتتاح مجمعات رياضية وقاعة فاتروفلاف ليسينكي للاجتماعات والحفلات، كما بنيت عدة أبراج ومبانٍ تعد من الأكبر في كرواتيا حتى الآن.

وتزامل كل من بيليتش وماميتش في أفضل حقبة شهدها منتخب كرواتيا لكرة القدم، عندما نالا الميدالية البرونزية في المحفل العالمي، قبل أن يعود “المنتخب الناري” ويحقق فضية المونديال بعدها بـ20 عاما، بينما أعاد القائد لوكا مودريتش، أفضل لاعب في العالم، الفضل في الإنجاز الكبير إلى الجيل الذي حقق الوصافة في المونديال الأخير
وبعد أن علق بيليتش حذاءه في عام 2001، تلاه زوران في 2007 بقميص دينامو زغرب، درب كل منهما قطبي كرواتيا، فالأول استلم هايدوك سبليت كمدرب لموسم واحد بعد اعتزاله، أما الثاني فقد درب عملاق عاصمة كرواتيا 3 أعوام.
وخلال فترتهما على دكة البدلاء، مرت الأعوام وشاء أن يتلاقى دينامو زغرب أمام أرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا في موسم 2015 – 2015، وفي تلك الفترة وقع ويست هام مع سلافين بيليتش ليكون مدربا للفريق اللندني.
ويقول زوران في المؤتمر الصحفي الذي تلا فوز فريقه على أرسنال في العاصمة الكرواتية “أشكر بيليتش على نصائحه لي فهي التي قادتنا لفوز تاريخي على أرسنال”. وكان ويست هام قد واجه أرسنال في افتتاح الدوري الإنجليزي، وتغلب عليه بقيادة بيليتش بثنائية نظيفة. ويكمل زوران خلال مؤتمر الصحفي “تابعنا أرسنال بعناية واستخدمنا نصائح جدية جاءتنا من بيليتش ومساعده نيكولا يورسيفتش”.
وكان ذلك الانتصار هو الوحيد لدينامو بالنسخة تلك بعدما خسر 5 مباريات، كما أنه أول فوز للنادي الكرواتي الشهير على صعيد دوري أبطال أوروبا منذ 16 عاماً وتحديداً عندما فاز نادي العاصمة على ستورم غراز النمساوي في نسخة 1999-2000.

