بعد أيام من إبرام نقابته اتفاقًا مع مستشفى سعاد كفافي التابعة لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا يقضي بتقديم المستشفى خدمات طبية مميزة لأعضاء نقابة الإعلاميين تهاتفتُ بالأمس مع نقيبها طارق سعدة أسأله بشكل قاطع عن محمد فودة المستشار الإعلامي للجامعة هل صحيح أنك منحته عضوية في نقابة الإعلاميين، في ظل مساعيه شرعنة وصف نفسه بالإعلامي برغم إقراره في التحقيقات أثناء اتهامه بتقديم الرشوة إلى وزير الزراعة ونائبه في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة بأنه حاصل فقط على مؤهل متوسط، وحتى هذا المؤهل المتوسط لم يتأكد أصلًا حصوله عليه إذ تؤكد المصادر أنه حاصل على الإعدادية، قال سعدة بشكل قاطع أن محمد فودة ليس عضوًا بنقابة الإعلامين.
أستطيع أن أصدق “سعدة” برغم عشرات المصادر التي تخوفت من أن يكون هذا الاتفاق الذي أبرمه بصفته نقيبًا للإعلاميين مع جامعة مصر للعلم والتكنولوجيا التي يدير محمد فودة قطاعات مهمة فيها جزء من اتفاق أوسع يحصل بمقتضاه فودة على عضوية نقابة الإعلاميين.
أستطيع أن أصدق طارق سعدة لأنه للأمانة لم يناقشني في السؤال بل حسم الرجل هذا الجدل بجملة قاطعة قال فيها بكل وضوح: محمد فودة ليس عضوًا بنقابة الإعلاميين.
إلى ما سبق وفي ظل مطاردة نقابة الصحفيين لمحمد فودة لمنعه من انتحال صفة صحفي ببلاغ رسمي إلى النائب العام، ونفي نقيب الإعلاميين بشكل قاطع حصول محمد فودة على كارنية العضوية فيها فإن رؤساء مجالس إدارة ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية التي تنشر أخبارًا لمحمد فودة أو عنه مسبوقًا اسمه فيها بالإعلامي أو الكاتب الصحفي يصبحون شركاء معه في انتهاك القوانين المنظمة للعلم الصحفي والإعلامي في مصر.
في الإطار عاليه ألم يحن الوقت لأن يسأل أهل القرار في مؤسسات الدولة الرسمية أنفسهم كيف يكون شعور الألاف من أبناء المهنة وهم لا يكادون يستطيعون توفير احتياجاتهم الضرورية من المأكل والملبس بينما هذا الكائن الدخيل على مهنة الصحافة والإعلام قد كوّن لنفسه ثروة تخطت المليار جنيه من وراء انتحاله صفة صحفي أو إعلامي وهي الصفة التي يوظفها أسوأ توظيف في إفساد الذمم على حساب سمعة وصورة وشكل مهنة الصحفي والإعلامي، المهنة التي باتت مهنة من لا مهنة لهم يتربحون منها بألف ألف ضعف مما يكسبه الأبناء الشرعيين لها؟!
ألم تحن الفرصة لأن تتصدى أجهزة الدولة لإنحرافات محمد فودة الواضحة وضوح الشمس وهو يستغل منصاتها الإعلامية والصحفية في التربح وإفساد المسئولين، وذلك كله مثبت بالصوت والصورة؟
كلنا أمل أن يفعلوا وإلا فلا أمل إلا في السيد رئيس الجمهورية أن يتصدى لإنحرافات هذا الإعلامي المزيف وقد باتت سيرته تزكم الأنوف في الأوساط الصحفية والسياسية والإقتصادية ورجال المال والأعمال من أنه يحظى برعاية شخصية من مسئول بارز في جهاز سيادي، وهي المزاعم التي يروجها عن نفسه، ويروجها له أفراد عصابته الذين يتربحون منه ومعه وهم رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير في صحف الدولة الرسمية تعرفهم الأجهزة الأمنية بالإسم، حتى بات الجميع في الحكومة ومؤسساتها يهابونه وينفذون له ما يطلب قبل أن يطلبه بوضوح.
أقوال المتهمين والشهود في قضية الفساد الكبرى بوزارة الزراعة تكشف كل ذلك بوضوح من أنه دخل اليهم وتداخل معهم بصفته مديرا للتحرير في جريدة اليوم السابع ومستشار للتحرير في شبكة قنوات سي بي سي وغيرها من الصحف والفضائيات.
عبده مغربي
رئيس تحرير البلاغ