قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان، في خطبة الجمعة: المرء مع من أحب, وحب النبي صلى الله عليه وسلم شرط في الإيمان, وأفضل وسيلة لمحبة النبي صلى الله عليه وسلم هي التعرف على سيرته وشمائله وأخلاقه, فتعرفوا على نبيكم لتعرفوا قدره ومنزلته, فتتأتى محبته وطاعته, فلا يؤمن أحدكم حتى يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إليه من نفسه وولده ووالده وماله والناس أجمعين.
وأضاف: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس, وقد اصطفى محمدا عليه الصلاة والسلام من أنفس المعادن والأنفاس, وأكرمه وفضله على سائر الناس, قال تعالى: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم”, جعل هديه معيارا للفضل والكمال , زكى الله هديه وخلقه, وعلمه وعقله وقوله وفعله وزكاه الله تزكية كاملة ظاهرا وباطنا.
وتابع: إن الله تعالى خلق عباده حنفاء كلهم, وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم, وحرمت عليهم ما أحل لهم, وأمرتهم أن يشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا, وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب, فاختار من بينهم أنفس المعادن, دوحة العز والشرف ومنبع الخير الفضل محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب العربي القرشي الهاشمي, واختار له أفضل مكان فولد ونشأ وبعث بمكة أم القرى ومهبط الوحي, وكان مولده في ربيع الأول عام الفيل بعد نحو اثنين وثلاثين وستمئة من ميلاد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام, وبعث في مكة وعمره قد ناهز الأربعين, وتوفي عن ثلاث وستين.