كتب: عبده مغربي
فيلم سينمائي، لا.. بل مسلسل درامي طويل مليء بالمشاهد التي تأخذك إلى عالم الليل، بكل ما فيه من دنيئةٍ وخسةٍ.. وعُهْر، والمشاهد التي تأخذك إلى عالم النهار، بكل ما فيه من نفاقٍ وتضليلٍ.. وفُجْر..!
وأُناس يسيرون في صالات التحرير يحاولون بكل جهدٍ الحفاظ على لقمة عيشٍ يمكن أن تُنزع منهم نزعًا وبلا رحمة، إن هم نظروا مجرد نظرة، يفهم منها الاعتراض على ما آلت اليه أوضاعهم وأوضاع المهنة في دواوين الصحافة والإعلام، لذا تراهم صامتون خانعون برغم ما في صدورهم من نواحٍ وشجون.
عن تفاصيل ما تقوم به عصابة العُهْر في الصحافة والإعلام، وكيف تجمع ثرواتها بالحرام، ثم وكيف تسلك المسالك الوضيعة لتحقيق رغباتها المريعة… ثم لا تبالي بالإهانة أو الاحتقار، حتى انها وبلا خجل تقوم على الرذيلة آناء الليل وأطراف النهار.. عن هذا العالم الحقير أحدثكم اليوم.
في شهر يوليو من العام 2019 وقف رئيس تحرير البوم الواقع في صالة التحرير، ونظر إلى أحدهم، محرر الحوادث الذي يمسك ملف الجريمة في محافظة الجيزة ومدينة 6 اكتوبر، طلب منه تفاصيل قضية الرشوة المتورط فيها عضو اليسار بمحكمة جنح أكتوبر بعد قرار النيابة بحبسه 15 يومًا احتياطياً على ذمة التحقيقات، طلب رئيس التحرير من المحرر تصوير أوراق القضية أو معرفة أسماء المتهمين فيها والوقائع المرتبطة بها.
كان الشيطان الذي أصبح يتحكم الآن في ثلاثة أرباع الصحافة والإعلام في مصر.. الخبير في قضايا الرشوة وكيفية الإفلات منها بعدما خرج مؤخرًا كالشعرة من العجين في قضية الرشوة الشهيرة التي دمرت حياة مسئول كبير في حكومة ابراهيم محلب قد أخبر رئيس تحرير البوم الواقع بأبعاد هذه القضية المتورط فيها مدير عام الشؤون القانونية المستشار القانوني لرئيس مجلس الأمناء في إحدى الجامعات الكائنة بمدينة اكتوبر.
قال الشيطان لرئيس التحرير أن رئيس هذه الجامعة لا ينام الليل مخافة أن يصدر قرار بضبطه وإحضاره في هذه القضية، وأن هذه (.. هي فرصتنا ناخد لنا منه قرشين كويسين..).
رئيس التحرير يعرف سخاء هذا الرجل الذي لا ينام الليل، فهناك علاقة سابقة أو قل صفقة سابقة جمعت بين رئيس التحرير ورئيس هذه الجامعة منذ أن أفردت جريدة البوم الواقع عام 2015 عدة مقالات تهاجم وزير الإسكان وقتها الدكتور مصطفى مدبولي لأن هيئة المجتمعات العمرانية التي تتبعه قررت سحب الأرض المخصصة لهذه الجامعة في العام 1998 ولم يتم تنميتها حتى الآن،.
كان دافع الوزارة في قرار السحب أن هذه الأرض لم يتم تنميتها رغم مرور 18 عامًا على صدور قرار التخصيص للـ 20 فدانًا التي طلبتها هذه الجامعة زيادة على الـ 30 فدانًا المخصصة لها في العام 1996، فقامت الدنيا ولم تقعد في جريدة البوم الواقع، ضغطت بكل ما أوتيتْ منه قوة على الدكتور مصطفى مدبولي لكي يلغي قرار سحب هذه الأرض التي تُقدر قيمتها بأكثر من 7 مليارات جنيه الآن، وخرج صحفي الجريدة المغوار سرساوي المخنصراوي بعدة موضوعات يهاجم فيها وزارة الإسكان التي قال انها تقوم بـ (.. تدمير التعليم في مصر..)، للأسف لقد رضخت وزارة الإسكان لهذا الابتزاز الرخيص والغت قرار السحب، ومنذ هذا التاريخ تأكد لرئيس هذه الجامعة قوة ونفوذ رئيس تحرير البوم الواقع، وقتها لم يبخل أن يسدد له قيمة هذا الصفقة، عشرة ملايين جنيه وضعها رئيس التحرير في جيبه الخاص بعيدًا عن دفاتر الشركة مالكة هذه الجريدة وموقعها، وضعها في جيبه عدا 350 ألفًا أعطاها إلى سرساوي المخنصراوي و زرعت في نفسه السعادة لعدة أسابيع، حتى انتعشت حرارته فراح يتحرش بالزميلات في الجريدة، له في ذلك قضية شهيرة انتهت على خير بعد صعوبات كادت أن تقضي على مستقبله المهني، للأسف هذا السرساوي ينتمي إلى عائلة طيبة أعرفها جيدًا، لكنه لم يعد ينتمي إليها إلا بالاسم، جل انتمائه الآن وفقط لرئيسه في تلك الجريدة.
بمجرد أن نشرت البوم الواقع خبر القبض على قاضي اليسار في القضية، وعلم رئيس تحرير البوم الواقع أن القضية تخص هذه الجامعة وتدور حول الترخيص لمنشأة جديدة في الجامعة، وترفض وزارتا “التعليم العالي” و “الصحة” إصدار هذه التراخيص، وانه على وقع هذا الرفض قامت الجامعة برفع قضية، ولما كان يتم تأجيل النطق بالحكم فيها لعدة جلسات، لجأ رئيس هذه الجامعة إلى مستشارها القانوني عليه رحمة الله لكي يحسم الأمر بأي وسيلة، وكانت وسيلته في ذلك رشوة قاضي اليسار في الدائرة التي تنظر القضية، لكن هيئة الرقابة الإدارية كانت على علم بما يجري من أمور تورط فيها المستشار القانوني ورئيس الجامعة.
البوم الواقع نشرت الخبر لكنها لم تنشره كاملًا، بمجرد النشر سقط في يد رئيس الجامعة فطلب أن يلتقي برئيس التحرير، وفي هذا اللقاء طلب منه ألا ينشر القضية وأن يستر عليه حتى لا يُشكل النشر ضغطًا يمكن أن يؤدي إلى القبض عليه، في هذا اللقاء عرض رئيس التحرير على رئيس الجامعة خبرات الشيطان الأكبر المتخصص في قضايا الرشوة والفساد وبطل قضية الرشوة الكبرى التي هزت وزارة الزراعة، قال لرئيس الجامعة “..هو ده الوحيد اللي يقدر يخلصك..”، فوافق المسكين على الفور، وعلى الفور أيضًا تم ترتيب اللقاء، وتوالت الأحداث، الأحداث التي أصبح بعدها الشيطان الأكبر مستشارًا إعلاميًا لهذه الجامعة، ومستشارًا إعلاميًا لرئيسها، والصديق والصدوق له بعدما تم لرئيس الجامعة النجاة من تلك القضية، وتلك جريمة أخرى سننشرها تباعًا في حلقة خاصة بها، المهم.. اجتمعت الشلة بكاملها، وتوالت حلقات مسلسل فساد الإعلام في مصر، إحدى هذه الحلقات جرت مشاهدها في منزل رئيس تحرير البوم الواقع، ففي جوف الليل والناس نيام، اجتمع الشيطان ورئيس التحرير ورئيس الجامعة وبضعة فاتنات من ممثلات الدرجة الثانية، الذين لديهم استعداد لفعل أي شيء شريطة أن يتبناهم الشيطان، تمامًا مثلما تبنى “وسادة عبد الرازق” ومن بعدها “إيمان المذنب” و “سينا فؤاد” نجمتين واعدتين تنشر وتبث لهما جرائد “البوم الواقع” و “الكوستور” وفضائية “26 يوليو” أخبارًا على مدار اليوم، فقط لأن الشيطان يستخدمهما في زياراته للمسئولين، وبهما يحصل على ما يريد من تأشيرات وهو إلى جوار ما يقدمهما يُقدم نفسه معهما كإعلامي، بعدما نجح في الحصول على عضوية نقابة الإعلاميين، ولا أعرف كيف لحاصل على دبلوم المدارس الصناعية أن يصبح عضوًا في نقابة الإعلاميين؟! ولا أعرف كذلك كيف لجريدة بولس حنا التي يملكها حزب عريق أن توافق على أن تكون أداه رخيصة في يد هذا العربيد؟!، إن 20 ألفًا يسلمها الشيطان الأكبر كل شهر إلى رئيس التحرير في هذه الجريدة لا يمكن أبدا أن يضحي لأجلها بسمعة وتاريخ مطبوعة لها في وجدان المصريين قدر عظيم..!، أخبرني أحدهم أن رئيس تحرير هذه الصحيفة الحزبية أصبح كل أمله أن يأخذ الشيطان بيده في أن ينضم إلى العصابة التي تسيطر الآن على مفاصل الصحافة الإعلام في مصر، لما لهذا الشيطان من قدر كبير عند المسئولين.
الأهم أنه في هذه الجلسة التي جمعت رئيس الجامعة الخاصة ورئيس تحرير البوم الواقع بمناسبة احتفالات الكريسماس الماضي، تم التقاط صورة خليعة لرئيس الجامعة في وضع مخل، أصبحت هذه الصورة وسيلة أخرى من وسائل ضغط الشيطان على المسكين رئيس هذه الجامعة، تلك هي العصا.. أما الجزرة فكانت قبل أيام عندما تم تكريم رئيس الجامعة من قبل جريدة البوم الواقع ضمن الشخصيات الأكثر تأثيرًا في مصر، ونشرت صحف ومواقع مصرية وفضائيات هذا الخبر..!
عصابة الشر هذه التي يقودها هذا الشيطان الآن وتتحكم في مفاصل الإعلام بالبلاد تضم أسماء عديدة جلهم يتحدث الآن عن ضرورة إصلاح الإعلام.
تابعونا