يُعتبر عبد الحميد الشواربي أول رجل أعمال يرأس القلعة البيضاء، لكنه فشل في أن يقدم أي شيء يُذكر لنادي الزمالك وجماهيره، فاستقال بعد مرور 3 أشهر فقط من توليه رئاسة الزمالك، ليعلن رحيله وترك منصبه، مؤكدًا أن رجال الأعمال لا يصلحون لرئاسة النادي، فرئاسة النادي الأبيض كانت “صفقة خاسرة” بالنسبة له كرجل أعمال حسبما ذكرت عائلته في حوار صحفي سابق، وقتها كانت تجربته مقلقة بالنسبة لرجال أعمال فكروا في اتخاذ خطوات تجاه كرة القدم، أوقفت الكثير منهم وتراجعوا، عكس الوقت الحالي والذي أصبحت فيه كرة القدم ملاذًا لرجال الأعمال في مصر وحول العالم.
وفي السطور التالية نستعرض مقتطفات من حياة أول رجل أعمال يرأس القلعة البيضاء، وكذلك أشياء أخرى عن عائلته التي تصدت للإستعمار الفرنسي..
حياته العملية قبل رئاسة الزمالك
عرفت عائلة الشواربي بعائلة رجال الإعمال والأغنياء في مصر منذ عصر سعد زغلول، وكان عبد الحميد الشواربي أحد أجداد تلك العائلة وكان يشغل منصب مدير عام المساحة وسك العملة سنة 1914، حيث سعى الرجل إلى جمع أنساب العائلة واحتفظ بشجرتها وورثها لأبنائه، بعد أن حصل عليها من دار المحفوظات المصرية، ولا تزال متواجده حتى الآن داخل منازلهم.
رئاسة الزمالك
كان يرأس نادي الزمالك الدكتور محمد شوقي والذي رأس الأبيض من عام 1952 حتى عام 1955، وهو من نجح بنقل نادي الزمالك لمقره الحالي بميت عقبة،ورأى أعضاء نادي الزمالك حينها أنه لابد من الاستعانة برجل أعمال يدير القلعة البيضاء، فرحل محمود شوقي ليأتي بدلًا منه عبد الحميد الشواربي، ولكنه لم يستمر طويلاً، ورحل بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه مهمة رئاسة القلعة البيضاء، وقال إن رجال الأعمال لا يصلحون لرئاسة الزمالك فرئاسة الأبيض صفقة خاسرة.
ماذا قدم للأبيض
لم ينجح الشواربي في تقديم أي شيء للقلعة البيضاء، فإهتمامه بأعماله الخاصة كان الأكثر جديًا بالنسبة له، وحينما رأى بأنه سيفشل حال استمراره في رئاسة الأبيض فترك منصبه حينها لمحمد شوقي، ليعود مُجددًا لرئاسة الأبيض بعد رحيل الشواربي.
عائلة الشواربي في مصر
«الأمير الشواربى» رجل عربى قرشى، من قبيلة جرهم، وهى إحدى القبائل التى نزحت من نجد فى شبه الجزيرة العربية ثم استوطنت الحجاز، وجاء الشواربى مع عمرو بن العاص إلى مصر أثناء الفتح الإسلامى، وأسس العائلة فى مصر، واستوطن فى البداية منطقة الفيوم، لكنه بعد فترة أخذ أهله ورحل إلى شبرا واستوطن فيها وأسس عائلته هناك. ثم استقرت العائلة فى المنطقة المسماة بقناطر «المنجا» فى آخر قليوب، وعرفت العائلة الكثير من حكايات أجدادهم ونسبهم من جدهم عبد الحميد بك حسنى الشواربى، مدير عام المساحة وسك العملة سنة 1914، حيث سعى الرجل إلى جمع أنساب العائلة واحتفظ بشجرتها وورثها لأبنائه، بعد أن حصل عليها من دار المحفوظات المصرية، ولا تزال عندهم حتى الآن.
قصة تاريخية لأحد أفراد العائلة
سليمان الشواربى كان أحد أبناء العائلة وشيخًا لهم أي ” كبير” العائلة، وكان رجلًا وطنيا لم يحتمل أن تكون لفرنسا موطئ قدم فى بلده، فأسس جيشا مع الفلاحين، لمهاجمة الفرنسيين أثناء دخول الحملة الفرنسية مصر ومرورها بطريق قليوب، ودارت معركة حامية عند منطقة «سرياقوس»، لم يحالف النصر فيها جيش الفلاحين، لكن الفلاحين عادوا واحتموا بمدينة قليوب، وحفروا حولها خندقا لحمايتهم من الفرنسيين، فما كان من نابليون إلا أن بعث الشيخ السادات والشناوى إلى شيخ الشواربية سليمان الشواربى لمفاوضته على أن يتولى بر مصر، واصطحباه إلى القلعة حيث يحكم نابليون، وهناك غدر به الفرنسيون فحبسوه 15 يوماً، مع 10 من عساكره حتى تم إعدامه شنقا فى نفس يوم إعدام سليمان الحلبى، وتصالحت العائلة مع الفرنسيين بعد ذلك على إعطائهم جثته مقابل 500 قطعة من الذهب.