تراجعت العائدات السياحية في تونس بنسبة 51 بالمائة، في العاشر من يوليو الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي وفق مؤشرات نشرها البنك المركزي، رغم منح المجلس العالمي للسفر والسياحة علامة السفر الآمن لتونس، على خلفية نجاحها في تطويق أزمة جائحة كورونا صحيا.
ورغم سعي وزارة السياحة للترويج لتونس كوجهة آمنة و اعتماد بروتوكول صحي صارم لحماية السياح والعاملين في القطاع، إلا أن واقع الحال يشير إلى تضرر القطاع السياحي بشكل لافت.
ويقول جابر بن عطوش رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار، إن خسائر الوكالات بلغت حتى 15 أبريل الماضي 350 مليون دينار، و من المتوقع أن تصل مع نهاية العام إلى 2 مليار دينار، ما يعادل 100 مليون دولار.
ويضيف بن عطوش أن نسبة النشاط السياحي الحالي لا تمثل سوى 10 بالمائة من نشاط الفترة نفسها من العام الماضي، حتى أن ألمانيا، الحليف التقليدي، لم تسمح بعد لمواطنيها بالقدوم إلى تونس.
وعن مدى تأثير الأزمة السياسية الحالية على قطاع السياحة، أوضح رئيس جامعة وكالات الأسفار أن عدم الإستقرار الحكومي يخيف المهنيين الذين بدؤوا إصلاحات مع الوزير الحالي، إذ قد تتعطل هذه المشاريع بسبب الأزمة الحكومية.
ولا بوادر لعودة النشاط السياحي بحسب المهنيين، حيث أن استقبال السياح مرتبط بفتح الحدود و عودة حركة الطيران بشكل طبيعي، بينما تمثل السياحة الداخلية 20 بالمائة فقط من حجم السوق، وتنشط خاصة خلال العطل المدرسية.
في السياق، قال وزير السياحة محمد علي التومي، في جلسة أمام مجلس نواب الشعب، إنه آن الأوان لتغيير نمط السياحة في تونس، التي تعتمد مند الستينيات على الشواطئ ومتعهدي الرحلات وتحافظ على أوروبا سوقا أولى لمنتوجها، وهو ما وجب تطويره خاصة في ظل المنافسة وظهور متطلبات جديدة للسوق العالمية.
ويشير وزير السياحة إلى أن القطاع يساهم بنسبة تتراوح بين 7 و14 بالمائة في الناتج القومي الخام، وهي نسبة مفقودة في المناطق الداخلية رغم ثرائها الحضاري والثقافي والتاريخي.
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الجامعة التونسية للنزل خالد الفخفاخ أنه لم يعد بالإمكان الحديث عن موسم سياحي في تونس لأن الشروط التي وضعت بالتعاون مع وزارة الصحة مجحفة، حتى أن بعضها يمنع السياح الجزائريين القادمين عبر البر من دخول تونس.
ويرى الفخفاخ أن التعويل على السوق المحلية لن ينقذ الموسم وأن 60 بالمائة من النزل ستغلق أبوابها خلال هذه الضائفة.
الجدير بالذكر أن النشاط السياحي الذي يعيش اليوم أزمة خانقة كان يتخذ مسارا إيجابيا قبل فيروس كورونا، الذي حدد حركة السفر والتنقل عبر العالم، وقد سبق وأن بلغت إيرادات السياحة في الربع الأول من العام 297 مليون يورو، وهو أعلى مستوى وصلت إليه منذ العقد الماضي.