كشف رمضان فارس، أشهر بائع صحف في مصر، عن الأرقام الحقيقية لتوزيع الصحف، قائلا: “إن توزع الأهرام حالياً 50 ألف نسخة يومياً، والأخبار 40 ألفاً، والجمهورية 20 ألفاً، والمصري اليوم 40 ألفاً، والوفد 3 آلاف، والشروق 5 آلاف. وقد كنت منذ سنوات قليلة متعهداً حصرياً للمصري اليوم، أبيع بمفردي 80 ألف نسخة في نصف مساحة القاهرة، نبيع منها الآن 500 نسخة فقط، وكنت أبيع 70 ألف نسخة من الأخبار، واليوم لا تزيد مبيعاتها عن 3 آلاف”.
وأضاف “عم رمضان” في تصريحات اليوم: “كانت الصحف ترسل مفتشيها إلى الموزعين، لمراقبة التوزيع وحسن عرض الصحيفة على الجمهور، وإلزام الموزع بوضعها في مكان مرتفع يراه الجميع بسهولة ووضوح، الآن يرسلون المفتشين لجمع مستحقاتهم اليومية فقط، فلا أحد يهتم بأننا وضعنا الصحف على الأرض، أو تحت أرجل الناس، أو بعيداً في أركان فرشة العرض. حتى سعر الصحيفة، كانوا في الماضي يسألوننا عن قدرة المواطنين على دفع قيمة المطبوعة، أما اليوم فلا أحد يهتم بشكل فعلي بأوضاع المواطنين، فقبل أسبوعين، رفعت صحيفة المصري اليوم سعر الصحيفة من 3 إلى 5 جنيهات دفعة واحدة وبمفردها، دون باقي الصحف، فأعرض عنها 50% من الجمهور دفعة واحدة، وزادت بذلك خسائرنا من التوزيع”.
وتابع قائلا: “طوال عقود، ضمت القاهرة 4 متعهدين للصحف، هم ناصر مسعود وحسن فلفل وشبرا وأنا، الأول والثاني توقفا تماماً عن العمل، والثالث في طريقه إلى هجر المهنة، وحالي أمامك يغني عن سؤالي، فأصبحت آخر المتعهدين الكبار الذي يواجه موت المهنة، فالدولة لم تعد تهتم بالصحف، ولا تريد أن تكون لديها صحافة جيدة، وإحساسي الشخصي أنني سأهجر هذه المهنة لأني أواجه خسائر تتراكم شهريا”.