كادر سينمائي واسع يحمل مشهدًا لرجل مهيب يحمل حقيبة جلدية سوداء ويرتدي أفخر الثياب، حاملًا بين أصابعه سيجارًا كوبيًا فاخرًا، يصعد إلى سلم طائرته الخاصة الصغيرة، ويستقبله طاقم ضيافة شديد الأناقة، يجلس على كرسيه الفاخر المجاور للنافذة المطلة على أرضية مصعد الطائرات، يستعد الطاقم للانطلاق، إلا أن إشارة خاصة تصل إلى كابتن الطائرة بضرورة التوقف، دقائق ويصعد رجال الشرطة ويلقون القبض على الرجل المذكور.. مشهد تكرر في أفلام سينمائية لدرجة أن ارتبط اسم الطائرة الخاصة برجال أعمال يحاولون الفرار لدى كثير من أبناء الشعب المصري.
قبل ثورة الخامس وعشرين من يناير 2011، ظهرت تقارير صحفية تؤكد أن رجال أعمال مصريين وفنانين امتلكوا 48 طائرة خاصة، كان الرقم كبيرًا بالنسبة للمصريين، فتكاليف امتلاك طائرة خاصة تساوي عشرات الملايين لا يقدر عليه سوى النذر القليل من المصريين، فسعر الطائرة يتراوح ما بين 15 إلى 25 مليون دولار بالنسبة للطائرة الصغيرة، ويتراوح سعر الطائرة الخاصة الأكبر ما بين 25 و 40 مليون دولار، بل يصل إلى أكثر من ذلك، كلما زادت سعة وحجم الطائرة.
بداية الفكرة
بدأت فكرة تملك الطائرات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية في العقود الأخيرة من القرن الماضي، إلى أن انتقلت في مطلع الألفية إلى منطقة الشرق الأوسط ومصر، فيما بدأت فكرة حيازة طائرة خاصة في مصر، عن طريق رجال الأعمال الذين رأوا أنه بامتلاكهم طائرة خاصة سيمنحهم ذلك توفيرًا في الوقت والجهد، رغم التكلفة المرتفعة أيضًا، فالطائرة التي تتكلف عشرات الملايين من الجنيهات، تحتاج إلى طاقم ضيافة وقائد للطائرة ومكان لتبقى فيه وخدمات صيانة وغيرها من الأمور، ولا يقل راتب الطيار عن 15 ألف جنيه شهريًا بينما لا يقل راتب الفرد في طاقم الضيافة عن 5 آلاف جنيه، ويتولى القيادة طيار معتمد من سلطات الطيران، ولا بد أن يكون حاصلًا علي جميع الشهادات العلمية التي تجيز له قيادة الطائرة، وبعض ملاك الطائرات الخاصة يعينون قائدي طيارات وطاقم ضيافة بصفة دائمة للعمل في جميع الأوقات، فيما يلجأ آخرون للتعاقدات المؤقتة مع إحدى شركات الطيران الخاصة حسب الرحلة.
وتخضع الطائرات الخاصة للكشف والفحص الدوري وتكلف رسوم الخدمات الأرضية والصيانة حوالي 100 ألف جنيه شهريًا، وتستهلك وقودًا بنحو 75 ألف جنيه شهريًا، وتحلق على ارتفاع يصل إلى 10 آلاف قدم، وتصل سرعتها إلى نحو 350 كيلو متر في الساعة.
وتعمل الطائرات الخاصة من خلال وكيل خدمات طيران يقوم بإتمام إجراءات الطائرة، على أن يكون معتمدا من سلطة الطيران المدني، ومهمته انهاء إجراءات تجهيز الطائرة وتحديد موعد السفر وبرنامج الطيران إلي أين سيتجه ويتم اعتماد ذلك من سلطة الطيران المدني التي تبلغه بدورها إلي الملاحة الجوية، ولا بد أن يكون جواز سفر مالك الطائرة ساريًا هو والمرافقين، إضافة إلى حصوله على تأشيرة الدولة المقصد وألا يكون هناك مانع قانوني يمنعه من السفر.
صالة رجالة الأعمال
ويخصص مطار القاهرة الدولي شرق العاصمة المصرية صالته رقم 4 لرجال الأعمال أصحاب الطائرات مقابل رسوم تصل إلى 500 دولار عن كل طائرة تستخدم الصالة يوم الرحلة، مع تسديد 50 دولاراً عن كل فرد من أفرادها من الركاب الأجانب و200 جنيه لكل راكب مصري من الذين يرغبون فـي استخدام الصالة، وإذا رغب الراكب في خدمة مميزة، فعليه سداد 100 دولار للراكب و 500 دولار للاستراحة في الصالون الملكي في الصالة.
وتقع الصالة التي تم افتتاحها في عام 2004 بالطائرات الخاصة التي يمتلكها رجال الأعمال المصريين والعرب، وهي جراج يضم 14 موقفا للطائرات الخاصة، بمطار القاهرة الدولي في مواجهة مبنى وزارة الطيران المدني، ولها مدخل خاص وأمامها مساحة خضراء مميزة، الصالة مقامة على مساحة 4200 متر مربع منها 1500 متر مربع لصالة السفر وعند مدخلها إلي اليمين مباشرة مكتب للاستعلامات وخدمة العملاء مزود بأجهزة كمبيوتر وماكينات بطاقات العملة لتوفير الخدمة الإلكترونية السريعة للعملاء، وتلي منطقة الاستعلامات منطقة التأمين، وخدمة مميزة للحقائب، وفي منتصف الصالة 4 كونترات للجوازات تقدم خدمة دقيقة وسريعة، إضافة إلى منطقة الخدمات وتضم كافيتريات راقية، وسوق حرة.
أشهر أنواع الطائرات الخاصة في مصر
أشهر أنواع الطائرات الخاصة التي يمتلكها مصريين، الطائرات من طراز “سيسنا” سعة 4 راكب ويصل ثمنها لأكثر من 18 مليون دولار حسب الأسعار المعلنة بداية العام 2016، وأخرى سعة 2 راكب، والطائرات طراز “G4” أو “التشالنجر” وسعتها ما بين 6 و10 راكب وقد يصل سعرها إلى 60 مليون دولار، والطائرات طراز “لارجنت”، طراز البوينج والتي يصل ثمنها في المتوسط إلى 86 مليون دولار، طائرات من طراز “سي 60″، طائرات خاصة من طراز “إتش إس 425″، طائرات من طراز “جرومان فايف”.
والطائرات الخاصة نوعان الأولى ايتم تسجيلها في مصر، ما يمثل تكلفة مرتفعة جدا لمالكها، والثاني مسجل بالخارج، وهي أغلبية الطائرات.
وأظهرت تقارير صادرة على هامش معرض الشرق الأوسط للطيران الخاص الذي أقيم في مطار آل مكتوم الدولي بدبي، إن قطاع طيران رجال الأعمال شهد انتعاشا ملحوظا في المنطقة، إذ من المتوقع أن يرتفع عدد حركات طيران رجال الأعمال في المنطقة إلى 175 ألف حركة عام 2020، مقارنة بـ105 حركات عام 2012، ويتوقع أن يحقق نموا سنويا بنحو 15% ليصل إلى 1.3 مليار دولار، وتسجيل 1300 طائرة خاصة بحلول عام 2020، وتتوقع شركة Honey Well العاملة في قطاع الطيران أن تصل عائدات القطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى 600 مليون دولار مع نهاية العام الحالي مقارنة مع 500 مليون دولار خلال السنة الماضية.
شركات الطائرات الخاصة
ويوجد 34 شركة طائرات خاصة مسجلة لدى وزارة الطيران المدني، نذكر منها شركة “الدولية رمسيس للطيران والرش” والتي كان يمتلكها بدر الدين القاضي برأسمال مال قدره 600 ألف جنيه ويقتصر نشاطها على الرش الزراعي، وشركة “العربية للطيران الزراعي” ويمتلكها المهندسان حاتم البكل ومحمود خليفة برأسمال 210 آلاف جنيه وهى للرش الزراعي، وشركة “ناشيونال أوفر سايز” يمتلكها الطيار سمير عوف برأسمال 4 ملايين جنيه، ويقتصر نشاطها على خدمات البترول والتاكسي الجوي، والشركة العربية للتجارة والتنمية “ديفكو” يمتلكها على لبيب، لصيانة وإصلاح طائرات “السيسنا”.، والدولية للطيران الزراعي “سكوربيو” و يمتلكها محمد أمين سوكه برأسمال 2 مليون جنيه، ونشاطها تاكسي جوى ونقل للركاب غير منتظم، إضافة إلى شركة “خدمات البترول الجوية” ويمتلكها الطيار سمير عبد السلام برأسمال 36 مليون جنيه، لخدمات نشاط البترول والمسح الجوي، و”المصرية للطيران” ويمتلكها الطيار طه حسن برأسمال مليون جنيه، وتعمل تاكسي جوى ودعاية وإعلان، و”الأهلية للطيران” ويمتلكها الطيار يحيى العجاتى برأسمال 5 ملايين جنيه، وتعمل كتاكسي جوى ونقل غير منتظم وخدمات أرضية، وشركة صيانة الطائرات “إيه إم سي” ويمتلكها المهندس سيد صابر برأسمال 100 مليون جنيه، لخدمات النقل الجوي والصيانة والخدمات الأرضية، وشركة “سالم بالون” ويمتلكها الطيار محمد وئام سالم برأسمال 60 ألف جنيه، والنشاط بالون طائر، و”المصرية لخدمات الطيران”، شركة مساهمة مصرية، برأسمال 10 ملايين جنيه للعمل فى الخدمات الأرضية والوكالة عن الشركات الأجنبية، و”القاهرة للنقل الجوي” ويمتلكها الدكتور إبراهيم كامل برأسمال 12.5 مليون جنيه، لنقل الركاب والبضائع، إضافة إلى “ممفيس للطيران” برأسمال 15 مليون جنيه، و”أوراسكوم للمنشآت السياحية” ومديرها سميح ساويرس وتعمل كتاكسي جوي 27 راكب، و”الأقصر للطيران” و”لوتس” و”وادي النيل” و”ترافكو”.
قائمة بأسماء ملاك الطائرات الخاصة في مصر
ليس هناك حصر دقيق لعدد رجال الأعمال والمشاهير الذين يمتلكون طائرات خاصة في مصر، لكن أبرزهم وفق تقارير صحفية سابقة..
فنانون مثل: صفاء أبو السعود، جيهان نصر، إسعاد يونس وشريهان، سمية الخشاب “قبل انفصالها عن زوجها الخليجي”، شيرين وجدي، شيرين سيف النصر، فيفي عبده، الراقصة دينا، إلهام شاهين، ميرفت أمين.
رجال أعمال مثل: محمد أبو العينين ويمتلك طائرتين من طراز “جرومر فايف” و “جلف سترين 550” وحاصل على رخصة طيران ويقوم بالقيادة بنفسه، آل ساويرس ويمتلكون ثلاث طائرات من طراز “جلوبال اكسبريس” و “سالينجر” و”f900” تسع الاولي لـ14 راكباً والثانية 8 ركاب والثالثة 10ركاب، حسين سالم ويمتلك طائرتين منهما طائرة “فالكون 2000″، هشام طلعت مصطفى طائرة “جرومر فايف”، محمد شفيق جبر طائرة “آر 54″، وحامد الشيتى طائرة من طراز “سيسنا”، إبراهيم كامل طراز «”توبوليف 204″، إيهاب عوض يمتلك طائرة طراز “إتش إس 145″، كريم غبور طراز “سيسنا”، عبد الحكيم عبدالناصر ويمتلك طائرة “ليبرجيت”، وجمال أنور السادات طائرة “سيسنا”، أحمد بهجت طائرة “فالكون 900″، طارق نور طائرة من طراز “تشالينجر”، أحمد عز طائرة “لارجيت 60” و طائرة “جلف ستريم”، رامي لكح، أيمن الجميل، منصور عامر، وأحمد حسنين هيكل طائرة “فالكون 900″، محمد ثابت طائرة من طراز “هوكز 800” تسع 8 ركاب، رؤوف غبور، هاني بيرزي طائرة طراز “سيسنا 550”.