قبل أن يظهر اسم المشير عبد الفتاح السيسي على سطح الأحداث عقب ثورة يناير، كنت – مع كثير من الأقلام الشريفة في مصر- قد اتخذتُ موقفا وطنيا ضد جماعة الإخوان، بسبب ما كنا ما لسمناه على مدى سنوات طويلة من خطورتها على وحدة مصر، وأمن شعبها، واشتدت مواقفنا غضبا على تلك الجماعة بعد سقوط مبارك، بعد أن حدث ما كنا نحذره ونحذر منه، وتبين وجه قياداتها القبيحة، واستقوائها بالإرهاب، واستعدادها “لإغراق مصر من الإسكندرية لأسوان في بحر دم” كما قال رئيسهم محمد مرسي عشية إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة في 2012، من أجل ضمان الاستيلاء على السلطة وإزاحة الجميع من طريقهم.
لم نكن نستقوي – يومها- بأحد في السلطة أو خارجها، سوى أهلنا من المصريين الحالمين بوطن أفضل مما كان عليه الحال في عصر مبارك، خوفًا من أن تتحول بلادنا إلى مرتع للمليشيات المسلحة التي ترهب الشعب وتقتل الخصوم السياسيين.
لقد لمستُ وغيري من المصريين محاولات احتكار الجماعة لكل شيء في الدولة بهدف البقاء في الحكم إلى الأبد، محاولات وصلت حد بالاستعانة بعصابات الإرهاب الأجنبية التى خطفت جنودنا في سيناء، وقد تبدى ذلك أكثر عندما خرج علينا “الرئيس المزعوم” ليقول “إننا نحرص على سلامة الخاطفين والمخطوفين”.
على طريق المقاومة، انضم إلينا قائد جيشنا في موقف شجاع صبيحة 3 يوليو 2013 بعد تدفق الملايين إلى الشوارع بحثا عن خلاص من هذه الجماعة الإرهابية، وبدأ دور المشير عبد الفتاح السيسي في فرض نفسه كحارس للثورة ومناضل ضد الإرهاب، ليصبح بهتاف الميادين وجها محبوبا ومطلوبا على وجه السرعة في مهمة إنقاذ مصر.
كنا نظن أن المهمة انتهت، وأننا بتنا دولة مستقرة، نحاسب فيها الرئيس على كل شاردة وواردة، ونعتب عليه كلما أخطأ أحد أعوانه، أو قصر أحد وزرائه، أو أخفق هو شخصيا في الوفاء بوعد تحسين الأوضاع المعيشية، ما أغرى فلول الإرهاب الذين هربوا ليلا كالأفاعى إلى قطر وتركيا بأن المعارضة عادت، وأن تعثر الأوضاع الاقتصادية قد يدفع الشعب للثقة بهم مجددا والتخلى عن رئيسه..وكنا نرى ذلك ونسمعه فنضحك من سذاجتهم.
لكن ما لم يخطر لنا على بال أن يدفع الحقد هؤلاء للعمل كطابور خامس صريح مع أعداء مصر – لا أعداء السيسي- في الحرب المعلنة على مصر من جبهتين هما الأخطر في تاريخ مصر الحديث: ليبيا وإثيوبيا.
فالأولى صارت جبهة مفتوحة للحرب على مصر واستقرارها، بعد أن احتلتها تركيا وأغرت الهاربين لديها من جماعة الإخوان بالتجهيز للعودة إلى بلادنا عن طريق الغرب هذه المرة، مع جحافل من المليشيات والمرتزقة وفلول داعش الذين فروا من سوريا والعراق، فراحوا يمنون أنفسهم بضرب استقرار مصر من الغرب وتحويلها إلى ولايات ترفع فيها رايات الإرهاب، وكل ذلك ضمن خطة برنارد لويس.. مهندس تقسيم مصر إلى 5 دويلات واخضاعها بعد ذلك للغازي العثماني وشركائه الإخوان، إلا أن خطاب الرئيس السيسي وسط شجعان قواتنا المسلحة في سيدى براني ألقى الحذاء في وجه هؤلاء جميعا ومن يقف وراءهم بعد أن حدد خطا أحمر من مدينة سرت إلى الجفرة على بعد 1200 كيلو من الحدود الغربية لمصر، مهددا بأقوى الكلمات أنه سيقطع يد من يفكر في تجاوز هذا الخط، الذي يمثل أهمية استراتيحية في تأمين حدود مصر الغربية شمالا وجنوبا، وليضع النقاط فوق الحروف ويعيد شعور المصري بالعزة والفخر برئيسه وجيشه عند الشدائد التي تجمع أبناء مصر، لا من تنكروا لخيرها وألقوا بأنفسهم في أحضان أعدائها.
بعد دقائق قليلة من الخطاب التاريخي لرئيس مصر الشجاع استعرت ألسنة الإخوان وهي تهاحم مصر وأهلها وجيشها ورئيسها، هاجوا وماجوا كأنهم لم يكونوا مصريون من قبل، أو كأنهم حصلوا على الجنسية التركية فصاروا أتراكًا أكثر من الترك، إرضاء للكفيل العثماني الذي لم يخجل من إخفاء أطماعه الاستعمارية بغزو سورية والعراق وزرعه القواعد العسكرية في قطر والكويت وسوريا والعراق واليمن والسودان، وأخيرًا في غرب ليبيا طمعا في تطويق مصر..هيهات.
لو قلنا أن دفاع الإخوان عن المجنون التركى رجب إردوغان من باب “اطعم الفم تستحى العين”، وعملا بالأجور التي يقبضونها منذ هروبهم من مصر قبل سبع سنوات، وتحريضهم المتواصل على أمن مصر ولقمة عيشها في كل المحافل الدولية، – ورغم فشلهم الذريع في ذلك، إلا أن سقوطهم الأكبر والأكثر خزيا كان بشأن موقفهم من أزمة سد النهضة والهجوم على مصر المهددة بالعطش بسبب التعنت الإثيوبي المدعم بقوى معادية لا تريد الخير للمصريين كل المصريين، وليس للسيسي وحده..
إنه الموقف الذي يدعونا للتمسك أكثر بوحدة شعبنا وجيشنا والوقوف بقوة وراء زعيم مصر وقائدها عبد الفتاح السيسي على كل الجبهات، وعدم التردد فى إطلاق صيحة الحق “الإخوان خونة” والبدء فورًا في اسقاط الجنسية المصرية عنهم، لقد خانوها في وضح النهار فلا يستحقون شرف اسمها في هوياتهم الشخصية..