لماذا يصمت “السويدي” على كل هذا؟ سؤال يبحث عن إجابة، سيكشف عنه دور الانعقاد الأخير لمجلس النواب، فإما أن يعود إلى موقعه السابق أو الطبيعي، أو أن يكون أخر دور انعقاد للمجلس هو أخر محطات المهندس محمد زكي السويدي السياسية، وبعدها لن يسمع عنه أحد، إذا استمرت الأوضاع كما هي عليه. فالسويدي الذي شغل موقع رئيس ائتلات دعم مصر (الأغلبية البرلمانية) لثلاث دورات متتالية، ورئيس لجنة الصناعة مثلهم، ورئيس اتحاد الصناعات ل3 دورات متتالية أيضاً، خسر كل هذا في أقل من شهرين، مع بداية دور الانعقاد الرابع للبرلمان، ومنذ ذلك الحين ظل صامتاً، لم يتحدث في الجلسات العامة سوى مرة أو أثنين، بعد أن كان المتحدث التلقائي للائتلاف أثناء الجلسات.
بدأ سقوط نجم “السويدي” بإعلانه عدم تقدمه للترشح على رئاسة ائتلاف دعم مصر في سبتمبر 2018 دون إبداء أسباب مقنعة في بيان مفاجيء، أصدره قبل أيام من انتخابات الجمعية العمومية للائتلاف، ولم يعرض البيان حتى على المكتب السياسي للائتلاف لاتخاذ موقف بشأنه، ليترك مقعده للنائب عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ! بعد أسبوعين تقريباً من نزول “السويدي” من كرسي “زعيم الأغلبية” ومع بداية دور الانعقاد الرابع، فوجيء الجميع بعدم ترشحه أيضاً علي رئاسة لجنة الصناعة التي كان يترأسها لثلاث دور انعقاد دون إبداء أسباب أيضاً، ويأتي بدلاً منه النائب محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، قبل أن ينتقل إلى لجنة الصناعة، ليتولى رئاستها بدلاً من رئيسها.
خسارة “السويدي” لأهم موقعين له بمجلس النواب، لم تكن أخر خسائره، فقد امتدت خسائر “رئيس الصناعات” لخارج البرلمان، فكان أولى القوانين التي أقرتها لجنة الصناعة برئاسة “فرج عامر” هو تعديل قانون “تنظيم الصناعات والغرف الصناعية والمجالس الإقليمية للصناعة” والذي تقدم به النائب أحمد سمير، أحد الاصدقاء المخلصين للسويدي. وبإصدار هذا القانون الذى ينص على إجراء انتخابات لاتحادات الصناعات والغرف هذا العام 2019، يكون المهندس محمد زكى السويدى قد فقد ثالث أهم مواقعه، وبعد إجراء انتخابات على موقع رئيس اتحاد الصناعات، الذى ظل يرأسه “السويدى” لثلاث دورات متتالية بالتعيين، وبعد أقل من شهر من فقدانه رئاسة ائتلاف دعم مصر. وينص مشروع القانون الذي خرج من لجنة الصناعات، فى مادته الثالثة على أن «يستمر مجلس إدارة الاتحاد ومجالس إدارة الغرف الصناعية القائمة فى تاريخ العمل بهذا القانون لمدة سنة تالية على انتهاء دورتها الانتخابية 2016 /19، وتجرى انتخابات الدورة التالية طبقاً لأحكام القانون المرافق ولائحته التنفيذية». وتبقى علامات الاستفاهم عن سبب سقوط “السويدي” من عرش الصناعات وزعامة الأغلبية قائمة، حتى يقرر صاحبها البوح بما فعل يستحق عليه دفع كل هذا الثمن. العام الأخير لمجلس النواب سيكون حاسماً في مسيرة هذا الرجل، فإما أن يعود ويتصدر وإما أن ينتهي دور الانعقاد على ما هو عليه، وبعدها لن يكون له وجود سواء في اتحاد الصناعات أو عضوية مجلس النواب أيضاً.