لا يظهر كثيراً، وإن ظهر إلا يكون إلا في أوقات محددة، إما وسط جمع يدرس مصلحة ما، أو ترتيبات للمنتفعين في مجال البيزنس، فهو لا يميل للظهور، وإن ظهر لن تسمع له صوتاً، ففي كل لقاءاته لم يقل شيء، ليس له رأي في أي من القضايا الخلافية في المجتمع أو قضايا الرأي العام، لكن تفاجأ بأن له نصيب من “الكعكة”. صعوده السياسي اللافت لم يسبقه أية نجاحات سياسية أو أي علاقة بالعمل العام من قريب أو بعيد، سوى أنه كان لاعب كرة قدم موهوب وهداف من نوع فريد، صنع مجد كبير، لكنه أطاح بهذا المجد وقت أن كان لاعباً بسبب سوء سلوكه، فقد كان دائم الحصول على إنذارات في المباريات لسوء سلوكه مع الخصم، وهي أخلاق لا تصلح مع رياضي، بدليل أن صدامه مع مدرب المنتخب المصري الراحل محمود الجوهري كان سبباً لمشاركة مرادونا النيل لمدة ربع ساعة فقط في مباريات كأس العالم 1990، وحتى تجربته الاحترافية حيدة انتهت بعد 4 أشهر فقط بسبب سوء سلوكه عندما احترف بنادي صحار العماني في 1991، ولكن يبدو أن هذا المستوى من السلوك قد ينجح في العمل السياسي.
مهارات طاهر أبو زيد المعروفة للجميع انتهت منذ زمن وكانت بين أقدامه فقط، أما مهاراته الأخرى التي جعلت منه وزيراً للرياضة ومسؤولاً كبيراً بائتلاف الأغلبية البرلمانية الحالية، فهي غير معروفة، وغير معروف كيف وصل إليها، فقد انضم لحزب الوفد في 2010 لخوض انتخابات مجلس الشعب أنذاك عن الحزب بدائرة الساحل، لكنه فشل، ثم أتت الثورة، فتم اختياره وزيراً للرياضة ولم يخب ظن الجميع فيه إذ فشل أيضا، فالمسؤول الأول عن الرياضة في مصر وصاحب التاريخ الرائع في الملاعب لم يستطع ادارة أمور وزارة الشباب والرياضة، فتسبب في أكثر من كارثة بدأت بصدامه مع اللجنة الأوليمبية المصرية بسبب لائحة النظام الأساسي التي أقرها، ثم قراره بحل مجلس إدارة النادي الأهلي ثم تجميد قرار الحل، و أزمة البث الفضائي التي أطاحت به ، فقرر مجلس الوزراء تكليف خالد عبد العزيز وزير الشباب بحلها.
لا أحد يعرف كيف وصل طاهر أبو زيد ليكون الرجل الثاني في ائتلاف دعم مصر، فالرجل لم يقد أي حملة مؤيدة أو معارضة، لم نسمع له خطاب مسجل في مؤتمر جماهير أو ندوة ثقافية، لكنه بدون مقدمات أعلن استقالته من حزب الوفد، وانضم لقائمة “في حب مصر” لينجح ضمن القائمة، وبدون أي رصيد سياسي أصبح نائباً لرئيس الائتلاف المهندس محمد السويدي، ثم قائماً بأعمال رئيس الائتلاف بعد استقالة السويدي، ويجهز الآن أوراقه ليخوض انتخابات اتحاد كرة القدم المصرية خلفاً لهاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المستقيل. “البلاغ” تحاول الوقوف على موهبة وعبقرية هذا الشخص، والذي رغم فشله في كل المواقع، مازال موجودا بطرق غير معروفة، فهو في مجلس النواب، شخصية “غير مرئية” لن تجده على طاولة واحدة مع بعض النواب، لا يختلط بأحد، لا يتداول معهم في العلن، لكنك ستجده طوال الوقت ظلاً للنائب والسياسي المخضرم أسامة هيكل، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، والقيادي الوفدي السابق، وتلك قضية أخرى نتناولها فيما بعد.