قال الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، إن “الفترة التي نعيشها حاليًا هي فترة مأزومة على كافة المستويات، وهذا ينطبق على الوضع العالمي بالكامل، وينعكس على الوضع المحلي، وبالفعل مصر تواجه تحديات كثيرة وصعبة، أهمها التحدي الاجتماعي الناتج عن الأحوال الاقتصادية الصعبة، فهناك حالة إحباط عام لدى المواطن المصري، وهذا بسبب انعكاس الأزمات الاقتصادية على حياته اليومية بسبب ارتفاع الأسعار وتراجع الاقتصاد والاستثمار، وهذا التراجع مدفوع بعوامل كثيرة كان آخرها الحرب الروسية الأوكرانية، وحقيقة هذا لا يعني أن الاقتصاد المصري كان جيدا قبل هذه الحرب- بالعكس- كان لدينا أزمة هيكلية منذ سنوات في هذا الصد، وأظن أن الأزمات الاقتصادية هي أول عامل ضاغط على القيادة السياسية لإجراء هذا الحوار الوطني، خصوصا أن المؤشرات تؤكد بأن الأزمة لن تنتهي قريبا”.
وأضاف الجلاد، في حوار مع أحد المواقع الإخبارية اليوم، “أما السبب الثاني لدعوة الرئيس لهذا الحوار من وجهة نظري، فهو التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه مصر داخليا، وأيضا على المستوى الإقليمي، وأهمها حالة الانسداد السياسي في مصر، بمعنى أن القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات وغيرها، قد وصلت إلى حالة من الركود التام، وأسبابها كثيرة، لكن أهمها تركيز الدولة خلال السنوات الماضية كان منصبا بشكل أكبر على استعادة قوة الدولة وتنظيمها، وبالتالي لم يكن هناك أولويات للعمل السياسي والحريات العامة”.
واستكمل: “أعتقد أن هناك نقطة جوهرية وأساسية في هذا الجزء، وهي أن هذا الحوار الوطني غير كاف، وإجراء الحوار ليس هدفا في حد ذاته، ولكن لابد من أن نتخذه وسيلة لإطلاق العمل السياسي وزيادة مساحة حرية الرأي والتعبير والحقوق الأساسية والحريات العامة للمواطن والقوى السياسية، بالفعل جميعها في حاجة لدعم من الدولة، بمعنى أنه لا توجد دولة قوية دون معارضة قوية”.
وتابع الجلاد: “الحوار في الأساس هدفه طرح اقتراحات وحلول ومطالب وخطة للمستقبل ومنهج نسير عليه في السياسة والاقتصاد، وبالتالي فلا يجب وضع شروط للحوار، وإذا نجح الحوار نقول، وإذا فشل نعترف، وإذا طلبت المعارضة أشياء معينة وتم رفضها من النظام فهذا أمر طبيعي، ووضع شروط لحوار لا جدوى منها لأنها ليست مفاوضات، وإذا حققت المعارضة 50% فقط من مطالبها فهذا مكسب كبير عليها أن تبني عليه”.