يتناقل المصريون في أمثالهم الشعبية ذلك المثل الشعبي الذي يقول: “العِشْرَة متهونش غير على بن الحرام” واللواء محمد عصام الدين رمضان مساعد وزير الإسكان مُذْ ترك الخدمة في قطاع الحراسات الخاصّة بوزارة الداخلية عند رتبة مقدم، لم تهن عليه “عشْرته” بصديق عمره في “الشرطة” اللواء يونس الجاحر عضو مجلس النواب وبن أسيوط المعروف بأخلاقه الرفيعة.
ولهذا يرتبط “الجاحر” و “عصام الدين” بصداقة قوّية من أبرز مظاهرها أنهما لا يكاد يمر اسبوع واحد من دون أن تجمعهما “قعدة” راقية رُقيّْ أخلاقهما المعروفة عنهما وقت ريّعان شبابهما في كُلّية الشرطة، حتى أن طارق عبّادي سكرتير محمد عصام الدين رمضان في الوزارة يُشرف بنفسه على أن تكون “القعدة” مرضيّة ومشبعة لحالة “النوستالجيا” الحنين إلى الماضي الذي شهد مراحل النضال من أجل “لقمة عيش شريفة” لمساعد وزير الإسكان وصديقه عضو مجلس النواب.
لقد دوّنت كتب التاريخ: أن الصداقة الطاهرة الخالية من المصالح، هي التي تدوم، وتبقى، وتستقر.. بمضي الأيام، ولقد روَتْ واحدة من ثلاث فتيات يقمن إقامة شبه دائمة في شقّة بعمارة مُطلّة على ميدان تريومف في مصر الجديدة لـ “البلاغ” قصة تصلح لأن تكون رواية شيّقة، عن الطريقة التي تُدار بها وزارة الإسكان.
تقول المصادر أن محمد عصام الدين رمضان مساعد وزير الإسكان والرجل القوى في الوزارة كثيرًا ما يستذكر مع صديقه يونس الجاحر تلك الأيام الصعبة التي عاشها في حياته وقت أن كان يٌقيم في شقة بسيطة في مساكن شيراتون بحي مصر الجديدة، قبل أن ينتقل للعيش في فيلا كومباوند القطامية ديونز، والتي انتقل منها مؤخرًا إلى فيلا بالم هيلز.
إن الطريقة التي تُدار بها وزارة الإسكان لا يمكن ربطها بالطريقة التي انتقل بها محمد عصام الدين رمضان مساعد الوزير من العيش في شقّة بسيطة بمساكن شيراتون إلى فيلا القطامية ديونز ومنها إلى فيلا بالم هيلز.
ذلك أن أي ربط قي هذا الشأن يحتاج إلى تدقيق في مصادر المعلومات، إذ ليستْ كل المعلومات دقيقة، هناك معلومات مغرضة.. ومنها تلك المعلومات غير الدقيقة والمرفوضة شكلًا وموضوعًا والتي تتحدث عن حصول محمد عصام الدين رمضان على شاليه في مراسي الساحل الشمالي، ذلك أن سعر الشاليه في الساحل الشمالي بمنتجع “مراسي” يزيد عن 40 مليون جنيه، فمن أين لعصام الدين رمضان بكل تلك الملايين فجأة؟!
يؤيدنا في رفضنا لتلك المعلومات غير الدقيقة أنها تضمنت أيضًا حصوله على فيلا أخرى من فيلات الهيئة في مارينا، فمصادر دخل الرجل تؤكد تمامًا أنها يستحيل أن توفر له شراء فيلات من هذا النوع، سيسأل الجميع، وفي القلب منهم الأجهزة الرقابية محمد عصام الدين رمضان: من أين لك هذا؟ ولهذا.. نحن نرفض مثل تلك المعلومات، لعدم قدرة المنطق على احتمالها.
ومن تلك المعلومات التي لا يمكن احتمالها أو تصديقها لعدم قدرة المنطق أيضًا على احتمالها أن قصر وزير الإسكان الدكتور عاصم الجزار الذي انتقل إلى العيش فيه مؤخرًا بمنتجع “بالم هيلز” في القاهرة الجديدة يزيد سعره عن 70 مليون جنيه، فالرجل حتى وقت قريب كان يعيش في شقة عادية بعمارات النصر في حي المقطّم، وهذه النقْلَة الجبارة لا يبررها مرتب وزير لا يتخطى في أفضل الأحوال وطبقًا للقانون 42 ألف جنيه، إلا إذا كانت لدى الوزير مصادر دخل أخرى لا نعرفها، هنا يمكن للمنطق أن يستوعب هذه المعلومات ويدفعنا لأن نثق في دقتها.
إلى ما سبق لا يحق لنا أن نسأل الوزير عن مصادر دخله ما دامت هذه المعلومات غير دقيقة، اقصد هنا طبعًا بغير الدقيقة هي تلك المعلومات التي تتحدث عن سعر قصر الوزير في منتجع بالم هيلز القاهرة الجديدة لا عن حصول الوزير على ذلك القصر، فقد أكدت مصادرنا أن الوزير قد انتقل فعليًا إلى العيش فيه منذ أسابيع قليلة.
أيضًا.. ولا يحق لنا أن نسأل مساعد الوزير محمد عصام الدين رمضان عن سعر قصره هو كذلك في نفس المنتجع- منتجع بالم هيلز القاهرة الجديدة- إنما يحق لنا أن نسأل وبقوة: عن الكيفية التي دفعت جهاز القاهرة الجديدة إلى رصف طريق مخصوص لكومباوند “بالم هيلز” على نفقة الدولة، وليس على حساب الشركة المطوّرة..؟ّ!
في الحلقة القادمة.. بالم هيلز.. كلمة السر الجديدة في حياة الكبار بوزارة الإسكان .
✍️/ عبده مغربي