بعد حياة حافلة بالعطاء لمصر، والإخلاص الشديد لها، رحل عن عالمنا الفريق محمد سعيد العصار، وزير الإنتاج الحربي، عن عمر يناهز 74 عاما.
وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجنازة العسكرية لوزير الدولة للإنتاج الحربي الفريق فخري محمد سعيد العصار الذي وافته المنية.
وأقيمت الجنازة بمنطقة المراسم العسكرية بمسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس، بحضور الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب، والدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة، وعدد من قدامى قادة القوات المسلحة.
قال عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي: فقدت مصرنا العزيزة رجل دولة من طراز فريد وقيمة وطنية عظيمة هو الفريق محمد العصار – وزير الدولة للإنتاج الحربي – والذى وافته المنية، لقد كان الفقيد من أخلص الرجال الذين خاضوا غمار التحدي من أجل وطننا العظيم، ولم يدخر من أجله جهدا، بل كان دائماً فى صدارة رجال مصر المدافعين عنها في لحظات فارقة ودقيقة من تاريخها.
والدكتور محمد العصار من مواليد 3 يونيو 1946، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوي، وشغل منصب وزير الدولة للإنتاج الحربي منذ 19 سبتمبر 2015 في وزارة شريف إسماعيل، واستمر في المنصب في وزارة مصطفى مدبولي حتى وفاته في 6 يوليو 2020، وشغل العصار سابقاً منصب مساعد وزير الدفاع لشئون التسليح، وكان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
في يوليو 2011 ترأس العصار الوفد العسكري إلى الولايات المتحدة لإجراء حوار استراتيجي، والذي عقد ثلاث لقاءات موسعة مع شخصيات بارزة في مراكز الأبحاث الأمريكية، بمقر مكتب الدفاع المصري، ومعهد السلام الأمريكي، وأربعة مراكز أبحاث، بجامعة الدفاع الوطني الأمريكية، أكد خلالها العصار ثوابت القوات المسلحة في التعامل مع الأوضاع القائمة في البلاد، والتي شملت:
أن المجلس العسكري ليس امتداداً للنظام السابق، ويريد إحداث تحول حقيقي في الحياة السياسية المصرية، وأن المجلس العسكري يقف على مسافة واحدة من جميع القوى الموجودة على الساحة، وأن القوات المسلحة تعمد إلى استعادة العملية السياسية وإجراء الانتخابات البرلمانية وكتابة الدستور الجديد وانتخاب رئيس جديد للبلاد، وأن القوات المسلحة هدفها التركيز على دورها في حماية البلاد خاصة في ظل الاضطراب الحالي في المنطقة، وأن المجلس العسكري يعتبر كل الشباب في ميدان التحرير من الوطنيين والمخلصين، وأن مصر لن تسمح بالمراقبة الأجنبية للانتخابات، ولكنها سوف تسمح للزوار الأجانب بالإطلاع على العملية الانتخابية وليس المراقبة داخل اللجان، وأن عملية كتابة الدستور منوط بها البرلمان المقبل، وهو الذي سوف يختار لجنة كتابة الدستور دون تدخل من القوات المسلحة، وأن المجلس العسكري لا يتدخل إطلاقاً في عمل السلطة القضائية والخطوات القانونية المتصلة بمحاكمة رموز النظام السابق، وأن هناك خلافاً مع الولايات المتحدة حول عمليات تمويل منظمات المجتمع المدني غير المرخص لها رسمياً، ومن غير المقبول السماح بتقديم أموال تمس السيادة الوطنية.
حصل العصار على بكالوريوس الهندسة في الكلية الفنية العسكرية عام 1967، ثم ماجستير الهندسة الكهربائية، بالإضافة إلى درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية، وشارك في حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر كأحد عناصر أطقم إصلاح كتائب صواريخ الدفاع الجوي، وتقلد كافة الوظائف الرئيسية لمنظومة التأمين الفني للدفاع الجوى.
ارتقى العصار في المناصب داخل القوات المسلحة حتي عين مساعداً لرئيس هيئة تسليح القوات المسلحة للبحوث، ثم رئيساً لهيئة التسليح، فمساعداً لوزير الدفاع لشئون التسليح، ثم مستشاراً لوزير الدفاع للبحوث الفنية والعلاقات الخارجية.
وبسبب تميزه بالدبلوماسية والهدوء، أسندت إليه مهام اتصالات القوات المسلحة مع مسئولي الدول الأجنبية.
وفي 19 سبتمبر 2015 أدى العصار اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيراً للإنتاج الحربي في وزارة شريف إسماعيل، وفي 26 يونيو 2020 أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً بترقيته إلى رتبة فريق فخري مع منحه وشاح النيل.
وتُوفي الفريق محمد العصار في 6 يوليو 2020 عن عمرٍ ناهز 74 عامًا.
رحم الله الفريق العصار، الذي كان رجلا من أخلص رجال مصر.