كتبت هنا قبل فترة على صفحتي هذه أن الزميل أسامة هيكل يريد أن يخلف الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد في رئاسته المجلس الأعلى للإعلام، وقتها دخل هنا الزميل هيكل معلقًا ونافيًا عدة أمور تناولتها في “البوست” ومنها سعيه إلى خلافة الكاتب الكبير في رئاسة الأعلى للإعلام، موكدًا بشكل قاطع أنه لا يسعى ولا يريد أن يصبح رئيسًا للمجلس الأعلى للإعلام، على أن الموضوع الذي كان “هيكل” أكثر حرصًا في نفيه عن نفي مساعيه خلافة “مكرم” هو أنه (..يتقاضى شهريًا مبلغ 38 الف دولار ..) من مدينة الإنتاج الاعلامي، إذ نفى الزميل هذه المعلومة أيضًا وبشكل قاطع وقال أيضًا أنه لا يتقاضى هذا المبلغ كما أنه لا يقاضى راتبه بالدولار، ورفض الإفصاح عن مرتبه وقتها.
اليوم تأكدت تمامًا من صدق الزميل “هيكل” في ماجاء وأكد عليه هنا في الصفحة من قبل.. تأكدت من صحة نفيه الأمرين، أمر مساعيه خلافة “مكرم” وأمر مرتبه الشهري.
والحقيقة أن تولي الزميل “هيكل” رئاسة المجلس الأعلى للإعلام -الهيئة الدستورية المستقلة التي تتولى ملف الإعلام في البلاد- تعني أنه لابد له أن يتخلى عن مواقعه الخمسة التي يتولاها الآن، وهي:-
⚫️ عضويته و رئاسته لجنة الإعلام في مجلس النواب
⚫️ رئاسته مدينة الانتاج الاعلامي.
⚫️ عضويته في مجلس إدارة الشركة المصرية للإتصالات.
⚫️ عضويته في الجهاز القومي للاتصالات.
⚫️ عضويته في مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية “نايل سات”.
إضافة إلى ما سبق فهو أيضًا صحفي مقيد في جداول المشتغلين بنقابة الصحفيين ويحصل منها على البدل النقدي للتدريب
أعتذر للزميل.. فقد تبين لي أنه لا يمكن أبدًا أن بفكر في خلافة “مكرم” على الإطلاق، وإن فكر.. يصبح عبيطًا ومعلوماتي أنه ليس بعبيط، فكيف يتخلى عن وظائفه الخمسة التي يتقاضى منها إجمالًا ما يقل أو يزيد قليلًا عن مليون جنيه شهريًا ثم يتركها ويقبض فقط 26 الف جنيه بعد الاستقطاعات هي إجمالي ما يحصل عليه الأستاذ “مكرم” عن رئاسته الأعلى للإعلام؟!
بحسبة مالية بحتة فإن “هيكل” لو عرضوا عليه خلافة الرئيس السيسي فإنها لن تكون مجدية له من الناحية المالية، إذ يحصل الزميل على 23 ضعف مرتب رئيس الجمهورية، بل لو عرضوا عليه مرتب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية فإنه بنفس الحسبة المالية يجب أن يرفض الزميل، خاصة إذا علمنا أن مرتب “ترامب” السنوي فقط 400 الف دولار أي 6 ملايين و400 الف جنيه مصري في العام، بينما يقبض الزميل من إجمالي وظائفه الخمسة 12مليونًا كل عام، أي ضعف تقريبًا مرتب رئيس أكبر دولة في العالم.
قال إصلاح إعلام قال.. ياعم روحوا بلا حرقة دم معاكم ع الصبح، فهذا الأسامة هيكل الذي يتربع على عرش صناعة الإعلام، لم يُذكر له مقال واحد له قيمة مهنية طوال تاريخه الصحفي إن صح أن نقول أن له تاريخ أصلًا
ثروة أسامة هيكل تبدو مشروعة من الناحية القانونية، وإن كنت أشك وهو يجمعها من وظائف يتعارض تقلده لها مع عضويته في مجلس النواب، لكن من غير المشروع أن الذين يتحدثون عن إصلاح الإعلام هم الذين أفسدوه وعلى رأسهم أسامة هيكل، وياسر رزق وخالد صلاح وضياء رشوان وغيرهم ممن يسيطرون على المشهد الإعلامي من عهد ما قبل الأسرات ومازالوا.
قال بعض الأحباب: عمال تهاجم فيهم بقالك مدة والله ليولعوا فيك فقلت: مش فارقة والله.. انا مولع خِلْقة.
صديقي الصحفي الموهوب الذي يفيض ثقافة وعذوبة، ويمتلك ناصية الجملة والكلمة، مات قبل أيام وهو يعبر الطريق، إلى الجهة الأخرى حتى يوفر ثمن أجرة التاكسي، لأن الإعلام الذي تسيطر عليه هذه العصابة حرمه من حقه في حياة كريمة يستحقها، وصديقي الثاني الذي مات قبل شهور رفض ضياء رشوان أن تتحمل نقابة الصحفيين تكاليف سرادق العزاء، برغم أن الأرشيف الصحفي للزميل الراحل يزن أكثر من ثلاثة أضعاف جسم ضياء رشوان لو وضعنا الأرشيف وضياء على كفتي ميزان، بينما صديقي الحي الذي حوّل سيارته إلى تاكسي تحت الطلب في شركة أوبر لم يجد من الوقت ما يكفي لأن يعزف العزف الذي تعوده بالكلمات على لوحة المفاتيح، أخبرني قبل أيام أنه نسي مواضع الحروف عليها.
الفساد والمحسوبية والشللية أفسدت الإعلام حتى أن مقاولا وممثلًا فاشلًا بكاميرا موبايل نال من استقرار الدولة في لحظة هوان، هوان صنعه بكل أسف هؤلاء الذين أفسدوا الإعلام ويطالبون اليوم بإصلاحه.
عمركم شفتم كده وضاعة