اعتبر هنري كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، أن “روسيا خسرت الحرب بالفعل في أوكرانيا، بطريقة ما”، منتقدا ما سمّاه “شيطنة أمريكا والغرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدّها “عملا غير سياسي، ودليلا على غياب السياسة”.
وندد كيسنجر، خلال ندوة افتراضية عقدت اليوم، بـ “شخصنة” الصراع مع روسيا واختزاله في شخص الرئيس الروسي، معتبرا أن هذا ليس عملا حكيما، شأنه شأن محاولات الولايات المتحدة ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف أن السؤال الهام الآن “ما علاقة روسيا مع أوروبا في المستقبل؟” منوها إلى أنه نهاية المطاف يجب أن يبدأ الحوار بين الغرب وروسيا. وقال إننا نحتاج بشدة “بعض الحوار” ربما على مستوى غير رسمي، وربما بطريقة استكشافية “لأن ذلك مهم جدا، خاصة أننا في بيئة نووية يكون فيها الحوار أفضل بكثير من قرارات ساحة المعركة”.
ويمثل موقف كيسنجر هذا تغيرا كبيرا خاصة بعدما اقترح قبل عدة أشهر تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها لروسيا للمساعدة في إنهاء الغزو، وهو ما سبب حرجا كبيرا له، إذ هاجمه الكثير من المسؤولين والخبراء بواشنطن وعواصم أوروبية على رأسها كييف.
وكان الوزير الأسبق قد حث الولايات المتحدة والغرب، أثناء مشاركته بالمنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في مايو الماضي، على عدم السعي لهزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا، محذرا من أن ذلك قد ينعكس سلبا على استقرار أوروبا على المدى الطويل.
ويستبعد كيسنجر أن تتم العودة لحدود ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا، في الوقت ذاته أكد زيلينسكي أن جزءا من شروطه للدخول في محادثات سلام مع روسيا سيشمل استعادة حدود ما قبل الحرب.
ومنذ اندلاع المعارك قبل أكثر من 7 أشهر، كرر كيسنجر دعوته للدول الغربية بأن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة للقارة العجوز، وأن يضغط الغرب لإجبار كييف على قبول المفاوضات مع موسكو.