قال إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، في خطبة الجمعة: الله هذا الاسم أبر أسمائه سبحانه وأجمعها, الله أعظم اسم وأجل مسمى, ملأ جلاله السماوات وما فيهن, وأحاطت عظمته الأرض وما عليها وما تحتها, ومن فيها, والعلم بالله أصل كل علم, بل أجل معلوم وأكبره, ولا حياة للقلوب ولا فرح ولا سرور ولا نعيم ولا أنس إلا في معرفة الله, المعرفة التي تحقق رقيا في منازل التعبد والتذلل والمحبة, قال صلى الله عليه وسلم: “إن لله تسعة وتسعين اسما مئة إلا واحدا, من أحصاها دخل الجنة”.
وأضاف: من عرف الله بأسمائه وصفاته أحبه, وإذا أحبه أنس بذكره واشتاق إليه وإلى لقائه, وعلى قدر معرفة الرب يكون تعظيم الله وإجلاله, ومراتب الناس في العبودية بقدر ما ينقدح في نفوسهم من معرفة الله, كما تتفاوت أحوال الناس في الصلاة بقدر استحضارهم معاني معرفة الرب, معرفة الله تجعل العبد يستحضر معية الله في كل أحواله, فيطمئن قلبه وتسكن نفسه, ويتوكل عليه صدقا, ويثق به حقا, “الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
وتابع: من عرف الله حقا سجد فالتذ في سجوده, صلى فخشع في قيامه وقعوده, وحلق في الملكوت متأملا متفكرا ولسانه يردد: “سبحان الله, الحمد لله, الله أكبر, لا إله إلا الله”, اسم الله إذا ذكر على قليل كثره, وإذا ذكر عند خوف أزاله, وعند كرب نفسه, وعند هم وغم فرجه, وعند ضيق وسعه, من عرف الله يستحي من ربه أن يجده حيث نهاه, وأن يفقده حيث أمره, لأنه يتذكر جلال الله وهو القائل: “وتوكل على العزيز الرحيم, الذي يراك حين تقوم, وتقلبك في الساجدين”.