حصل رجل الأعمال المصري الكنديي معتز رسلان علي 63 فدانا (265 الف متر مربع تقريبا ) في التجمع الخامس بسعر المتر 150 جنيها، دفعها بأقساط مريحة، تقدر قيمتها الآن بالمليارات.
والسؤال: كيف حصل رسلان علي 63 فدانا من الأرض؟!
قد نعود قليلا إلي أيام الدكتور إبراهيم سليمان حين تولي وزارة الإسكان، وكانت «أيام علي البحري»..لكل من يريد أن ينهش “قضمة” من اللحم!
لكن قبلها ارتبط الدكتور سليمان بعلاقة خاصة مع رسلان تلميذه السعودي الطالب في كلية الهندسة جامعة عين شمس، والمولود لأب سعودي وأم مصرية، والمقيم مؤقتا في مصر، وحين تولي سليمان وزير الإسكان أسس “معتز” علي الفور شركة وحصل باسمها علي قطعة الأرض رقم (8) بالتجمع الخامس في الامتداد الشرقي للمستثمرين الشمالية، ومساحتها 36 فدانا بغرض إقامة مدينة ترفيهية، ثم حصل علي قطعة أخري مساحتها 12 فدانا لإقامة مشروع سكني، أي خصصت له وزارة إبراهيم سليمان 48 فدانا علي مرتين، أو بمعني أصح وهبته صفقة العمر كما يحلو له ان يصفها، وكان سهلا أن يرفع نصيبه من أرض التجمع الخامس إلي 63 فدانا.
وكالعادة لم يجر “معتز” أي استثمار، ولم يغير شيئا في طبيعة الأرض التي حصل عليها بسعر 150 جنيها للمتر، فقط انتظر وصبر وترك الأرض تنضج وتثمر وتتحول إلي ذهب وياقوت ومرجان “أحمدك يا رب”، فيما تولت الدولة مد المرافق الكاملة لها من أموال دافعي الضرائب الغلابة والمساكين!
الآن بدأ “السيد” معتز إجراءات بيع الأرض بعد أن طابت تماما وصارت تستحق بجد لقب صفقة العمر حيث وصل سعر المتر المبدئي الي 4500 جنيه، وهو ما يعني ان معتز رسلان الذي حصل علي 48 فدانا (265 الف متر مربع تقريبا) بإجمالي 30 مليونا و240 الف جنيه دفعها بالتقسيط المريح، حيث دفع 10% من قيمة الارض عند التعاقد ثم دفع 15% من قيمتها بعد عام من التعاقد، واستكمل دفع باقي المبلغ علي 10 سنوات وباقساط مريحة، سوف يبيعها الآن بسعر مبدئي يبلغ ملياراً و193 مليون جنيه ويربح دون جهد او استثمار حقيقي او دور في التنمية أكثر من مليار جنيه، “مجرد مليار جنيه يا حرام”.
خالف معتز كل اشتراطات العقد خلال خمس سنوات ولم يتعرض للإجراءات القانونية المعتادة التي يعانيها مواطنون غلابة حصلوا علي مئات أمتار لبناء بيوت لعائلاتهم، ولم يتم سحب الأرض منه أو التهديد بسحبها، ولم يعترض مسئول واحد علي إجراءات التسقيع التي تمت بعلم الجميع ودون ان يجرح ذلك ضمير أي مصري، فربما التسقيع في عرف الحكومة حلال ولم ينزل به نص يحرمه!
صار الرجل المحظوظ “مليارديرا” بأرض المصريين وأموال المصريين دون أن يتعب نفسه في تصنيع أو استزراع أرض صحراوية أو وجع دماغ من هذا النوع، ولماذا أصلا يتعب قلبه والفلوس ستنزل علي رأسه مثل المطر وهو قاعد في الشمس جنب الأرض ؟!