بعد إعلان الدولة عن خطط متتالية لنقل بعض الآثار من أماكنها إلى المتاحف الجديدة سادت حالة من الغضب من جهه وحالة من التأييد من جهة أخرى، لدى المختصين بقطاع الآثار، إذ يرى المعارضون أن الحفاظ على الأثر في مكانه وتطوير المنطقة لتكون وجهه سياحية سيكون أفضل من تخبئتها داخل المتاحف، في حين يرى المؤيدون أن نقلها للحفاظ عليها من عوامل الجو والأيادي المخربة وأيضا لجمع الآثار في مكان واحد للاستمتاع بها.
وفي الشهور الأخيرة أعلنت وزارة الآثار عن نقل بعض القطع الأثرية للمتاحف الجديدة .
منذ أيام قامت وزارة الآثار بفك مسلة رمسيس الثاني من حديقة المسلة في منطقة الجزيرة بالزمالك، ونقلها إلى متحف العلمين الجديد.
وظهرت المسلة محاطة بهيكل معدني، فيما تولت مجموعة من الأوناش الضخمة إمالتها على جانبها، بعد تحريرها من القاعدة، حيث تم إرسائها على السيارة المخصصة لنقلها.
يأتي هذا فيما كشفت مصادر عن أن عملية تحرير المسلة من قاعدتها تأخرت لما يقرب من شهر منذ بدء العمل، وذلك بسبب أن المسلة كانت مثبتة في القاعدة بأسياخ معدنية قوية.
وأوضح المصدر أن القاعدة نفسها أيضا كانت سببا في تأخير العمل، حيث أنها تمتد في باطن الأرض لأكثر من 5 أمتار، مما جعل عملية تحريرها تستغرق وقتا أطول.
وتعد مسلة الجزيرة واحدة من أشهر المسلات الفرعونية، وتخص الملك رمسيس الثاني، وكانت موجودة في منطقة صان الحجر بالشرقية التي تحتوي علي العديد من المسلات، ونقلت إحداها إلي منطقة الجزيرة بعد ثورة 23 يوليو.
وفي بداية الشهر الجاري قامت وزارة الآثار بفك جدران مقبرة توتو الواقعة بمنطقة الديابات بالقرب من مدينة أخميم بمحافظة سوهاج، تمهيدًا لنقلها إلى متحف العاصمة الإدارية الجديدة.
وقالت وزارة الآثار في بيان لها، إن ذلك يأتي بناءً على قرار اللجنة الدائمة للأثار المصرية التي وافقت على نقلها.
وأضافت أنه تم إضافة جدران المقبرة ضمن سيناريو العرض المتحفي لمتحف العاصمة الإدارية المزمع افتتاحه خلال الشهور القليلة القادمة، لتقديم سيناريو عرض مبهر للعالم ولضيوف مصر من خلال إبراز جمال وعظمة آثار مدن وعواصم مصر القديمة.
وأوضحت الوزارة أنه تم العثور على مكان هذه المقبرة ومدخلها عام 2018 أثناء عملية القبض على أحد العصابات أثناء محاولتها الحفر خلسة في المنطقة الواقعة خارج التل الأثرى بمنطقة الديابات والذي لا يتبع المجلس الأعلى للآثار.
وفور انتهاء شرطة السياحة والآثار من التحقيقات تسلمت وزارة الآثار الموقع وبدأت أعمال التنقيب الآثري والعلمي عن طريق بعثة آثرية مصرية برئاسة أمين المجلس الأعلى للآثار، أسفرت أعمال الحفائر العثور على باقي أجزاء المقبرة بداخلها بقايا آدمية ومجموعة من دفنات الطيور والحيوانات.
وفي مارس 2017 واجهت وزارة الآثار المصرية العديد من الانتقادات بسبب طريقة البعثة المصرية الألمانية العاملة بمعبد أون هليوبوليس في منطقة المطرية لانتشال قطعتين من تمثال كبير الحجم، رجح في البدايات أن يكون للملك رمسيس الثاني.
وعُثر على أجزاء التمثال على عمق مترين تحت منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي جعل طريقة تحديد أماكنها ونقلها صعبة للغاية، خاصةً لوجودها داخل منطقة سكنية، وفقًا للبيان الصادر عن وزارة الآثار المصرية.
وكانت أعمال تحريك التمثال من مرقده، في سوق الخميس بالمطرية، إلى مستقره الأخير في حديقة المتحف المصري بميدان التحرير، قد بدأت عصر الأربعاء، 15 مارس 2017.
ودار جدل واسع بشأن طريقة انتشال التمثال، إذ انتقدت وسائل إعلام وخبراء استخدام رافعة (ونش) في عملية الانتشال، فيما دافع وزير الآثار الأسبق الدكتور زاهي حواس عن هذه الطريقة، معتبرًا أنها “تصرف سليم مئة بالمئة، إذ يُستخدم الونش في جميع المناطق الأثرية”، وفق قوله.
وكانت البعثة الأثرية قد تداركت الأمر فيما بعد عند انتشال القطعة الثانية التي تمثل الجزء العلوي من جسم التمثال والتي تزن حوالي تسعة أطنان، وتمثل ذلك في الاستعانة بالرافعة التليسكوبية واتباع الخطوات العلمية السليمة من نقل وأقلمة وتغليف.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد صالح -مدير آثار أسوان- أن موقع الاكتشاف الذي يطلق عليه منطقة آثار المطرية من أهم المواقع للتاريخ المصري، إذ يحتوي على معابد الشمس بمدينة أون (هليوبوليس الأثرية) ومعبد رمسيس الثاني حيث تم اكتشاف التمثال.
وشدد على أن تسليم جزء كبير من أرض المنطقة في السابق دون حفائر كافية “يعتبر جريمة” يجب أن يحاسَب عليها المسؤولون السابقون، على حد قوله. وأضاف: أما ما يحدث الآن من استخراج أجزاء من التمثال فهو جريمة أخرى.
ووفق صالح فإن البعثة لم تقم بالخطوات العلمية المتبعة في مثل هذه الحالات، إذ كان يتعين عليها دراسة طبيعة التربة ونسبة الأملاح، واتباع طرق هندسية مختلفة لسحب المياه وفق معدل سحب آمن لسحب كل السوائل الموجودة في المكان.
وأوضح أنه بالنسبة للقطعة الثانية من التمثال فقد تم إجراء بروفة لعملية انتشالها في اليوم السابق للعملية أمام الكاميرات وأعين العالم، وهذه البروفة تعني تغيير المعادل البيئي للأثر أربع مرات من المياه الجوفية إلى الهواء ثم إلى المياه الجوفية مرة أخرى ومنها إلى الهواء، وهو ما قد يسبب أضرارًا بالغة للأثر، كحدوث تشققات وصدوع يمكن أن تظهر بعد فترة.
فيما قال الدكتور طارق توفيق مدير عام شئون الآثار والترميم بالمتحف المصري الكبير إن تمثال الملك بسماتيك الأول المكتشف في المطرية ينتمي للأسرة 26 وهو الذي عثر عليه في منطقة المطرية ، تم نقل أجزاؤه للعرض المؤقت بالمتحف المصري بالتحرير نظرا للاهتمام العالمي الكبير بهذا الكشف ، فالإعلام العالمي أعطى اهتمام كبير له لأن نادرا مانجد كشفا يخص هذه الأسرة ، وعند تجهيز المتحف الكبير سيتم عرضه به في العرض الدائم ، وسيكون ضمن القاعات التاريخية وهي ستكون فى الافتتاح الكلي بعد عامين .
وفيما يتعلق بنقل الآثار من أماكنها أضاف توفيق، هناك آثار معينة مهم أن تبقى في مكانها حتى تكمل المسار التاريخي ، وتكمل أيضا البقايا الأثرية الموجودة بالمكان .
أما الآثار التي لايوجد حولها بقايا أخرى ويخشى على سلامتها فيتم نقلها للمتاحف ، أما عن المقترح بتطوير المناطق الأثرية كالمطرية والمسلة فيوجد بها متحف داخل أسوار وتم تطويرها بالفعل ، وبها أيضا منطقة أخرى مازالت بها أعمال الحفائر ويتم العمل على تطويرها ، هذه الأمور المختص باتخاذ القرارات فيها من قبل اللجنة الدائمة للآثار .
وخالفه في الرأي انتصار غريب -الباحثة الأثرية- فقالت إن الملك توتو وزوجته عاشا في سوهاج وماتا بها ودفنا فيها منذ آلاف السنين وتحديدا في العصر البطلمي فلماذا تقوم وزارة الآثار بنقل مقبرتهم؟