مراقبون أكدوا أن تكليف “عبدالرسول” الهدف منه “تستيف” أوراق “طلعت” حتى لا يتم استدعاءه للتحقيق في مئات الملايين المهدرة
في عالم الإدارة والأعمال، نجد أنفسنا أحيانًا نعبر عن يأسنا وخيبتنا من بعض القرارات والإجراءات التي تُتخذ، عندما يُسند الأمر إلى غير أهله، وكما يقول المثل العربي القديم: “كنت أبكي من عمرو فلما جاء زيد بكيت على عمرو”. يُظهر هذا المثل كيف أننا قد نتوقع تحسين الأمور عندما يرحل شخص كان سببًا في الأزمة، فيتم استبداله بآخر هو ذاته الأزمة.
وهكذا، يمكننا أن نقول بصدق: “مفيش فايدة”. وهو التعبير المناسب الذي يُظهر يأسنا من القيادات في شركة مصر للاسمنت قنا أن يحققوا الإصلاحات الضرورية المأمولة. ربما كنا نأمل أن تأتي تلك القيادات بحلول جادة واشخاص موثوق بهم لإصلاح الأوضاع، ولكن بدلاً من ذلك، تزيد الإشكاليات وتزداد الصعوبات. عندما يتم استبدال الرديء بالأردأ.
كنّا نتوقع من اللواء السيد عبدالفتاح حرحور أن يحقق في واقعتي توقف مصنعي المنيا وقنا عن الانتاج مدة ذادت عن الشهرين لكل مصنع بسبب سوء الادارة الفنيه من رئيس القطاع الفني بسام عبد الرسول الذي تخلّص من أخلص الكوادر الفنية التي قامت بتشغيل المصنعين دون بكفاءة عالية لسنوات، واستبدلهم بالأقل كفاءة وهو ما ترتب عليه ولأول مرة منذ قيام الشركة أن تتوقف ماكيناته عن التشغيل كل هذه المدة تحت بند الصيانة.
“مفيش فايدة” لأن الشكوك الآن تدور في احتمالية أن تكون الخطة مزيد من التدهور في المجموعة لحسابات غير مفهومة، فليس من المعقول ولا من المنطق أن يتم تكليف من كان سببًا في غالبية أزمات شركات المجموعة بمهمة قيادة هذه الشركات.. بسام عبدالرسول يحتاج إلى المحاسبة لا إلى التكريم يا سادة. أن تتم محاسبته على تشريده العديد من الكوادر؛ لا لشيء إلا لاعتراضهم علي طريقته في الإدارة الفنية للمصنعين وقراراته السيئه أثناء التشغيل وأثناء “العمرات” في المصنعين. ما شابها من شكوك، لا أن تقومون بترقيته.
أن تتم محاسبته على تركيزه إسناد أعمال العمرات وتوريد قطع الغيار لموردين ومقاولين بعينهم ليست لديهم العمالة الماهرة كما و ليست لديهم الخبرة اللازمة في القيام بمثل هذه الأعمال الفنية الدقيقة.
إحدى الرسائل الأخيرة التي وردتنا بعد تكليف بسام عبدالرسول بمهام العضو المنتدب تقول إن مصنع قنا توقف عن الانتاج مدة أكثر من شهرين لعمل عمرة، وقد كانت علي أكثر تقدير لا تستغرق اكثر من شهر واحد
ثم طالت المده دون تشغيل، بما تسبب بخسائر عظيمة بعشرات الملايين من الجنيهات.. وبدلًا من أن يتم عقابه على كل هذه الملايين المهدرة..تم تكريمه..! فهل هناك تفسير لذلك اقل من أن اللواء حرحور لم يعد قادرًا بالفعل على إدارة هذه المجموعة الكبيرة، المثير في هذه القصة أن مقربين من حرحور يقولون إن قرار تكليف بسّام عبد الرسول كان بتوصية من طارق طلعت، ليضمن عدم فتح ملفات الأخير بعد سفره إلى سلطنة عمان، وحتى لا تستطيعلا جهة رقابية الوصول إلى الأوراق التي تعكر صفو “حرحور” و “طلعت”.
المثير في ذلك كله أن جهة رقابية واحدة لم تفتش في أسباب توقف مصنع أسمنت المنيا عن العمل بعد الانتهاء من إجراء العمرة، ذلك أن المصنع وبعد بدء التشغيل توقف مره أخرى وتبين أن قاعدة المروحة الخاصة بتشغيل طاحونة الأسمنت غير صالحة للتشغيل اساسًا. ويتعين تغييرها قبل تركيب عامود التشغيل فعندما تم تركيب العامود البديل علي ذات القاعدة توقفت المروحة عن الدوران، وتعرّض العامود الجديد للتلف، ما تطلبت علملية اعادة تصليحة وتشغيله عشرات الملايين ستدفعها الشركة.
ويقول صاحب الرساله إن رئيس قطاع التشغيل أصدر بالأمر المباشر أمرًا بالتوريد لصالح شركة تكنولجيا الهواء المضغوط لتغيير طقم ساعات التشغيل، و “الأوردر تمامه ٥ مليون” لكنّ الشركة ستتكبّد ملاييين متضاعفة لهذا الرقم بخلاف ثمن تعمير الضواغط. وصاحب شركة “الرياض” الذي كان يعمل موردًا لقطع غيار إلى شركة قنا والمنيا قد تم تعيينه كمهندس تجهيزات في قسم تجهيزات مصنع قنا.. وبعد تعيينه يقوم الآن بتوريد قطع الغيار بأضعاف أثمانها الحقيقية، المصدّر أعلن استعداده الكشف عن هويته إذا جاءت جهة رقابية وفتحت هذا الملف.. “لكن مفيش فايدة”؛ يقول ذلك المصدر.. “لأن الكل متعشي”: يضيف.
المثير فيما كشفه ذلك المصدر أن عناصر معروفة لرئيس القطاع الفني الذي يقوم الآن بمهام العضو المنتدب يتقاضون مئات الالاف من الشركة سنويا دون وجه حق، فمثلا: ” الونش اللى يوميته ٢٠٠٠ ج بتبقى بـ ٨٠٠٠ج وبيتم التعاقد بأسماء شركات أخرى بخلاف شركة الرياض”
رساله أخرى وردت الينا تسأل: “ماذا فعل بسام عبد الرسول في الصين من يوم 15 مايو حتي 20 مايو الماضي؟
فرئيس القطاع الفني الذي يقوم بمهام العضو المنتدب كان يتفرغ للتنقل والتنزه بين فنادق خارج مصر وداخلها في فنادق الأقصر الفاخرة وفنادق المنيا الفاخرة علي النيل ويستمتع ببرامج الفنادق ليلا في السمر والتنزه، بينما ماكينات المصانع متوقفة عن الانتاج، فالرجل الذي تسجل سيرته الشخصية تلف خطي انتاج مصنع العريش بسيناء وقتما كان مسئولًا في هذه الشركة، وتم التخلص منه هناك ليجيء بع طارق طلعت –العضو المنتدب السابق- مسئولًا عن الادارة الفنية في مصرللأسمنت، تسببت إدارته في توقف مصنعي المنيا وقنا بعدما تبين وجود اخطاء فنية جسيمة، ولو استمر العمل بهما –بعدما أصبح قائمًا بمهام العضو المنتدب- فإن المصنعان سيخرجان من الخدمة و من الانتاج تمامًا وستكون تكلفة اعادة ما افسده بمئات الملايين شأنه شأن خطي أسمنت العريش بسيناء .
كما ورد بالرسالة أن رئيس القطاع وقد كان الآمر الناهي في إسناد أوامر توريد كافة أعمال العمرات في المصنعين ولموردين ومقاولين بعينهم تبين أنهم نفس المقاولين والموردين الذين كان يتعامل معهم في اسمنت العريش بسيناء، فكيف سيكون حال التوريد بعدما أصبح الحاكم بأمره في المجموعة الآن..؟!
تقول المصادر أن المصنعين نتيجة التوقف عن التشغيل وعدم الانتهاء من العمرات بسبب الأخطاء الفنية القاتلة فقدا ما لا يقل عن عشرة الاف طن كلينكر يوميًا بمعدل خمسة آلاف طن كلينكر لكل مصنع و بلغت خسائر المصنعين بسبب هذا التوقف عن الانتاج ما لا تقل عن عشرة ملايين جنيها يوميا .. فمن يتحمل هذه الخسائر؟! وقد كان يفترض أن تنقذ العناية هذه الشركة بمسئول جديد يفتح التحقيق في هذه الانحرافات، لكن “حرحور” فضّل الاستعانة بالساعد الأيمن لطارق طلعت بعدما رحل في أن يقوم بتستيف الأوراق على النحو الذي يضمن السلامة للجميع؛ “حرحور” و ” طلعت” و “عبدالرسول”.
قائمة الرسائل مكتظه بطوفان يشبه طوفان الأقصى ليس في الفداء والتضحية بل في الإنحرافات والمخالفات الفنية التي لا يتسع المجال هنا لسردها وسنفرد لها حلقة قادمة.