كشف بيني جانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، اليوم الاثنين، أن هناك “أزمة دبلوماسية” اندلعت في الأيام الأخيرة بين إسرائيل ومصر، بشأن القتال مع غزة في وقت سابق من هذا الشهر، إذ اتهمت القاهرة تل أبيب بـ “عدم الوفاء” بالتزاماتها بخصوص الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة.
وقال جانتس، في مقابلة مع إذاعة “كان بيت” العبرية: “أعتقد بالتأكيد أنه كانت هناك أيام من التوترات الناجمة عن نهاية عملية الفجر”، مشيرا إلى “العلاقات بين الأصدقاء تشهد تقلبات صعودا وهبوطا.. دون الدخول في حادثة معينة أو أخرى، سنعرف كيفية تثبيت العلاقات. إنها مصلحتهم ومصلحتنا، وآمل أن تنتهي هذه الأزمة في الأيام القليلة المقبلة”.
وذكرت صحيفة “هآرتس” في تقرير لها مؤخرا، أن “التوترات الدبلوماسية مع مصر بدأت بعد أن رفضت إسرائيل كبح عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية في أوائل أغسطس، كجزء من تفاهمات لوقف إطلاق النار لإنهاء القتال الإسرائيلي مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين”.
وتوجه رونين بار، رئيس جهاز “الشاباك”، إلى القاهرة أمس، لإجراء محادثات مع كبار المسئولين المصريين، بهدف حل الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر، ومن المقرر أن يجتمع “بار” مع اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة، الذي ألغى مؤخرا رحلة مقررة إلى إسرائيل، احتجاجا على تصرفات إسرائيل في أعقاب الحرب في غزة.
وأفادت “هآرتس” بأن “مصر، التي أدت وساطتها إلى وقف إطلاق النار في أعقاب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة على مدى ثلاثة أيام، غاضبة من تعامل إسرائيل مع العملية، معتقدة أنها لم تعط الفرص الكافية للتوصل إلى حل دبلوماسي، وبلغت التوترات ذروتها في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد يتحدث عبر الهاتف مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي طلب من لابيد، كبح عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، خوفا من أن تؤدي الغارات العسكرية إلى تصعيد في الأراضي الفلسطينية، لكن مكتب رئيس الوزراء لم يطلع وزارة الدفاع الإسرائيلية بشكل صحيح على المكالمة.
وأضافت هآرتس: “في صباح اليوم التالي، شن الجيش الإسرائيلي عملية لاعتقال المطارد إبراهيم النابلسي في نابلس، قتل فيها النابلسي وفلسطينيان آخران في تبادل لإطلاق النار مع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وضباط سريين، وأصيب العشرات، حيث ضاعف هذا الحادث غضب مصر من إسرائيل، والذي نبع من العمليات الإسرائيلية في الأيام التي سبقت الحرب، وأفعالها خلال الحرب نفسها، وشمل ذلك قرار قتل قادة حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في قطاع غزة، في وقت كانت فيه مصر تحاول تهدئة الأوضاع وفرض وقف لإطلاق النار”.