“بعيدًا عن الصخب وفي هدوء شديد، تجري الآن في وزارة التعليم العالي ترتيبات شديدة السرّيّة، لتمكين شقيق مسؤول كبير في الوزارة من منصب رئيس جامعة أسيوط، خلفًا لرئيسها الحالي الدكتور طارق الجمال الذي انتهت مدته القانونية قبل أيام، إذ يجري الآن الإعداد لتلك الترتيبات بين وزير التعليم العالي نفسه، الدكتور خالد عبد الغفار، وبين ساعده الأيمن في الوزارة ومستشاره القانوني فيها المستشار محمد المنشاوي”، إذ تقول الشائعات: ” أن محمد المنشاوي أنجز أو في طريقه إنجاز رئاسة جامعة أسيوط لشقيقه أحمد المنشاوي، لما يمتلك من نفوذ كبير في وزارة التعليم العالي “.
الفقرة السابقة هي محور الحديث الدائر الآن والشُغل الشاغل خلف الجدران وعلى جوانب الطرقات في جامعة أسيوط، حول من سيخلف رئيس الجامعة الحالي في منصبه رئيسًا لتلك الجامعة خلال الأيام أو الساعات القادمة، إذ قطعت حالة من اليأس الطريق والطموح والأمل أمام ثلاثة متنافسين في الوصول إلى المنصب، لصالح الأصغر من بينهم في السن، والخبرة، لا لشيء إلا لأنه وفقط شقيق الرجل القوي في وزارة التعليم العالي، وصاحب السلطة الواسعة في الوزارة محمد المستشار القانوني لوزير التعليم العالي، حتى أن دوائر قريبة جدًا من “المنشاوي” في وزارة التعلييم العالي تجزم بأنه سيخلف خالد عبدالغفار في الوزارة.
حالة الصخب هذه قد تكون طبيعية، في ظل أحوال التنافس المعهودة في مثل تلك الظروف، لكن ارتفاع موجة الصخب في جامعة أسيوط حول رئيسها المرتقب، دفعنا في جريدة البلاغ أن نفتش في التفاصيل، إذ يمكن أن يكون في المثل الشعبي “لا دخان بدون نار” وجاهة في ضربه على ما يُثار من شائعات داخل جامعة أسيوط، خاصةً في ظل الحديث الدائر بقوة عن سلطة ونفوذ محمد المنشاوي في وزارة التعليم العالي، حتى انه ليقال أن الوزير لا يتخذ قرارًا صغيرًا ولا كبيرًا في الوزارة من دون الرجوع لمستشاره القانوني المستشار محمد المنشاوي.

المعلومات المنتشرة حول رئيس الجامعة المرتقب اختياره خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة تتعلق بالدكتور أحمد محمد كمال محمود المنشاوي، نائب رئيس جامعة أسيوط لشئون الدراسات العليا والبحوث وهو شقيق محمد المنشاوي، نائب رئيس مجلس الدولة، المنتدب للعمل مستشارًا قانونيًا للدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي، ثم مستشارًا قانونيًا للدكتور خالد عبد الغفار أيضًا بصفته وزيرًا بالإنابة لوزارة الصحة.
السؤال: هل يمكن أن تكون هناك حظوة بالفعل لمحمد المنشاوي مستشار وزير التعليم العالي في أن يساهم في الإتيان بشقيقه أحمد المنشاوي رئيسًا لجامعة أسيوط على حساب بقية المتنافسين على ذلك المنصب الكبير؟ الإجابة يجري الإعداد لها الآن في كواليس وزارة التعليم العالي.
تعالوا نتأمل التواريخ والأحداث التالية:
في 7 أكتوبر 2015 تم انتداب محمد المنشاوي نائب رئيس مجلس الدولة للعمل مستشارًا قانونيًا لوزير التعليم العالي، ولما جاء الدكتور خالد عبد الغفار أنهى علاقات عدد من المستشارين المختصين، لكنه أبقى على المنشاوي في منصبه، حتى تحوّل “المنشاوي” فأصبح الساعد الأيمن لـ”عبدالغفار” في وزارة التعليم العالي، ثم بعد انتدابه وزيرًا للصحة خلفًا للدكتورة هالة زايد انتدبه معه كذلك مستشارًا قانونيًا له أيضًا في وزارة الصحة، ما يكشف حجم الثقة بين الوزير خالد عبدالغفار والمستشار محمد المنشاوي، شقيق الدكتور أحمد المنشاوي المرشح بقوة لأن يصبح رئيسًا لجامعة أسيوط.
بعد تعيين المنشاوي مستشارًا قانونيًا لوزير التعليم العالي، فاز شقيقه أحمد المنشاوي في 19/11/ 2017 بعمادة كلية طب جامعة أسيوط، وبعد عام من فوزه بمنصب عمادة كلية طب أسيوط، تم تصعيده في 29/12/2018 إلى منصب نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وهو المنصب الذي ظل محتفظًا به حتى الآن، قبل أن يكثر الجدل مؤخرًا عن توليه منصب رئيس الجامعة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة.
أيضًا.. نجح الدكتور أحمد المنشاوي شقيق المستشار القانوني لوزير التعليم العالي في اقتناص عضوية اللجنة العلمية الدائمة للترقيات- أساتذة وأساتذة مساعدين في تخصص جراحة القلب والصدر – الدورة الثانية عشر 2016-2017 أي بعد عام تقريبًا من تولي شقيقه منصب مستشار الوزير، كما نجح كذلك في اقتناص عضوية مجلس إدارة الجمعية المصرية لجراحة القلب والصدر في العام 2016، كما اُسند له مهمة الاشراف على قسم جراحة القلب والصدر – جامعة أسوان يناير 2017.
علاقة الأخ بالوزير.. هل كانت سببًا في تصعيد شقيقه.
وإن كان ما سبق لا يمكن ربطه بشكل محدد، أو الاستدلال به أن كانت له حظوة في اقتناص هذه المناصب بمساعدة شقيقه المستشار القانوني لوزير التعليم العالي، على اعتبار أن منصب المستشار القانوني للوزير، هو منصب فني بالأساس، ليس بالضرورة أن ينخرط تأثيره إلى العمل التنظيمي في وزارة التعليم العالي.
إلا أن خبرًا نشره موقع المدار وجاء فيه أن : ” الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، القائم بأعمال وزير الصحة، أصدر قراراً بإلغاء مسمى مساعد وزير، بعد الاطلاع على التقرير السري من المستشار محمد المنشاوي، نائب رئيس مجلس الدولة، والمنتدب للعمل مستشار قانوني لوزارة الصحة، حيث أوصى المنشاوي بعدم وجود جدوى من تعيين مساعدين للوزير؛ للحد من الرواتب التي يحصل عليها المساعدون” جاء ذلك على خلفية رغبة الوزير خالد عبد الغفار في الإطاحة برجال هالة زايد من وزارة الصحة بعد إسنادها إليه، فكان “المنشاوي” هو الخبير الذي شرعن له تلك الإطاحة بسهولة ويسر.

إلى ما سبق ومن جهة أخرى، يتحدث آخرون عن دعم آخر للدكتور أحمد المنشاوي في اقتناصه رئاسة جامعة أسيوط، إلى جانب الأقاويل عن دعم من شقيقه محمد المنشاوي المقرب من الوزير، هذا الدعم الآخر متجسد في شخصية برلمانية نافذة، استنادًا إلى أن الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط المرتقب اختياره لرئاسة الجامعة، هو زوج الدكتورة أماني محمد عمر وكيلة كلية الطب لشئون التعليم والطلبة، شقيقة النائب ياسر عمر وكيل لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، إذ اشتعلت جلسات النميمة داخل دوائر النخبة في جامعة ومحافظة أسيوط عن قيادة “عمر” لـ”لوبي” من النواب وشخصيات نافذة في البلاد لدعم تولي الدكتور أحمد المنشاوي رئاسة الجامعة، حتى وإن كان الأصغر سنًا عن بقية المرشحين للمنصب، الذين تقول دوائر أكاديمية في وزارة التعليم العالي وجامعة أسيوط، قد استسلموا أو استيأسوا من أن تنتهي المنافسة لصالحهم مع شقيق الرجل القوي في وزارة التعليم العالي والساعد الأيمن للوزير.