وضعت الأحزاب السياسية معايير وضوابط واضحة ودقيقة، لاختيار مرشحيها الذين سيخوضون الانتخابات المقبلة سواء لمجلس الشيوخ أو مجلس النواب.
وأكدت قيادات 4 أحزاب سياسية هي؛ مستقبل وطن والوفد والتجمع والمؤتمر أن عملية التدقيق والفرز الحزبي التي يجري التنسيق بشأنها كفليلة بمنع تسلل أي من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية أو الجماعات الإرهابية لقوائم الأحزاب الانتخابية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه تلك الأحزاب عن اقترابها بشدة من تشكيل قائمة انتخابية موحدة يخوضون من خلالها انتخابات الشيوخ المقبلة؛ وهو ما أرجعته إلى أن الظرف السياسي والوضع الإقليمي والتحديات التي تواجه الدولة المصرية يحتاج إلى اصطفاف خلف القيادة السياسية.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات أن انتخابات مجلس الشيوخ ستجرى في 11 و12 أغسطس المقبل.
ويشكل مجلس الشيوخ من 300 عضو، ينتخب ثلثا أعضائه بالاقتراع العام السري المباشر، ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي، بواقع 100 عضو.
أما مجلس النواب فيتكون وفقا للتعديلات التي وافق عليها البرلمان من 568 عضوا، بواقع (284) مقعدا بالنظام الفردي، و(284) مقعدا بنظام القوائم المغلقة المطلقة، ويحق للأحزاب والمستقلين الترشح في كل منهما.
ويقول ياسر عمر، أمين عام حزب مستقبل وطن بمحافظة أسيوط إن تنظيم الإخوان سوف يسعى لمحاولة التسلل للبرلمان من خلال مرشحين غير معلوم انتمائهم، عبر النظام الفردي للانتخابات وليس القوائم، لكنهم سيفشلون.
وحول معايير وضوابط الحزب لضمان خلو قوائمه من التيارات المتطرفة، أكد عمر أن مستقبل وطن يضع ضوابط واضحة تبدأ بمراجعة العضوية بدقة شديدة، قبل ترشح أي عضو على قوائمه، فضلا عن معايير أخرى للمرشحين؛ أبرزها النزاهة، وحسن السمعة، والشعبية في دائرته الانتخابية، والخبرة السياسية.
وشدد القيادي في مستقبل وطن على صعوبة تسلل عناصر الإخوان لقوائم الأحزاب بسبب ضوابط ومعايير دقيقة وضعتها تلك الأحزاب.
وكشف ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، أن هناك مشاروات مكثفة بين الأحزاب منذ 3 أسابيع؛ لتشكيل قائمة انتخابية موحدة، ستسهم بشكل كبير في منع دخول الإخوان.
وحول استعدادات الحزب للانتخابات المقبلة، قال عمر إن مستقبل وطن شكل منذ 3 أسابيع غرفة عمليات لمتابعة كافة الاستعدادات والتحركات لجميع الاستحقاقات الانتخابية، مشيرا إلى أن الحزب يستهدف الحصول على الأغلبية في انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب.
وفي حزب الوفد، يرى الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس الحزب أن هناك استحالة في مسألة اندساس أي من التيارات الإرهابية لقوائم الأحزاب؛ لأن القوائم ستخضع لتدقيق وفرز كبير جدا من قياداتها.
وأكد الهضيبي أن تشكيل تحالف انتخابي من الأحزاب القوية سوف يقلل فرص الجماعات الإرهابية من التسلل إلى البرلمان بغرفتيه الشيوخ والنواب.
وأوضح القيادي الوفدي أن الأحزاب توافقت علي إعداد قائمة ائتلافية موحدة بهدف الوصول لبرلمان وطني متناسق.
وشكل حزب الوفد خلال الفترة الماضية لجنة لإعداد قائمة بأسماء المرشحين في انتخابات الشيوخ والنواب، والتأكيد على اختيار الكوادر القوية.
وفي حزب المؤتمر برئاسة المهندس عمر صميدة، قال أحمد مقلد، نائب رئيس الحزب، إن الأولوية في ترشيحات المؤتمر لخوض الاستحقاقات الانتخابية ستكون للكوادر التنظيمية من الأعضاء، كحق طبيعي لهم في الترشح، ولمنع تسلل عناصر مجهولة الهوية.
ولم يستبعد مقلد محاولة تنظيم الإخوان وأصحاب الأجندة المتطرفة بكافة الأشكال للتسلل إلى البرلمان المقبل بغرفتيه النواب والشيوخ؛ مع رغبتهم المستمرة في هدم حالة استقرار الدولة المصرية.
لكن القيادي في حزب المؤتمر، أكد أن الأحزاب ستأخذ كافة احتياطاتها؛ لمنع اندساس عناصر من الإخوان أو المتطرفين دينيا على قوائمها التي ستخوض بها الانتخابات.
واعتبر مقلد أن العنصر الحاسم في هذه المسألة هو اعتماد الأحزاب على كوادرها القوية في الترشح؛ والابتعاد عن مرشحين اللحظات الأخيرة، وأعلن مقلد أن حزب المؤتمر سيخوض الانتخابات المقبلة من خلال تحالف انتخابي يتشكل من مجموعة من الأحزاب، وهو ما سيتم الإعلان عنه بمجرد التوافق بين القيادات الحزبية.
وشدد القيادي في حزب المؤتمر أنه لا حديث يدور في الوقت الحالي بين الأحزاب التي ستنضم للتحالف الانتخابي عن أي تنسيق مع حزب النور السلفي.
أما عن حزب التجمع اليساري فموقفه الرافض للتحالف مع تيارات الإسلام السياسي ثابت ومتجذر تاريخيا، وتزامنا مع اقتراب انتخابات الشيوخ، اشترطت الأمانة العامة للحزب أن يكون الترشح عن طريق لجان المحافظات، مع التأكيد مجددا على حظر التحالف والتنسيق مع الإخوان وتيارات الإسلام السياسي، والمدانين في قضايا فساد.
وقال عبد الناصر قنديل، الأمين العام المساعد لحزب التجمع، عضو المكتب السياسي بالحزب: لدينا في الحزب قاعدة ثابتة لا تتغير وهي أنه لا تحالف تحت أي ظرف مع تيار الإسلام السياسي، أو مع الفاسدين الذين صدرت ضدهم أحكام قضائية، أضروا بالحياة السياسية المصرية والاقتصاد الوطني، كما أن هناك اتفاقا بين الأحزاب السياسية بأن تيار الإسلام السياسي خطر على مستقبل الدولة المصرية، وهذا ما أكدته تجربة عام 2012.
واستبعد قنديل تسلل عناصر تابعة للصفوف الأولى أو حتى الأخيرة من تنظيم الإخوان إلى البرلمان (الشيوخ أو النواب)؛ بسبب الحالة الوطنية الموجودة لدى المواطنين، ووعي الأحزاب المصرية.
قنديل كشف عن أن الأحزاب تقترب بشدة من إنجاز قائمة إئتلاف وطني واسع من تحالف انتخابي وليس سياسيا، وهو ما أرجعه إلى أن الظرف السياسي والوضع الإقليمي والدولي والتحديات التي تواجه الدولة المصرية تحتاج إلى اصطفاف خلف القيادة السياسية.
ونوه إلى أن هناك اجتماعات واتصالات مستمرة خلال الأيام المقبلة للوصول إلى توافق يثبت أن الأحزاب المصرية تعلي من المصلحة العامة عن الذاتية، وقال: نحن في لحظة اصطفاف وطني لا يجوز فيها بأي حال من الأحوال السعي إلى المحاصصة أو المغانمة على حساب الوطن.