في سابقة غريبة، دخلت الإمارات على خط أزمة “سد النهضة” الإثيوبي، بصفتها عضوا في مجلس الأمن، عبر خطاب وجهته أمس إلى الأمم المتحدة، أكدت فيه دعمها لجهود الاتحاد الأفريقي، والدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في عملية التفاوض بشأن السد، والوصول إلى اتفاق قانونى.
وجاء فى البيان، أن “دولة الإمارات تؤكد على الدور المهم للاتحاد الأفريقي، وترحب بالتزام الدول الثلاث بالمفاوضات التي يقودها الاتحاد، كما تشجعهم على مواصلة التفاوض بحسن نية، كما تؤمن الإمارات العربية المتحدة بإمكانية اختتام المفاوضات حول سد النهضة الأثيوبي الكبير بشكل ناجح، وتقر بالفرصة القيمة التي يتيحها ذلك لدعم التكامل الإقليمي، وتسريع وتيرته مع تعزيز التعاون والتنمية المستدامة في المنطقة وخارجها، وبروح إيجاد حلول أفريقية للتحديات الأفريقية”.
وأضاف البيان أنه “مع مراعاة التقدم الذي تم إحرازه من خلال مبادرات مختلفة تم الاضطلاع بها لدعم العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، تؤمن دولة الإمارات بأن إعلان المبادئ لعام 2015 بشأن سد النهضة الإثيوبي يبقى مرجعًا أساسيًا، إضافة إلى إنها تدعم الأطراف الثلاثة في التوصل لاتفاق وحل اختلافاتهم لتعظيم المكاسب لهم ولشعوبهم”.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى الأسبق، “هذا بيان غريب صادر من الإمارات كعضو بمجلس الأمن، كما إنه لا يليق بمكانة الإمارات العربية في قلوب المصريين”.
وأضاف علام، في تصريحات اليوم، أن “البيان الصادر عن بعثة الإمارات يتضمن مغالطات كثيرة، إذ يساوى ما بين مصر والسودان من جهة وأثيوبيا من جهة أخرى، ويدعى أن الدول الثلاثة لها نفس الرغبة فى التوصل لاتفاق، على الرغم من معرفتها بأن أثيوبيا تعوق أي مسارات تؤدى الى التوصل لاتفاق يلبي احتياجات القانون الدولي”.
وأشار علام، إلى أن “الإمارات تلقى بالمسئولية بدفع المفاوضات على الاتحاد الأفريقي العاجز، رغم إعاقة أثيوبيا لجميع المحاولات التى حاولتها كل من مصر والسودان أو الاتحاد الأفريقي. الإمارات مطلوب منها العودة لمسار التأخى الفاضل سريعا، والذى تعودناه منها حكومة وشعبا”.