في سياق جهود تقارب طهران والرياض التي بدأت منذ نحو 6 أشهر، وبوساطة صينية، قام وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بزيارة رسمية إلى السعودية في 17 أغسطس 2023. وخلال هذه الزيارة، أكد عبد اللهيان على أهمية التوحيد والتعاون والحوار، مؤكداً أن علاقات بلاده مع السعودية “تسلك مساراً صحيحاً”.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن اللقاء الذي جرى في مقر وزارة الخارجية السعودية “سيمهد الطريق للقاء قادة البلدين”، دون تحديد موعد لزيارة الرئيس إبراهيم رئيسي للرياض بدعوة من العاهل سلمان بن عبد العزيز. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن عاهل السعودية قد دعا رئيس إيران لزيارة الرياض.
وتتزايد الاهتمامات والتحليلات حول هذا التقارب، وترى صحيفة “روزكار” الإيرانية أن هناك عدة نقاط يجب مراعاتها في هذا السياق:
1. التدخل الأمريكي والتقارب مع إسرائيل: في الآونة الأخيرة، شهدت السعودية زيارات عديدة من مسؤولين أمريكيين، مما أثار تكهنات بشأن توجهها نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. هذه الزيارات تزامنت مع تصاعد الأخبار حول اقتراب السعودية وإسرائيل من تحقيق اتفاق.
2. الحاجة للدبلوماسية الفعالة: يعتبر تعزيز التفاعل مع السعودية وتحسين العلاقات الإقليمية مهمة حيوية في هذه المرحلة، وذلك لتعزيز الاستقرار في المنطقة وصدها عن إسرائيل.
3. التعاون مع دول الخليج: تعتبر الدول العربية في الخليج، وخاصة السعودية، شركاء مهمين لإيران في التفاعل الإقليمي، ويجب تضمين هذا التعاون في سياستها الإقليمية.
4. دور السعودية الإقليمي: تحتل السعودية مكانة مهمة في العالم الإسلامي، وتمتلك إمكانيات عالية يمكن استغلالها لحل الأزمات الإقليمية إذا تم تعزيز التفاعل معها.
5. مكافحة مؤامرات الولايات المتحدة وإسرائيل: يجب استخدام جميع القدرات المتاحة لزيادة التفاعل السياسي مع الجيران، بما في ذلك السعودية، لمواجهة مخططات الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
6. العوامل الدينية والثقافية: الدين يلعب دورًا كبيرًا في التوترات بين إيران والسعودية نظرًا لأهمية الكعبة والحرمين الشريفين في السعودية بالنسبة للإسلام السني ولدور إيران كحامية للإسلام الشيعي.
7. الحفاظ على الاستقرار الإقليمي: تسعى السعودية للمحافظة على تفاعلها مع جيرانها وللعب دورها الإقليمي، وهذا يشمل حل الأزمات والحد من التوترات الإقليمية.
8. الدور الصيني والتوسط في استعادة العلاقات: يجدد الدور الصيني في توسيط عملية تقارب العلاقات بين إيران والسعودية، وهذا يظهر واضحاً في استعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطته.
9. التحديات القائمة: تبقى هناك تحديات مثل البرنامج النووي الإيراني، الحرب في اليمن، وأمان الممرات المائية في المنطقة، وهذه القضايا ستستدعي تعاونًا بناءً بين البلدين.
تنبؤات مستقبلية تشير إلى أن هذا التقارب بين إيران والسعودية يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار في المنطقة ومكافحة مؤامرات إقليمية قد تشنها الولايات المتحدة وإسرائيل، تقول الصحيفة الإيرانية