يُضربْ فيما يضرب من الأمثال الشعبية هذا المثل الشعبي الذي يصف من تشغله التوافه عن الأمور العظيمة، فيتصدر لها، يقولون: (تعرف الهايف بإيه ؟ فيكون الجواب: يجي في الفارغة ويتصدر)، وهذا ما انطبق وينطبق كل يوم على غير المُبجل وزير دولتنا للإعلام بسبب ما اعترى ويعتري مواقفه الرسمية في الغالب مِن تفاهات.
كتب / عبده مغربي
فبعد عشرة أيام بالتمام والكمال من إرساله خطابًا إلى نقيب الإعلاميين يطلب فيه إفادته بأسماء “.. الإعلاميين الذين يظهرون على شاشات القنوات المختلفة دون الحصول على عضوية النقابة، ومن منهم تقدم بالفعل ومن لم يتقدم” تلقى اسامة هيكل وزير الإعلام درسًا قاسيًا من نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة، قال له فيه أن قرار رئيس الوزراء بشأن اختصاصات وزير الدولة للإعلام ليس من بينها الإشراف على نقابة الإعلاميين.
والمُطلع على أعمال “هيكل” منذ توليه منصبه وزيرًا للإعلام يجد أنه تقاعس عن أداء اختصاصاته الرسمية التي جيء به في الأساس من أجلها، خاصة في تلك الملفات التي أصبحت مصر في أمس الحاجة إلى خطاب إعلامي مهني يتفاعل معها، والتي بالطبع ليس أبرزها صمته التام في التصدي للأزمة التي تسبب فيها برنامج رامز جلال حين تقدمت وزارة الصحة رسميًا ببلاغ إلى النائب العام تطلب فيه وقف البرنامج الذي اعتبرت أنه “يتنافى مع آدمية الإنسان”، وقالت وزارة الصحة رسميًا في بلاغها: “.. لقد وجدنا أن البرنامج يحمل كثيراً من مشاهد العنف والتعذيب والسخرية والاستهانة بالضيوف والتلذذ بآلام الآخرين، والتنمر والاستهانة بآدمية الانسان”.
كتابات كثيرة تساءلت وقتها عن سر اختفاء وزير الإعلام عن هذه القضية التي شغلت الرأي العام..!، هل لأنه هو نفسه متورط فيها، بأن منحها وهو رئيس لمدينة الإنتاج الإعلامي حق البث من مدينة الإنتاج الإعلامي دون حصولها على التراخيص اللازمة، خاصة أنه قد سبق للمنطقة الحرة العامة الإعلامية التأكيد بأن القناة المُشار إليها ليست من القنوات المُرخص لها بالعمل بنظام المنطقة الحرة الإعلامية في مصر.
يعلم الجميع أن علاقة خاصة جدًا تربط بين قناة إم بي سي وبين السيد وزير الإعلام جعلته يصمت عن مجرد توجيه اللوم حتى للقناة في هذا البرنامج الذي أساء للضيوف والمشاهدين على حدٍ سواء، ثم وحينما أفاق من غفوته هذه، راح يجر شكل نقابة الإعلاميين بالتدخل في شئونها، دون أن يجهد نفسه لدقائق معدودة في مطالعة قرار رئيس الوزراء رقم 210 لسنة 2020 الذي نظًّم له اختصاصاته، والتي ليس من بينها بالطبع التدخل في أعمال نقابة الإعلاميين.
إل ما سبق ومن ضمن اختصاصات السيد اسامة هيكل في وزارة الإعلام: “.. إعداد خطط التعامل الإعلامي مع المواقف السياسية المختلفة محلياً ودولياً بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المختلفة..”، وهنا فليقل لنا قائل، أين هو دور السيد وزير الإعلام في إبراز الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الدولة؟ والتعريف بالمشروعات القومية الكبرى وأثرها على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، والتحديات التي كانت ستواجه الدولة المصرية إذا لم تقم باتخاذ هذه الإصلاحات التي تأخرت كثيرا.. وما هي خطته أو خطواته في التصدي للحرب الإعلامية التي يخوضها الإعلام المعادي ضدنا في ملفي سد النهضة وليبيا، وماذا فعل وهو المكلف بالتنسيق مع وزارة الخارجية والهيئة العامة للاستعلامات وغيرها من الجهات المعنية في إبراز مواقف مصر السياسية لدى الرأي العام الإقليمي والدولي..؟، ومحليًا.. لماذا اختفى تمامًا في أزمة نقابة الأطباء؟!
هل يفهم السيد أسامة هيكل أنه حينما يقتصر نشاطه على إصدار البيانات، وعمل اللقاءات التليفزيونية انما هو بذلك يتنافس مع المتحدثين الرسميين في الوزارات والجهات المختلفة؟!، وأن ذلك أبعد ما يكون عن ممارسة مهامه الرسمية، والتي ليس من بينها بالطبع التدخل في أعمال نقابة الإعلاميين.