السؤال الأول.. عن أي طاهر أبو زيد نتحدث؟ إننا نتحدث عن طاهر أبو زيد سيد عامر، المولود في 1 أبريل عام 1962 في مدينة البدارى بمحافظة اسيوط، الذي هو نفسه نجم كرة القدم الشهير ووزير الرياضة في حكومة الدكتور حازم الببلاوي، الحكومة التي تشكلت بعد ثورة 30 يونيو التي قامت ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
ما سبق وفي مضمونه يفرض علينا سؤالًا ثانيًا: ما هي علاقة نجم كرة القدم الشهير بقيادي تنظيم الجماعة الإسلامية المسلح؟ إنها المرة الثالثة التي يزور فيها نجم كرة القدم قرى في مركز قفط بمحافظة قنا خلال فترة وجيزة، وهي المرة الثالثة أيضًا التي يزور فيها قفط بصحبة هذا القيادي السابق في تنظيم الجماعة الإسلامية المسلح!
هذا القيادي في التنظيم المسلح أصبح واحدًا من الأثرياء الجدد الذين كونوا في فترة وجيزة ثروة ضخمة تجاوزت المليار جنيه بحسب مقربين، وهي ثروة غامضة وضخمة لا تعرف جريدة البلاغ مصادرها بالدقة، لكنها – أي الثروة- في ظاهرها تبدو أنها نتاج أعمال بناء ومقاولات عمومية، وإن كانت علاقة هذا القيادي البارز في تنظيم الجماعة الإسلامية مع رفاعي طه الملقب بـ أبي ياسر المصري قائد التنظيم المسلح الذي خلف عمر عبد الرحمن في هذا الدور بعد اعتقاله في عام 1993 بالسجن مدى الحياة في أمريكا تفتح باب التكهنات حول ما إذا كانت هذه الثروة هي أموال التنظيم التي يتم غسلها في أنشطة التشييد والمقاولات، أو من نشاطات التشييد والبناء فعلاً، مع الوضع في الإعتبار أنه لدي جريدة البلاغ تفاصيل مثيرة تربط بين هذا القيادي صديق طاهر أبوزيد و الإرهابي حسين شميط المسئول عن تسليم الأسلحة التي نقلت من الخرطوم إلى اثيوبيا في حقائب دبلوماسية مليئة بمدافع الكلاشنكوف والذخيرة وقاذفات آر.بي.جي والقنابل اليدوية” التي تم استخدامها في تنفيذ حادث محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا.
قام طاهر أبو زيد يزيارة جامعة جنوب الوادى واستقبله فيها رئيس الجامعة الدكتور عباس منصور، أيضًا بصحبة هذا القيادي في التنظيم الإرهابي المسلح، كما استقبله نائب رئيس الجامعة الدكتور محمود حضاري معلة، ولفيف من استاذة الجامعة الذين اصطفوا ترحيبًا بوزير الرياضة الأسبق، وهو ما يطرح سؤالًا جديدًا: هل يعلم الدكتور عباس منصور انه استقبل في مكتبه واحد من اخطر قيادات التنظيم الإرهابي المسلح؟ وإن علم.. فلماذا وافق على هذا الإستقبال؟
وزير الرياضة الأسبق قام كذلك بزيارة جهاز مدينة قنا الجديدة وأستقبله
المهندس رضوان عبد الرشيد رئيس الجهاز بصحبة القيادي السابق في التنظيم المسلح أيضًا، وهو ما يطرح المزيد من الأسئلة، عن سر هذه الجولة الغامضة لطاهر أبو زيد إلى مدينة قنا، وجامعة قنا، وجهاز مدينة قنا الجديدة.
المعلومات المتوفرة لدى جريدة البلاغ تقول أن نجم كرة القدم لا يعلم بالتاريخ الأسود لصديقه القيادي السابق في التنظيم المسلح، ولذلك فهو يتحرك معه بحسن نية، وهي حسن النية ذاتها التي استقبل على اساسها ربما الدكتور عباس منصور هذا القيادي في مكتبه، تمامًا كما حدث مع رئيس جهاز مدينة قنا الجديدة، وإن كنا على يقين أن فرع جهاز الأمن الوطني في قنا لديه كل هذه التفاصيل، والتي نعتقد أنه يعلم جيدًا انه ربط بين هذه الجولات المتكررة لوزير الرياضة الأسبق وبين نية هذا القيادي الترشح لإنتخابات الشورى القادمة، ظنًا منه أن الملف الخاص عن نشاطه في تنظيم الجماعة الإسلامة الإرهابي قد تاه بين الأرفف وسط الملفات القديمة.
لقد جاءت عملية استبعاد الدكتور ايمن خضارى عن منصبه وكيلًا لوزارة الصحة بقنا لتؤكد أن ملفات قيادات تنظيم الجماعة الإسلامة القديمة ما تزال محفوظة وبخير، وأنها ما تزال مؤثرة في القرار الإستراتيجي بالمحافظة في كافة قطاعاتها، خاصة بعد تسريب معلومات عن أن صلة “خضاري” السابقة بقيادات في تنظيم الجماعة الإرهابية المسلح قديمًا كانت وراء هذا الإستبعاد.