تأتي عملية “طوفان الأقصى” كتحدٍ جديد يواجه الشرق الأوسط، وذلك بعد مضي أسابيع قليلة فقط على الكشف عن الممر الاقتصادي الذي يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا (IMEC). هذا الممر الذي يعد بديلًا استراتيجيًا لقناة السويس أصبح محور اهتمام دول وشركات عالمية.
قبل أن يُعلن عن الممر الاقتصادي بين الهند والمنطقة، جرت قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي 9 و10 سبتمبر 2023، حيث تم الإعلان رسميًا عن هذا المشروع الاقتصادي الذي سيمثل بديلا مهمًا لقناة السويس.
تأثير الممر الاقتصادي على قناة السويس أصبح مادة للتفكير والدراسة. “معهد دراسات جنوب آسيا” استعرض أثر هذا الممر على قناة السويس وأشار إلى أن شركات النقل العالمية تشعر بالقلق من الازدحام المستمر في هذه القناة.
الجهات الرسمية والحكومات التي دعمت هذا المشروع تضم الهند والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى فرنسا وألمانيا وإيطاليا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا المشروع كجزء من مبادرة I2U2 التي تضم الهند و”إسرائيل” والإمارات والولايات المتحدة. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات مثل الاستثمارات المشتركة، والمياه، والطاقة، والنقل، والفضاء، والصحة، والأمن الغذائي.
قد تكون هذه الخطوة تحديًا لقناة السويس التي تعد واحدة من أكثر قنوات الشحن ازدحامًا في العالم. وقد توضح الإحصائيات أن استخدام الممر الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي سيقلص الوقت وتكاليف النقل بنسبة مهمة بالمقارنة مع قناة السويس.
ومع توسع التجارة بين الهند وأوروبا والشرق الأوسط بموجب الاتفاقيات التجارية الجديدة، تعتبر دول الممر الاقتصادي هذا بديلًا مهمًا للنقل البحري، مما يجعله مشروعًا جذابًا للدول المشاركة وللشركات العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يتضح أن هذا الممر الاقتصادي قد أثار تحفظات وانتقادات من قبل الجهات المعنية بقناة السويس ومسؤوليها، ولكن المؤسسات والجهات الداعمة له تؤكد على أهميته كبديل استراتيجي للنقل البحري وتعزيز التجارة الدولية.
قد يمثل مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا تحولًا كبيرًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين هذه الدول وقد يجسد فرصًا اقتصادية جديدة لتحسين التجارة الدولية وتبسيط عمليات النقل. وعلى الرغم من التحديات المتوقعة، يظل هذا المشروع قرارًا مهمًا للمنطقة والعالم.