وجّه الملك عبد الله الثاني ملك الأردن تحذيرًا شديد اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية القادمة من تجاوزها الخطوط الحمراء الأردنية فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس، و أعرب عن قلقه من اندلاع اضطرابات فلسطينية واسعة النطاق.
وقال عبد الله: “يجب أن نقلق من الانتفاضة القادمة. وإذا حدث ذلك، فهذا انهيار كامل للقانون والنظام ولن يستفيد منه الإسرائيليون ولا الفلسطينيون”
إلى ذلك وتعتبر المملكة الأردنيه نفسها وصيًّا عربيًا واسلاميًا على الحرم القدسي، مما قد يؤدي إلى صدام محتمل مع المشرعين المتشددين من ائتلاف رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو مثل رئيس حزب “عوتسما يهوديت” إيتامار بن غفير، الذي يدفع لتعزيز سيادة إسرائيل على الموقع المقدس في القدس والسماح بالعبادة اليهودية هناك.
وأشار الملك عبد الله بدون ذكره أسماء إلى أنّ: “هناك دائمًا أشخاص سيحاولون الدفع بهذا الأمر وهذا مصدر قلق”.
“إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا.. أريد دائما أن ننظر إلى نصف الكأس الممتلئ، لكننا وضعنا خطوطًا حمراء وإذا أراد الناس تجاوز تلك الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك”، يقول العاهل الأردني.
وأشار الملك عبد الله إلى أن “هناك الكثير من الناس في إسرائيل قلقون بقدر قلقنا”.
ويضم الحرم القدسي المسجد الأقصى، ثالث الأماكن قدسّة عن المسلمين.. والذي يزعم اليهود أيضًا أنه الموقع التاريخي للمعبدين اليهوديين القديمين، مما يعتبرونه أقدس موقع في اليهودية.
وسيطرت إسرائيل على الحرم القدسي والبلدة القديمة في القدس من الأردن في حرب عام 1967.. لكنها سمحت لهيئة الأوقاف الأردنية أن تحتفظ بالسلطة الدينية على الحرم، وبموجب معاهدة السلام لعام 1994، اعترفت إسرائيل بـدور عمان الخاص على المواقع الإسلامية المقدسة في القدس.
إلى ذلك قال موقع “تايمز أوف إشرائيل” أن : “أي تغييرات ولو صغيرة في القدس يمكن أن تكون دافعّا لاحتجاجات قد تتصاعد إلى العالم الإسلامي الأوسع.
وقال الموقع : “لطالما دفع بن غفير وغيره من السياسيين اليمينيين المتطرفين لتغيير الوضع الراهن، الذي يُسمح بحسبه فقط للمسلمين بالعبادة داخل الحرم، بينما يمكن لليهود زيارة الموقع دون أداء الصلوات هناك”.
“تايمز أوف إشرائيل” أشار إلى أن : ” زعيم “عوتسما يهوديت” سيرأس وزارة الأمن القومي الجديدة التي تشرف على الشرطة في الحكومة المقبلة.. وتضع الشرطة الإسرائيلية السياسات اليومية في الحرم القدسي، مما قد يعطي بن غفير نفوذاً كبيراً على الترتيبات في القدس”.
لكن الاتفاق الائتلافي الذي وقعته كتلة نتنياهو ينص على الحفاظ على الوضع الراهن “فيما يتعلق بالأماكن المقدسة.
يذكر أنه خلال ولاية نتنياهو الأخيرة كرئيس للوزراء بين عامي 2009 و2021، تدهورت العلاقات بين تل أبيب وعمان بشكل ملحوظ، حيث قال عبد الله في عام 2019 إن العلاقات كانت “في أدنى مستوياتها على الإطلاق” بعد سلسلة من الأحداث التي دفعت الأردن لاستدعاء سفيره لدى إسرائيل.
وشملت الخلافات منع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك من التحليق فوق الأردن في طريقه إلى أبو ظبي، بعد الغاء زيارة ولي العهد الأمير حسين إلى الحرم القدسي.